أبرز مسميات "البرد" في السعودية
طقس العرب-لطالما ارتبط الطقس وتقلباته بتسميات عديدة في المملكة العربية السعودية، وهي تسميات تتوارثها الأجيال من أهل الجزيرة العربية الذين كانوا يراقبون السماء بعناية، ويعتمدون على علم النجوم والفلك في توقعات الطقس.
بالبداية السعوديين كانوا مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بالنجوم، حيث كانوا يتابعون ظهور بعض النجوم الخاصة في السماء للتنبؤ بحالة الطقس، سواء كانت حارة، معتدلة، أو باردة، وحتى إذا كانت ستشهد أمطاراً.
ارتباط السعوديين بالنجوم وتوقعات الطقس
قال الدكتور فايز عبد الله المكينزي، الباحث في تاريخ الجزيرة العربية، في حديثه لوسائل الإعلام، إن هناك العديد من الأسماء التي استخدمها السعوديون للإشارة إلى الطقس البارد، وهي تسميات فرضتها عليهم طبيعة الحياة في البادية. ومن بين هذه التسميات نجد «المربعانية»، و«الشبط»، و«بياع الخبل عبايته»، و«مقرقع البيبان»، وكلها عكست فهم أهل الجزيرة العربية العميق لتقلبات الطقس. وأضاف المكينزي أن فصل الشتاء في السعودية كان يُقسم إلى فترات زمنية تتميز كل منها بظروف مناخية مختلفة.
تقسيمات الشتاء في السعودية
بدأ المكينزي بالحديث عن تقسيمات فصل الشتاء، حيث يبدأ «جويريد» الذي يُعتبر رياحاً عاتية تسحب أوراق الأشجار. تليه فترة «المربعانية»، التي تستمر لمدة 40 يوماً وتتميز ببرودة شديدة، إذ تتساقط الثلوج الخفيفة وتنفرد الرياح فيها بتسمية «الصريم».
بعد المربعانية، تأتي فترة تمتد لثلاثة أسابيع، تعرف بترتيب خاص: «سعد ذبح»، و«سعد بلع»، و«سبعة سم»، التي تتميز بطقس بارد جداً. أما فترة «سبعة دم» فهي الأكثر برودة، لدرجة أن الدم ينساب من أنوف الإبل بسبب شدة البرودة، في حين أن «سبعة يسيل الدسم» تعني أن البرد أصبح أقل قسوة.
سعد بلع: آخر أنواء الشتاء
من جهة أخرى، أكد عبد العزيز الحصيني، الباحث في الطقس والمناخ، أن اليوم هو بداية «سعد بلع»، وهو العقرب الثانية والنجم السابع من فصل الشتاء. هذه الفترة تمتد لثلاثة عشر يوماً، وتعتبر آخر أنواء الشتاء. في هذا السياق، أشار الحصيني في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في «تويتر»، إلى أن «سعد بلع» يعرف بـ«عقرب الدم»، وهي فترة يقال عنها: «إذا طلع سعد بلع، اقتحم الربع، ولحق أهله الهبع، وصيد المرع، وصار في الأرض لمع».
بعض الأقوال الشعبية عن البرد
تُوجد العديد من الأقوال الشعبية التي ترويها الأجيال، ومنها المثل المعروف «إذا طلع الحوت البرد يموت»، الذي يُستخدم للإشارة إلى شدّة البرودة. كذلك، تبرز عبارة «بياع الخبل عبايته»، وهي تعبير ساخر يُطلق على الشخص الذي يبيع عباءته التي تحميه من البرد بعد أيام دافئة، معتقدًا أن البرد قد انتهى، ليُفاجأ بموجة برد قاسية، فيوصف بالخبل، أي الشخص الذي يعتقد غير الحقيقة أو «العبيط».
شاهد أيضا:
وصفات سعودية دافئة وشهية يمكن تناولها في فصل الشتاء
السعودية | متى موعد يوم التأسيس السعودي 2025؟