تأثيرات ظاهرة اللانينا تظهر جليًا على شرق المتوسط وتنعكس على ضعف أداء الموسم المطري حتى اللحظة
طقس العرب - أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في وقت لاحق أن الظروف قد تشكلت رسميًا للإعلان عن تطور ظاهرة اللانينا في المحيط الهادئ الاستوائي، بعد أن راقب المسؤولون تطورها خلال معظم عام 2024. كما أن التوقعات الأولية تشير الآن إلى أن ظاهرة اللانينا ستستمر حتى أبريل 2025، ثم تنتقل إلى حالة محايدة (ENSO-neutral) بين مارس ومايو 2025.
اللانينا ترتبط إحصائيًا باشتداد المرتفع السيبيري شتاءً شرق المتوسط وبأمطار أعلى من المعدل غرب المتوسط
ويرى متنبئو طقس العرب أن ظاهرة اللانينا ترتبط إحصائيًا باشتداد تأثير المرتفع السيبيري على الجزيرة العربية وبلاد الشام خلال فصل الشتاء، وتؤثر ظاهرة اللانينا على المنطقة العربية غالبًا بقلة الأمطار في مناطق المشرق العربي، ولكن يحدث العكس في مناطق المغرب العربي حيث تزداد الأمطار وتنخفض الحرارة عن معدلاتها، وتزداد فرصة حدوث الفيضانات والسيول في مناطق المغرب العربي، فيما تزداد فرصة الجفاف في مناطق المشرق العربي نتيجة سيطرة المرتفع الجوي السيبيري.
وهذا ما نشاهده ضمنيًا على أرض الواقع حيث تأثرت دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بامتداد متكرر للمرتفع الجوي السيبيري ونقص حاد في كميات الأمطار، يقابله تأثر دول المغرب العربي بمنخفضات جوية شتوية قوية جلبت الأمطار الوفيرة والتساقطات الثلجية عدة مرات فوق المرتفعات الجبلية العالية لاسيما شمال الجزائر وذلك منذ بداية فصل الشتاء، كما تبين النمذجة الحاسوبية استمرار الوفرة بالأمطار خلال الفترة القادمة.
بنسبة تصل إلى 60% احتمالية استمرار ظاهرة اللانينا واردة حتى ربيع 2025
ويُتوقع أن تستمر هذه اللانينا الجديدة حتى أشهر الربيع في نصف الكرة الشمالي وباحتمالية تصل إلى 60%، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، مما يترك مساحة كبيرة لأن تستمر اللانينا لفترة أطول من التوقعات ولكن بالرغم من ذلك فإن تأثيرات اللانينا يرجح أن تكون أقل مقارنة مع دورات اللانينا السابقة بسبب أن اللانينا هذا العام تصنف بالضعيفة حسب التقرير الوارد من وكالة NOAA إلا أن تأثيراتها كانت واضحة في الأشهر الماضية وحتى اللحظة.
الدورات المناخية ماهي إلا جزء لا يتجزأ من أنماط عملاقة تحرك أنظمة الطقس العالمية
كما أن اللانينا تؤثر على نمط التيارات الجوية والطقس العالمي بطرق متعددة، مما قد يؤدي إلى تغيرات في درجات الحرارة والهطول في مناطق مختلفة من العالم، ولكن لا يُمكن الجزم بأن تأثيراتها ستكون حتمية من ناحية أثرها على مناخ العالم إذ أن جميع التأثيرات المرجحة هي ناتجة عن عمليات معالجة إحصائية لسنوات حدثت بها هذه الظاهرة مع ضرورة التأكيد أن هذه الدورات المناخية ماهي إلا جزء لا يتجزأ من أنماط عملاقة تحرك أنظمة الطقس العالمية.
والله أعلم.