هل يمكن تكرار عاصفة التنين في المستقبل؟
طقس العرب - على النقيض تمامًا للأجواء التي كانت قبل 5 سنوات، تعيش المنطقة في هذه الفترة أجواء مشمسة ودافئة في مختلف المناطق، مع تسجيل درجات حرارة أعلى بكثير من معدلاتها المعتادة نسبةً لمثل هذا الوقت من العام. وفي عام 2020، تأثرت المنطقة بأحد أقوى العواصف في العقد الأخير وهي عاصفة التنين، التي عاثت دمارًا في العديد من المناطق شرق المتوسط.
هل يمكن تكرار عاصفة التنين في المستقبل؟
وفي هذا السياق، يتبادر إلى أذهان العديد من الأشخاص السؤال عن احتمال تكرار عاصفة التنين. وقال المختصون الجويون في مركز طقس العرب إن عاصفة التنين كانت استثنائية، واجتمعت فيها العوامل الجوية والطبوغرافية مع بعضها البعض مما منحها تأثيرات كارثية على أرض الواقع. ومع ذلك، لا يمكن الجزم أو الإنكار بأن عاصفة التنين قد تتكرر لأن الأنماط الجوية تختلف من عام لآخر.
وتجدر الإشارة إلى أنه تاريخيًا قد تعرض البحر الأبيض المتوسط لأنماط جوية (عواصف) أكثر شدة من عاصفة التنين، بعضها بلغ قوة إعصار مداري من الدرجة الأولى. ولعلّ أوضح الأمثلة على أعاصير البحر المتوسط، هو ما حدث في منتصف شهر يناير/كانون الثاني من عام 1995، حينما تشكل إعصار في وسط البحر المتوسط، في المنطقة البحرية بين إيطاليا واليونان وليبيا. كما شهدت نفس هذه المناطق البحرية تقريبًا تشكيلًا لإعصار متوسطي عام 2014، سُمي بعاصفة قندريسا، والتي أثرت بشكل رئيسي على جزأي صقلية ومالطة، بأمطار غزيرة وزخات برد وهبّات رياح قوية بلغت سرعتها 150 كم/ساعة.
تُعتبر الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال العامل الأساسي في تشكيل مثل هذه الأنظمة الجوية، حيث يعمل تقابل هذا الهواء البارد مع الهواء الرطب والدافئ القادم من الجنوب على تشكيل المنخفضات الجبهية، بالتزامن مع دفء مياه البحر إلى أكثر من 20 درجة مئوية، بالإضافة إلى وجود أحوال جوية شديدة الاضطراب.
والله أعلم.