ثلوج مبكرة زينت عدة مناطق في شرق المتوسط مع الأيام الأخيرة من فصل الخريف مناخياً
طقس العرب - تأثرت دول شرق البحر الأبيض المتوسط في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر، الذي يتزامن مع آخر أسبوع في فصل الخريف وفقاً لتقويم علم الأرصاد الجوية، بكتلة هوائية سيبيرية شديدة البرودة مرت فوق مسطحات مائية قليلة. ترافق ذلك مع بعض الهطولات المطرية التي تحولت إلى ثلوج على المرتفعات الجبلية العالية في سوريا ولبنان وشمال العراق، حيث امتدت هذه الثلوج بشكل مؤقت إلى ارتفاعات منخفضة شملت أحياء من العاصمة دمشق، وهو حدث جوي غير مبكر بالنظر إلى أننا ما زلنا في فصل الخريف.
ثلوج الخريف تكسي المرتفعات الجبلية في سوريا ولبنان وتزينها بالرداء الأبيض
وفي التفاصيل، ترافقت الكتلة الهوائية السيبيرية شديدة البرودة التي أثرت على المنطقة مؤخرًا ببرودة شديدة في طبقات الجو المختلفة، لاسيما تلك القريبة من سطح الأرض، مما تسبب في تساقط الثلوج على فترات وتراكمها سريعًا فوق قمم المرتفعات الجبلية العالية في سوريا ولبنان. شملت الثلوج مرتفعات الساحل السوري وامتدت مؤقتًا مع ساعات الليل المتأخرة وفجر الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 إلى ارتفاعات أقل شملت ريف دمشق في سوريا نتيجة تمركز الكتلة الهوائية شديدة البرودة فوق الأراضي السورية.
ثلوج كثيفة على مرتفعات إقليم كردستان شمال العراق
كما امتد تأثير الموجة السيبيرية شديدة البرودة نحو العراق، وشهدت المرتفعات الجبلية الشمالية في إقليم كردستان تساقط زخات كثيفة من الثلوج على القمم الجبلية في المناطق الحدودية المتاخمة للأراضي التركية والإيرانية، شملت مرتفعات دهوك ومنطقة حاجي عمران. كانت الثلوج متراكمة بصورة غير معتادة ومبكرة بالنسبة لهذا الوقت من العام، حيث زينت العديد من القمم الجبلية بالحلة البيضاء قبيل بدء فصل الشتاء من ناحية علم الأرصاد الجوية.
زخات أمطار متجمدة على قمم الشمال في الأردن
ورصد الفريق الإعلامي في مركز طقس العرب مع ذروة تأثير الكتلة الهوائية السيبرية هطول زخات من الأمطار المتجمدة على قمم الشمال، وتحديدًا في أعالي محافظة جرش. (الأمطار المتجمدة هي ظاهرة تحدث عندما تتساقط قطرات المطر من السحب على ارتفاعات منخفضة حيث تكون درجات الحرارة تحت الصفر المئوي، لكنها تبقى سائلة بسبب وجود طبقة هواء دافئة بين السحب وسطح الأرض. وعندما تصل هذه القطرات إلى سطح الأرض البارد جدًا، تتجمد على الفور، مما يؤدي إلى تكوّن طبقة من الجليد على الأسطح).
هل تنذر موجة البرد السيبيرية المبكرة بشتاء قارس البرودة على شرق المتوسط؟
على الرغم من أن موجة البرد التي تعرضت لها المنطقة كانت مبكرة للغاية بالنسبة لهذا الوقت من العام، إلا أنه لا يمكن الجزم بأنها تشير إلى شتاء قارس البرودة. فعند العودة إلى السجل المناخي، لا توجد علاقة مؤكدة بين تعرض المنطقة لموجة باردة مبكرة وبين شتاء أكثر برودة من المعتاد. فالموجات الباردة المبكرة تحدث نتيجة لأنظمة جوية معينة تؤدي إلى نزول الكتل الهوائية الباردة من المناطق السيبيرية، لكنها لا تمنح دلالة قاطعة على نمط الطقس في الشتاء ككل، الذي يمتد لعدة أشهر.