عاصفة ثلجية تعزل عدة مناطق وتطمرها بأطنان من الثلوج في جنوب القارة الأوروبية
طقس العرب - تأثرت دول جنوب القارة الأوروبية بعاصفة ثلجية قوية خلال الأيام الماضية نتيجة اندفاع كتلة هوائية قطبية المنشأ وشديدة البرودة، نجم عنها تشكل منخفض جوي عميق مترافق مع عدة جبهات هوائية أثر على شكل عاصفة ثلجية قوية تركزت تأثيراتها على دول البلقان، وترافقت بتساقطات ثلجية كثيفة للغاية أدت إلى طمر عدة مناطق بأطنان من الثلوج الكثيفة.
عاصفة إيلينا تعطل مظاهر الحياة العامة وتلقي بأطنان من الثلوج على عدة مناطق
ومع تأثر دول جنوب القارة الأوروبية بهذه العاصفة الثلجية تساقطت ثلوج كثيفة للغاية بشكل متواصل تركزت على دول البلقان تحديدًا البوسنة والهرسك، وقد عزلت عاصفة ثلجية تضرب البوسنة والهرسك مناطق عدة في البلاد من جراء طرق غير سالكة وانقطاع الكهرباء عن أكثر من 170 ألف منزل الثلاثاء وأعلنت شركة توزيع الكهرباء الكترو بريفريدا البوسنة والهرسك أنه "على الرغم من الجهود والعمل الدؤوب لإصلاح الأعطال تفاقم وضع إمدادات الكهرباء. حاليًا 127 ألف عداد دون كهرباء وفقًا لموقع التلفزيون العربي".
وأعلنت شركة إلكترو كرايينا التي توزع الكهرباء على بلديات كيان صرب البوسنة، أن نحو 50 ألفًا من عملائها دون كهرباء وقالت الشركة إنه تم تعبئة كافة الفرق التي تعمل منذ الفجر على إصلاح الأعطال. كما تم إعلان حال الطوارئ في غرب البوسنة حيث أغلقت الثلوج جميع الطرقات المؤدية إلى بلدة درفار مما أدى إلى عزل سكانها البالغ عددهم 17 ألف نسمة.
نمط مناخي تسبب في بطء حركة العاصفة وزيادة قوتها
من الناحية العلمية، سيطر نظام الحجب "ريكس بلوك" (Rex Block) على شمال أوروبا، وهو نمط جوي يحدث في الغلاف الجوي، حيث يتشكل نظام ضغط مرتفع بين نظامين من الضغط المنخفض، مما يؤدي إلى ثبات واستقرار الأحوال الجوية في منطقة معينة لفترة طويلة. يتسبب هذا النمط في "حجب" تقدم الأنظمة الجوية المتحركة، مما يؤدي إلى بقاء الطقس الحار أو البارد أو الجاف أو الرطب في مكان واحد لعدة أيام أو حتى أسابيع. يُعتبر هذا النمط شائعًا في الفصول الانتقالية مثل الربيع والخريف، ويمكن أن يؤدي إلى موجات جفاف أو فيضانات بسبب استمرارية الظروف الجوية الثابتة كما حدث في عاصفة إيلينا.
كما أن المسبب الأول لاندفاع الكتلة الهوائية القطبية المسببة بعد مشيئة الله للعاصفة الثلجية يعود إلى اندفاع سيطرة المرتفع الجوي الأزوري على جنوب غرب القارة الأوروبية والمغرب العربي مما أجبر الرياح القطبية على الالتفاف حوله والاندفاع مباشرة نحو جنوب القارة الأوروبية ووسط البحر الأبيض المتوسط.
والله أعلم.