منخفض شتوي قوي في أوروبا يدفع الدفء نحو شرق المتوسط ويؤخر الأمطار (التفاصيل)
طقس العرب - استنادًا إلى آخر المعطيات الواردة من ما يسمى بالمحاكاة الحاسوبية، فإن الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية تتخذ نمطًا شتويًا، حيث تشهد العديد من المناطق اندفاعات متتالية لكتل هوائية قطبية المنشأ وشديدة البرودة، إحداها يتوقع أن تكون خلال الأيام القادمة نحو وسط وجنوب القارة الأوروبية وينتج عنها منخفض جوي قوي.
منخفض جوي قوي على وسط وجنوب القارة الأوروبية مرفق بالأمطار الغزيرة والثلوج
وتفصيلًا، يتوقع بمشيئة الله أن يتمدد المرتفع الجوي الأزوري نحو شمال شرق المحيط الأطلسي مما ينتج عنه انكسار في التيار النفاث القطبي نحو وسط وجنوب القارة الأوروبية وصولًا نحو شمال إفريقيا، تحديدًا دول المغرب العربي. وينتج بمشيئة الله عن هذه الوضعية الجوية تشكل لمنخفض جوي عميق يجلب أمطارًا غزيرة للمناطق المنخفضة عن سطح البحر، فيما ينتج عن ذات النظام الجوي تساقط كثيف للثلوج فوق القمم الجبلية خاصة في إيطاليا واليونان والدول المحيطة.
المنخفض الجوي القوي فوق أوروبا يزيح الدفء نحو شرق المتوسط ويؤخر الأمطار
ومن الناحية العلمية، فإن الأنظمة الجوية في نصف الكرة الشمالي ترتبط ببعضها البعض، حيث أن العلاقة بين شكل الأنظمة الجوية في جنوب القارة الأوروبية ودول المغرب العربي تكون عكسية. وحتى تتأثر دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بمنخفضات جوية وأنظمة شتوية، يجب تمركز مرتفع جوي على جنوب غرب أوروبا ودول المغرب العربي.
ولكن في الوضع الحالي، فإن اندفاع الرياح الباردة نحو المناطق آنفة الذكر يؤدي إلى انزياح الرياح الدافئة نحو دول شرق المتوسط، مما ينتج عنه تأخر في هطول الأمطار وسيطرة أنظمة من الضغط الجوي المرتفع تمنع تقدم المنخفضات الجوية الشتوية نحو المنطقة.
كما أن المنظومة الجوية لا تبشر بحدوث تغيير قريب في شكل الأنظمة الجوية، حيث يستمر المرتفع الجوي القوي بالسيطرة على بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وتكون درجات الحرارة أعلى من معدلاتها نسبة لمثل هذا الوقت من العام.
نسأل الله أن يسقينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين.
والله أعلم.