أرقام مُفزعة تُظهر فشل بعض الدول العربية بإدارة الأزمات والكوارث

كتبها سنان خلف بتاريخ 2015/01/14

موقع ArabiaWeather.com- سنان خلف- أحداثُ وكوارث طبيعة راح ضحيتها الآف الأشخاص في الوطن العربي خلال الـ 30 عاماً الماضية، تُثير الكثير من التساؤلات حول مدى تفعيل ثقافة إدارة الأزمات والكوارث في الوطن العربي.

 

تظهر نظرة سريعة على تقرير التقييم العالمي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية الصادر في العام 2011م، حقائق مؤسفة، فرغم التراجُع المُستمر في أعداد ضحايا الفيضانات على مستوى العالم خلال الأعوام العشرة الماضية، إلا أن الدراسة ذاتها أكدت زيادة أعداد الضحايا في الوطن العربي، في ظل غيابٍ شبه تام للإستعداد المُبكر وإدارة الأزمات.

 

إحصائية أخرى صادرة عن مركز ابحاث الأوبئة والكوارث CRED تُشير إلى أن اكثر من 164000 شخصاً لقوا حتفهم خلال الـ 30 عاماً الماضية جراء الكوارث الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط، فيما تجاوز حجم الأضرار الـ 19 مليار دولار.

 

ويُشير المركز ذاته إلى أن 81% من الكوارث الطبيعية التي سُجلت في منطقة الشرق الأوسط خلال الثلاثين عاماً الماضية تركزت في اليمن والمغرب والجزائر، إضافة إلى جيبوتي ومصر.

 

أرقامُ مُفزعة تُثبت عجز الكثير من الدول العربية عن مُواجهة الكوارث، وقد أرجع الخبراء أسبابها إلى ضعف وانهيار البٌنية التحتية في الدول العربية الأكثر تضرراً من هذه الكوارث، ولعلّ الأمر الأكثر إثارة للغرابة هو أن بعض الكوارث الطبيعية تُكرر نفسها كُل فترة ويُمكن التنبؤ بها قبل حدوثها كالأمطار الغزيرة والفيضانات التي يُمكن التنبؤ بحدوثها مُسبقاً، فأين نحن كدولٍ عربية من التجهيز والإستعداد المُسبق لمثل هذه "الكوارث" التي قد لا ترتقي في دول أخرى لكلمة "كارثة".

 

وبالتطرق إلى بعض الكوارث الطبيعية التي سُجلت في الوطن العربي نرى بوضوحٍ غياب أنظمة إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية عن مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، هذا ما كشفت عنه الفيضانات المُدمرة التي تعرضت لها مدينة جدة في العام 2009م، والتي حصدت أرواح 111 شخصاً وخلّفت دماراً واسعاً وخسائر مادية فاقت الـ 4.5 مليار دولار.

 

 

والغريب أن الكارثة ذاتها تكررت في العام 2011م لتُكمل مُسلسل الرعب وتودي بحياة عشرات الأشخاص وتُخلف خسائر مادية فادحة في المُمتلكات العامة والخاصة، دون أي إستفادة من ترجربتها السابقة.

 

 

الأمر ذاته يظهر في سلطنة عُمان سلطنة التي تأثرت بشكلٍ مُباشر بالإعصار "جونو" الذي ضرب المنطقة في العام 2007 والذي أدى إلى وفاة 49 شخصاً، ليتكرر المشهد بواقعٍ مُختلف هذه المرة خلال تأثير الإعصار "فيت" في العام 2010م، حيثُ تعاملت السُلطات بكفاءة عالية من خلال تفعيلها لأنظمة الإنذار المُبكر والتعامل بحرفية مع الحدث من خلال تفعيل إدارة الأزمات والكوارث، الذي ساهم بدوره بخفض الضحايا إلى النصف، حيث أودى بحياة 24 شخص وألحق خسائر مادية فادحة.

 

وبالنظر إلى الفيضانات الخيرة التي ضربت إقليم "كلميم" بالمغرب نجد عدم علم السُكان أصلاً بوجود أمطارٍ مُحتملة!

 

 

ولعل العاصفة الثلجية "هدى" التي ضربت بلاد الشام مؤخراً عكست نجاح بعض الدول العربية كالأردن حكومة وشعباً ومؤسسات بتفعيل غدارة الأزمات، وذلك من خلال التنسيق المُسبق بين كافة الجهات وتفعيل أنظمة الإنذار المُبكر وإعلان حظر التجول حفاظاً على الأرواح، وهو ما ساهم بشكلٍ كبير بالحد من الأضرار والخسائر، مُستفيدين من التجربة القاسية التي مرت بها المملكة خلال العاصفة الثلجية "أليكسا" في العام 2013م والتي ألحقت خسائر مادية فادحة.

 

إذا هو التجهيز المُسبق وتفعيل إدراة الأزمات والكوارث بعد إرادة الله من يُقلل من حجم الخسائر وأعداد الضحايا خلال الكوارث، والتي نأمل تفعيلها في الوطن العربي حفاظاً على الأرواح والممتلكات.



تصفح على الموقع الرسمي



شاهد الفيديو | الرياح القوية والرمال الزاحفة تُهجِر سكان قرية إماراتية حديثة وتخفي ملامحهاماذا تفعل عند حدوث زلزال ؟ وكيف تقي نفسك من مخاطر الزلازل ؟سواحل بلاد الشام تحظى بكميات أمطار كبيرة وزخات ثلجية على قمم سوريا ولبنان الأيام القادمةكتلة هوائية باردة تؤثر على الخليج العربي وانخفاض على درجات الحرارة في هذا الموعدحالة ماطرة تؤثر على المنطقة مع آخر أيام الخريف فلكياً (التفاصيل)ليبيا: مُنخفض جوي عميق يتمركز فوق إيطاليا فهل سيجلب المزيد من الأمطار الغزيرة للبلاد؟الخليج العربي | امتداد تأثير الموجة الباردة للعديد من المناطق نهاية الأسبوع (انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ونشاط كبير للرياح)تزايد فُرص تأثر المنطقة بكُتل هوائية أكثر برودة ترتفع معها فُرص تشكل المُنخفضات الجوية النصف الثاني من الشهر (تفاصيل)عاصفة مطرية وكميات كبيرة من الأمطار تنتظرها جنوب القارة الأوروبية نهاية الأسبوع