أغرب الكوارث.. فيضان دبس السكر في بوسطن يتسبب بدمار وخسائر بالأرواح عام 1919م.. وهكذا حدثت الكارثة

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2023/03/12

طقس العرب - في واحدة من أغرب الكوارث التي تسبب بها الإنسان في القرن الماضي، كان فيضان كمية هائلة من دبس السكر في بوسطن عام 1919، ما أسفر عن مقتل 21 شخصا وإصابة 150 آخرين، فكيف حدثت الكارثة؟

 

قصة كارثة انفجار خزان دبس السكر

كان خزان فولاذي ضخم يحتوي على 2.3 مليون جالون (8.7 مليون لتر) من دبس السكر، وهي كمية ضخمة تعادل 3.5 مسابح أولومبية، وكان الخزان معلما معروفا في في بوسطن بالولايات المتحدة، وكان محاطا بملعب ومحطة إطفاء ومنازل خاصة.

وكان دبس السكر مستورد من جزر الهند الغربية بهدف تحويله إلى إيثانول صناعي من قبل  شركة الكحول الصناعية الأمريكية ، التي كانت تبيعه للاستخدام في ذخائر الحرب العظمى.

(مصدر الصورة BBC)

 

تم بناء الخزان على عجل بعض الشيء، لكنه بقي هادئا لمدة أربع سنوات منذ بنائه، ويوم 15 يناير 1919 وفي الساعة 12:40 ظهرا عندما كان الجميع يمارس أعماله المعتادة، انفجر الخزان، ورافقه صوت قوي مثل نيران المدافع الرشاشة، جاء الانفجار دون أدنى تحذير، فبمجرد سماع الصوت المنخفض الهادر ، لم يكن لدى أحد فرصة للهروب، فاندفع جدار من دبس السكر يبلغ ارتفاعه 25 قدما (7.5 متر) بعيدا عن الخزان المنهار.

 

موجة الدبس هذه سوّت المباني بالأرض وغمرت الناس واصطدمت بخطوط السكك الحديدية بقوة لدرجة أن المعدن انهار، وكأنها موجة تسونامي من السكر السائل اللزج حطمت كل ما يقف في طريقها.

 

(مصدر الصور history)

 

استقر دبس السكر الذي يصل إلى ارتفاع خصر الانسان، فوق الحي، وكافحت الحيوانات والناس لتحرير نفسها.

 

أنتوني دي ستاسيو ، الذي كان يسير إلى المنزل مع أخواته عائدين من المدرسة، التقطته الموجة وحملته ، وسقط على قمتها ، كما لو كان يمارس رياضة ركوب الأمواج، سمع والدته تنادي اسمه ولم يستطع الإجابة ، وكان حلقه مسدودا جدا بالدبس الخانق حتى أغمي عليه ، ثم فتح عينيه ليجد ثلاث من أخواته يحدقن فيه ... لقد وجدوا أنتوني الصغير ممتدا تحت ملاءة على الجانب والجثث متناثرة حوله.

 

كانت العواقب لا توصف، عندما تم انتشال الجثث ، كان عدد القتلى 21 شخصا، بما في ذلك ماريا دي ستاسيو ، أخت أنتوني البالغة من العمر 10 سنوات ، وربة منزل تبلغ من العمر 65 عاما توفيت عندما انهار منزلها، وأصيب أكثر من 150 آخرين.

 

سبب انهيار الخزان

أما عن سبب انفجار الخزان، فقد كان هناك الكثير من التكهنات في ذلك الوقت بأن الخزان ربما تم تفجيرها بفعل فاعل، ولكن في نهاية المطاف، وبعد ست سنوات من التحقيق في ذلك الوقت ، أشار أحد الخبراء العديدين الذين أدلوا بشهاداتهم في القضية إلى أن جدران الخزان كانت أرق من المطلوبة واستخدمت مسامير أقل مما كان يفترض استخدامه، وتم ثقب معدن الخزان بطريقة خلقت قدرا كبيرا من الضغط على فتحة البرشام.

 

ويعتقد أن الخزان تم تصميمه ليملأ بالمياه، إلا أن دبس السكر أكثر كثافة بكثير من الماء، وبالتالي يمارس ضغطا أكبر على جدران الخزان.

 

قد تكون الحادثة طريفة للوهلة الأولى عندما تخبر أحدا بأن أشخاصا غرقوا بدبس السكر، إلا أنها كانت كارثة حقيقية تسببت بفوضى ودمار وخسائر في الأرواح، لكن تعلم منها الانسان درسا في رفع معايير البناء، لضمان سلامة الهياكل، لكن من يدري ماذا يمكن أن يحدث في المستقبل.



تصفح على الموقع الرسمي



كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة المنزلية9 نصائح للتعامل مع الأجواء الباردة لطلاب المدارس والجامعاتمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟