أغنياء العالم مسؤولون عن نفث كميات كبيرة من انبعاثات كربون
طقس العرب - أغنى 1% من سكان العالم مسؤولون عن نفث كمية من انبعاثات الكربون تماثل ما يتسبب به نحو ثلثي سكان العالم
أظهرت دراسة أجرتها باحثون من منظمة أوكسفام الدولية غير الربحية، في تقرير حديث، أن النصف الأغنى من سكان العالم، أي الـ1% الذي يمثلون حوالي 77 مليون شخص فقط، يُسهمون بنفس نسبة انبعاثات الكربون تقريبًا التي تصدرها نحو ثلثي سكان العالم.
يأتي هذا التقرير في إطار النقاش السياسي المستمر بين حكومات الدول الكبرى حول مسألة تحمل التكاليف للوصول إلى هدف تثبيت ارتفاع متوسط درجات الحرارة على وجه الأرض بحدود 1.5 درجة مئوية، مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.
الانبعاثات الناتجة عن ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى تؤدي إلى ارتفاع متوسط درجات حرارة الكوكب، حيث تُعتبر هذه الغازات جزءًا من ظاهرة الاحتباس الحراري. تمنع هذه الغازات امتصاص الأرض للأشعة الشمسية وتعيد إشعاعها مرة أخرى إلى الفضاء، مما يؤدي إلى زيادة الحرارة داخل الغلاف الجوي.
أغنياء العالم مسؤولون عن نفث كميات كبيرة من انبعاثات كربون
أكد تقرير بحثي صادر عن منظمة أوكسفام الدولية غير الربحية، والذي حمل عنوان "المساواة المناخية"، أن النخبة العالمية التي تمثل نسبة 1% فقط من سكان العالم، والتي تقدر بنحو 77 مليون شخص، تسهم بنسبة مشابهة للانبعاثات الكربونية التي تصدرها ثلثي سكان العالم بأكمله.
وفي سياق الجدل السياسي المستمر بشأن التحمل المالي لتحقيق هدف تثبيت ارتفاع متوسط درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، يُظهر هذا التقرير أن النخبة العالمية تولِّد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يكفي لتسبب في 1.3 مليون حالة وفاة إضافية نتيجة للارتفاع الحراري، وهو ما يُعادل تقريباً عدد سكان مدينة متوسطة. ومن المتوقع أن تحدث معظم هذه الوفيات بين عامي 2020 و2030.
أكد بيان صحفي صادر عن المؤسسة أن "الأثرياء الذين يعيشون في رفاهية ينهبون الكوكب ويلوثونه إلى حد الدمار"، ويرى التقرير أن حل مشكلة التغير المناخي لا يمكن تحقيقه بدون تحقيق توازن أكبر بين الطبقات الاقتصادية وانتهاء عصر الثراء المتطرف. ويشير التقرير إلى الفجوة الواضحة بين البصمة الكربونية للأثرياء وبين الأفراد العاديين حول العالم، حيث تُظهر أسلوب حياتهم الغني بالكربون واستثماراتهم في الصناعات الملوثة، مما يسهم بشكل رئيسي في تصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي سياق فهم حجم هذه الفجوة، يُظهر التقرير أن الشخص العادي الذي ينتمي إلى 99% المتبقين من سكان العالم سيحتاج إلى 1500 عام لإنتاج نفس كمية الانبعاثات الكربونية التي يُطلقها النخبة الباقية من 1% في عام واحد فقط!
ووفقًا للتقرير، يتم إلغاء الأثر المناخي الإيجابي للانبعاثات التي يُطلقها أغنى 1% من سكان العالم كل عام، والتي تعادل تأثير مليون توربينة رياح!
وتقترح المؤسسة أن الحلا لتلك الكارثة يكمن في فرض ضريبة بنسبة 60% على دخل أغنى 1%، وهو الإجراء الذي قد يسهم في خفض الانبعاثات إلى مستويات معقولة، وفي تجميع مبلغ يصل إلى 6.4 تريليون دولار سنويًا لتمويل التحول من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى استخدام منظومات الطاقة المتجددة.
إن الأثر الضار الرئيسي لتغير المناخ يتأثر بشكل كبير على الدول النامية التي تعتمد على الزراعة والصيد كأساس لنمط حياتها. تتعرض هذه المجتمعات المتواجدة عادة في خطوط العرض المدارية إلى زيادة في وتيرة الموجات الحارة وحدوث الجفاف والفيضانات بشكل متكرر، مما يهدد بشكل كبير قدرتها على الاستمرار.
هذه الدول غالبًا ما تقع في مناطق سياسية هشة، وتواجه نقصًا في الموارد بسبب التغير المناخي، مما يزيد من هشاشتها السياسية ويعزز احتمال حدوث صراعات داخلية أو حروب بين الدول المجاورة نتيجة للتنافس على الموارد النادرة.
في هذا السيناريو، يكون لسكان هذه الدول القليل من التأثير على احترار المناخ مقارنة بالسكان في الدول المتقدمة الذين يسهمون بشكل كبير في هذا الاحترار. بالإضافة إلى ذلك، يكون للسكان في تلك الدول المتقدمة القدرة على التكيف مع التغير المناخي عن طريق تعديل أساليب حياتهم وتقنيات البنية التحتية.
يُلاحظ أن الفجوة في التأثير الاقتصادي والاجتماعي بين سكان العالم تتسع، ويُشير العلماء الاجتماع إلى أن هذا التفاوت المتزايد قد يؤدي إلى كوارث بيئية ومناخية لا يمكن تجنبها، والتي لن يكون أحد قادرًا على التصدي لتأثيراتها. في هذا السياق، يرى بعض الباحثين أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية في مداري الجدي والسرطان.
المصدر: aljazeera