من أين تأتي الرياح الشرقية؟ وما علاقتها بظاهرة التكهرب؟
طقس العرب- تُعد الرياح الشرقية من الظواهر الجوية البارزة التي تتأثر بها الأردن والمناطق المجاورة حيث تهب هذه الرياح من الواجهة الشرقية أو الجنوبية الشرقية. تختلف تأثيراتها باختلاف أسباب هبوبها، فقد تُسبب ارتفاعاً في درجات الحرارة وأجواء حارة، أو تؤدي إلى أجواء شديدة البرودة والجفاف، كما قد تُسهم في تكوين الأجواء المغبرة. في هذا المقال، نستعرض أبرز أسباب هبوب الرياح الشرقية وطبيعة تأثيرها:
أسباب هبوب الرياح الشرقية
-
وجود مرتفع جوي شرقي ومنخفض جوي غربي
عند تمركز مرتفع جوي فوق الجزيرة العربية بالتزامن مع وجود منخفض جوي فوق البحر الأبيض المتوسط، تنتقل الرياح من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض. يؤدي ذلك إلى هبوب رياح شرقية على المملكة، غالباً ما تزيد من الشعور بالبرودة، خاصة خلال ساعات الصباح.
-
امتداد المرتفع السيبيري (المرتفع القطبي)
يدور الهواء في المرتفع الجوي مع اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي. عند امتداد المرتفع السيبيري نحو المنطقة من الشمال الشرقي خلال فترات محددة من السنة، تهب الرياح الشرقية الجافة على المملكة، مما يسبب أجواء قارسة البرودة ليلاً وحتى نهاراً.
-
امتداد منخفضات جوية حرارية مثل منخفض البحر الأحمر
يدور الهواء في المنخفض الجوي بعكس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي. عند امتداد منخفض البحر الأحمر من جهة الجنوب، تهب الرياح الشرقية أو الجنوبية الشرقية نحو المملكة، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، حيث تسود أجواء أكثر دفئاً خلال ساعات النهار والليل على حد سواء.
الرياح الشرقية ودورها في التسبب بظاهرة "التكهرب"
تُعد الرياح الشرقية أحد العوامل الرئيسية التي تُسهم في انتشار ظاهرة "التكهرب" أو انتقال الكهرباء الساكنة. عند هبوب هذه الرياح، تكون الأجواء جافة للغاية مع انخفاض كبير في نسبة الرطوبة. هذا الجفاف يُعزز تراكم الشحنات الكهربائية على الأسطح والأجسام المختلفة، مما يزيد احتمالية حدوث تفريغ كهربائي عند لمس جسم مادي أو مصافحة الآخرين.
في مثل هذه الظروف، قد يُلاحظ الشخص شرارة كهربائية صغيرة عند ملامسة جسم معدني أو عند التواصل الجسدي مع الآخرين، وهي ظاهرة يُطلق عليها باللهجة العامية "التكهرب".
التفسير العلمي لظاهرة التكهرب
ظاهرة "التكهرب" تُفسر علميًا من خلال انتقال الشحنات الكهربائية الساكنة (الإيجابية والسلبية) بين الأجسام.
- في الأجواء الجافة: انخفاض بخار الماء في الهواء يُقلل من قدرته على تفريغ الشحنات الكهربائية المتراكمة، مما يُسهم في تجمعها على الأسطح أو الملابس أو حتى الجلد.
- في الأجواء الرطبة: يتواجد بخار الماء بنسبة أعلى في الهواء، مما يُساعد على تفريغ الشحنات الكهربائية بسرعة عبر قطرات الماء، وبالتالي يقل الإحساس بالتكهرب.
كيفية الحد من ظاهرة التكهرب أو تجنبها ونصائح عند هبوب الرياح الشرقية
- ارتداء الملابس القطنية بدلاً من الصوفية: الملابس الصوفية تُعزز تراكم الشحنات الكهربائية، بينما الملابس القطنية تُقلل من هذه الظاهرة.
- اختيار أحذية جلدية بدلاً من المطاطية: الأحذية الجلدية تُساعد في تقليل تجمع الشحنات الكهربائية مقارنة بتلك المصنوعة من المطاط.
- لمس المقتنيات المعدنية بانتظام: تفريغ الشحنات الكهربائية على دفعات صغيرة من خلال ملامسة المعادن يُقلل من تكوّن الشرارات الكهربائية المزعجة.
- استخدام مفتاح معدني لتفريغ الشحنات: الاحتفاظ بمفتاح معدني واستخدامه للمس الأجسام قبل ملامستها يساعد في تخفيف الشعور بالشرارة المفاجئة.
- تجنب السباحة في البحر الميت: يُنصح بالامتناع عن السباحة بسبب خطورة الغرق التي تزيد مع الرياح الشرقية.
- الانتباه من تدني الرؤية: ضرورة الحذر من انخفاض مدى الرؤية الأفقية نتيجة الغبار الكثيف، واتباع الإرشادات الطبية لمرضى الجهاز التنفسي لتجنب المضاعفات.
شاهد أيضا:
ما هي أسباب "التكهرب" عند لمس الأجسام خلال هبوب الرياح الشرقية؟
تعرف على الرياح الشرقية،تأثيراتها،أسبابها واضرارها عبر التقرير التالي