صدَق أو لا تصدَق.. القمر مصدر الطاقة الجديدة
موقع ArabiaWeather.com- ختام عامر- القمر هو المنظر الجميل الذي يسحر الألباب، لروعة منظره وجماله وألقه ومع التقدم العلمي الكبير وهبوط رواد الفضاء على سطحه بات محط اهتمام دول العالم لما يتمتع فيه من ثروات كبيرة تتمثل في احتواء أعماق تربته على غاز الهيليوم3 القادر على إنتاج كميات هائلة من الطاقة تكفي البشرية عقودا طويلة.
وقد أظهرت الأبحاث التي تم إجراؤها على الصخور والتربة ومن خلال ما أحضره رواد رحلات أبولو المعروفة بين عامي 1969 و1972، احتواءها على غاز الهيليوم3، فيما قدر الخبراء في مركز جونسون لأبحاث الفضاء في ولاية هيوستن الأمريكية احتواء القمر على مليون طن من هذا الغاز، قادر على إنتاج طاقة تكفي الولايات المتحدة الأميركية ألف عام، مما شكل حافزا قويا للدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء كأميركا وروسيا والصين وكذلك اليابان والهند وألمانيا، لأن تعد مشاريعها المستقبلية لغزو القمر وبناء مستعمرات دائمة عليه.
ومن النادر وجود عنصر الهيليوم3 على سطح الأرض، حيث يتم إنتاجه بصعوبة عن طريق التفاعلات النووية لكنه موجود بشكل كبير في الرياح الشمسية إلا أن الطبقات الجوية الخارجية للأرض تمنع وصوله إليها.
وفي المقابل ونظرا لأن القمر يكاد يخلو من الغلاف الجوي الذي يعيق وصول هذا الغاز إلى سطحه، فقد تراكمت على سطحه وفي تربته كميات وفيرة من هذا الغاز على مدار السنين إذ إن كل مليون طن من تراب القمر تحتوي تقريبا على سبعين طنا من غاز الهيليوم3.
في الوقت الذي تشير فيه الحسابات العلمية إلى أن كل رطل من غاز الهيليوم3 قادر على توفير طاقة كهربائية تزيد مليون مرة على الطاقة التي ينتجها طن من الفحم، مما يجعل الحصول على هذا الغاز بمثابة كنز عظيم.
وتبين الدراسات النظرية التي تعود إلى عام 1985 أن استخدام الهيليوم3 كوقود اندماج "انصهار" نووي سيكون أحد الحلول المستقبلية لإنتاج الطاقة النظيفة غير الضارة بالإنسان والبيئة.
ووفقا لما ذكره أستاذ الهندسة النووية ومدير معهد تكنولوجيا الاندماج النووي في جامعة "ويسكونسن ماديسون" الأميركية الباحث غيرالد كولسينيسكي، فإنه يمكن استخراج غاز الهيليوم3 من تربة القمر عبر تسخين أعماق تربته وصخوره إلى سبعمئة درجة مئوية بواسطة الأشعة الشمسية الساقطة على القمر، حيث سيخرج الغاز من التربة ليتم جمعه في أوعية خاصة بهدف نقله إلى الأرض.