موجات الحر تتوالى على القارات العالمية خلال صيف 2019 . من هو المُتسبب بذلك ؟؟

كتبها ابراهيم شخاترة بتاريخ 2019/07/19

طقس العرب - تتجه الأنظار في هذه الفترة نحو ارتفاع درجات الحرارة العالمي والذي تسجله عدد من القارات في طليعتها أمريكا الشمالية حيث انها ستتأثر خلال ال72 ساعة القادمة بموجة حارة في أجزاء واسعة منها ، يتبعها بعد عدة ايام بسيطة موجات حر في قارة أوروبا ، شمال أفريقيا و أسيا . ويتابع العديد من العلماء والمختصين في الطقس حول العالم تبعاتها وتأثيراتها المباشرة على أنشطة الحياه اليومية.

 

ويختلف علماء العالم وغيرهم من المراصد العالمية والمختصة بالارصاد الجوية والطقس في أسباب موجات الحر لا سيما في السنوات الأخيرة ، وربما تُعد وكالة نوا الأب الروحي لدعم فرضية الاحتباس الحراري والتغير المناخي حول العالم ، ويختلف معها الكثير من المراصد العالمية ويبرز على الساحة الأرصاد اليابانية سواء في عدد من أفرادها او عبر وكالتها الرسمية حيث أنها تفند ذلك وترجح أسباب موجات الحر الى تغيرات  ودورات طبيعية تمر بها الكرة الأرضية منذ مئات السنين مدعومة بالعديد من السجلات التاريخية التي توضح ذلك بينما تُصر وكالة نوا وتدعمها عدد من المراصد الأوروبية في أن العالم مقبل على فترة من ارتفاع درجات الحرارة المُطرد نتيجة لعوامل بشرية وصناعية أدت الى تشكل ما يسمى بالاحتباس الحراري والذي بدوره يُلقي بثقله على ما يسمى بالتغير المناخي.

 

أمريكا الشمالية

 

 

بدأت الأجزاء الشرقية والوسطى من الولايات الأمريكية بالتأثر خلال اليوم الجمعة بكُتلة هوائية حارة نتيجة لسيطرة كُتلة هوائية باردة على شمال كندا ونواحي القطب بالتزامن مع اندفاع كُتلة هوائية باردة في أقصى شمال غرب القارة الأمريكية ونواحي الأسكا ، لذلك يُتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في عدد من الولايات الوسطى والشرقية الى مستويات قياسية في حدود الأربعين مئوية بما فيها واشنطن العاصمة ، ليس ذلك فحسب انما يُتوقع أن تستمر لعدة أيام على أن تنتقل تدريجياً مع منتصف ونهاية الأسبوع نحو الجزء الجنوبي الغربي ونواحي ولاية كاليفورنيا وأريزونا وما حولها لتكون تحت سطوة الحرارة العالية كما تتشكل الحرائق في أجزاء واسعة من تلك الولايات الأمر الذي استدعى تشكيل خطة طوارئ والاستعداد لها من مختلف الولايات الأمريكية المُتأثرة.

 

أوروبا 

 

وللمرة الثانية هذا الصيف تستقبل الأجزاء الجنوبية الغربية من القارة العجوز درجات حرارة مرتفعها تصل الى حدود الأربعين مئوية في فرنسا ، اسبانيا ، البرتغال بينما تكون في حدود الثلاثين مئوية في باقي الدول المجاورة ولعدة أيام خاصة في منتصف ونهاية الأسبوع الحالي ، وهذا المستوى كافي لاطلاق مسمى موجة حارة بحكم السجل المناخية الخاصة بتلك الدول ، ليس ذلك فحسب انما تُشير بعض التحديثات الجوية الى استمرار تأثر الأجزاء الشرقية من القارة الاوروبية بكتل هوائية باردة بالتزامن مع تأثر أقصى غرب القارة الأوروبية ونواحي المحيط الأطلسي بكتلة هوائية باردة طويلة المدى ، والذي يعني استمرار تأثير الكُتلة الحارة على أجزاء واسعة من جنوب وغرب القارة بل قد تمتد نواحي الجزر البريطانية وقد تتعداها نحو الدول الأسكندنافية مع طقس حار ورطوبة مرتفعة في تلك الدول مع نهاية الأسبوع المقبل وبداية والأيام الأخيرة من شهر يوليو الحالي.

 

 

أفريقيا 

 

وتعتبر هذه القارة مصدر الكُتل الهوائية الحارة على أوروبا ومنطقة بلاد الشام أحياناً ، حيث تندفع خلال مطلع الأسبوع الحالي كُتلة هوائية حارة تشتد مع منتصفه على شمال أفريقيا بما فيها دول المغرب العربي وبخاصة الجزائر والمغرب وأجزاء من تونس بحيث توالي درجات الحرارة ارتفاعها لتصل الى حدود أربعينية ، ويسود طقس حار ورطب في مختلف المناطق وبخاصة مع ساعات الظهر والعصر ، ويتميز صيف المغرب العربي حتى الأن بعدد موجات الحر القياسية لا سيما في شمالها ونواحي المغرب العربي والتي قد تستمر حتى مطلع شهر أب المقبل بمشيئة الله. 

 

 

أسيا 

 

رغم الأمطار الموسمية التي تؤثر على أجزاء واسعة من دول هذه القارة الا أن الجزء الغربي منها ونواحي الخليج العربي وبلاد الشام تعيش تحت وطأة المرتفع المداري شبه الثابت والذي يسيطر بشكل ثابت تقريبا على دول الجزيرة العربية ، وبحسب أخر التحديثات الجوية يتركز المرتفع الجوي خلال الأسبوع الحالي لا سيما مُنتصفه ونهايته على أجزاء واسعة منه الأمر الذي يعني ارتفاع درجات الحرار بشكل كبير نواحي العراق والكويت وشرق السعودية حيث يتوقع أن تسجل درجات حرارة خمسينية في تلك المناطق بينما تكون في منتصف الأربعين مئوية في باقي المناطق ، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة الكبير الى جفاف مختلف المناطق لا سيما أنها تترافق مع هبوب ما يطلق برياح البوارح والتي تعمل على تشكل الغبار والأتربة ولكم أن تتخيلون المعاناه في ظل درجات الحرارة العالية ، ويراقب كادر التنبؤات الجوية في طقس العرب احتمالية امتداد الكُتلة الحارة مع الأيام الأخيرة من الشهر نحو أجزاء من بلاد الشام مما يعني تأثرها بدرجات حرارة عالية قد تكون الأردن على موعد مع احداها. 

 

 

ومع تأثر مختلف القارات العالمية بموجات الحر المُنتظرة يكثر الحديث عن أسبابها وظروفها ، وهو الشغل الشاغل حاليا ضمن الأرصاد العالمية حيث أنها سجلت خلال الفترة الماضية درجات حرارة عالمية كسرت الأرقام القياسية والتي سجلت قبل نحو أربعين سنة ماضية تقريباً ، ولا يُمكن انكار الارتفاع الكبير في درجات الحرارة العالمية ، فعلى سبيل المثال تم ادراج شهر يونيو الماضي من صيف 2019 ضمن أكثر الأشهر حرارة في تاريخ السجلات المناخية لا سيما في القارة الأوروبية كما سجلت مناطق مهمة تعتبر من المصادر الأساسية للمنخفضات الجوية في القطب الشمالي على الأقل ، درجات حرارة عالية منها الأسكا ، غرينلاند والقطب الشمالي بالتزامن مع ذوبان كبير في نسب الثلج والجليد فيها ، كما تشهد أجزاء واسعة من المحيطات بما فيها الأطلسي وووسط وغرب الهادئ ارتفاعاً في حرارة مياهها . وحتى ساعة اعداد هذا التقرير وما بين الأختلاف بين أسباب موجات الحر ، لا يُمكن انكار الارتفاع التدريجي في الحرارة العالمية والتي قد ترجح الكفة دور الدورة العالمية المناخية في ذلك. أما تأثيره المباشر على المنطقة العربية فهو متذبذب من ناحية الأمطار والحرارة حيث سجلت العديد من الدول العربية ارتفاعاً في كميات الهطول المطرية خلال مواسم الشتاء الأخيرة رغم الارتفاع في درجات الحرارة في بعض أشهر السنة. 

 

 

 

 

 

 



تصفح على الموقع الرسمي



انتصفت سنة 2019 .. ماذا يحدث في طقس العالم ؟؟طقس الوطن العربي | استمرار هبوب رياح شمالية نشطة في الكويت وشرق ووسط السعوديةسواحل بلاد الشام تحظى بكميات أمطار كبيرة وزخات ثلجية على قمم سوريا ولبنان الأيام القادمةكتلة هوائية باردة تؤثر على الخليج العربي وانخفاض على درجات الحرارة في هذا الموعدحالة ماطرة تؤثر على المنطقة مع آخر أيام الخريف فلكياً (التفاصيل)ليبيا: مُنخفض جوي عميق يتمركز فوق إيطاليا فهل سيجلب المزيد من الأمطار الغزيرة للبلاد؟الخليج العربي | امتداد تأثير الموجة الباردة للعديد من المناطق نهاية الأسبوع (انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ونشاط كبير للرياح)تزايد فُرص تأثر المنطقة بكُتل هوائية أكثر برودة ترتفع معها فُرص تشكل المُنخفضات الجوية النصف الثاني من الشهر (تفاصيل)عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوع