أوروبا تحت الدوامة القطبية والبحر المتوسط الوجهة القادمة
طقس العرب - تضرب عموم القارة الأوروبية هذه الأثناء موجة برد قياسية وقاسية، مع وصول الكتلة القطبية المنفصلة عن القطب الشمالي، حيث تسجل أغلب العواصم الاوروبية باستثناء تلك المطلة على البحر الأبيض المتوسط درجات حرارة ما دون الصفر المئوي، وبعضها ما دون ال 20 مئوي تحت الصفر، وتسببت هذه الموجة الباردة بهطول للثلوج على المناطق الساحلية التي لا تشهد عادة تساقطاً للثلوج كسواحل هولندا التي لم تشهد هطولاً للثلوج منذ أكثر من 10 سنوات.
تبريد الأتموسفير يبلغ ذروته في النصف الشمالي من الكرة الأرضية واشتداد الدوامة القطبية على أوروبا الأيام القادمة
اعتبارا من يوم السبت، ستندفع نحو أوروبا كتلة هوائية أشد برودة هذه المرة، سيبيرية المنشأ وهي واحدة من أشد أنواع الكتل الهوائية الباردة على وجه الأرض، ستهوي بدرجات الحرارة بشكل إضافي خاصة وسط وشرق القارة، مع توقعات بأن تسجل العاصمة الألمانية برلين كمثال ما دون ال 20 درجة مئوية تحت الصفر ليلاً. فيما سيكون الوضع أسوء في العاصمة الروسية موسكو عند تسجيلها حرارة 30 ما تحت الصفر المئوي.
هذه الكتلة الهوائية قارسة البرودة ستكون ضخمة جداً وقريبة من المناطق التي تعتبر معتدلة المناخ كمنطقة البحر المتوسط، ومع ذلك ستواصل هذه الكتلة الهوائية تحركها جنوباً لتضرب بقوة كل من إيطاليا ثم اليونان وتركيا بداية الأسبوع القادم.
وسط وشرق المتوسط الأكثر احتمالاً بالتأثر بالكتلة القطبية
بحسب التحديثات الحالية لنهار اليوم الخميس 11-2-2021، فإن الجزم بمسار الكتلة الباردة خلال النصف الثاني من الأسبوع القادم سيكون صعباً كونها فترة تعتبر بعيدة جوياً وغير واضحة بشكل كاف بالنسبة للنماذج العددية، لكن هناك اتفاق من نماذج المحاكاة العددية بأن الكتلة الباردة ستكون وجهتها نحو وسط وشرق البحر المتوسط، أما عدم الاتفاق بينها هو حول شدتها.
تطرف حراري على بلاد الشام ومصر والعراق وشمال السعودية خلال الأسبوع القادم
فيزيائيا من المعروف أن لكل فعل رد فعل معاكس له في الاتجاه ومساوي له في القوة، قد تنطبق هذه النظرية الفيزيائية على ما سيحدث الأسبوع القادم، مع بدء اندفاع الكتلة القطبية من الشمال (أوروبا) نحو الجنوب (البحر المتوسط)، سيقابل هذه الحركة حركة أخرى معاكسة لها، وهي اندفاع لرياح دافئة من الجنوب ( الصحراء الافريقية ) نحو الشمال ( مصر وبلاد الشام والعراق )، حيث سترتفع درجات الحرارة بشكل ملموس وكبير يومي السبت والأحد، في مقدمة لتحرك الكتلة الهوائية الباردة التي ستصل منتصف الاسبوع لتنخفض درجات الحرارة بشكل حاد وكبير... كمختصر، ستكون بداية أسبوع ربيعية بامتياز ونهاية شتوية بامتياز.
للمختصين والهواة .. منخفض تونس الصغير هو الشرارة الاولى لاندفاع قطبي ضخم
قبل الخوض في تفاصيل منخفض تونس، لابأس أن نلقي نظرة بعيدة على أوروبا مع عطلة نهاية الأسبوع الحالي، حيث يتمركز منخفض جوي عميق فوق أكرانيا هو مركز ما يسمى الدوامة القطبية polar vortex الذي يُبقي الهواء البارد يلتف حول مركزه ويمنعه من التحرر والتحرك بعيداً عنه، لكن هذا المنخفض الجوي لن يصمد طويلاً حيث سينسحب سريعا نحو سيبيريا تاركاً أوروبا تحت وطأة هواء قطبي قارس البرودة وبدون وجهة أو محرك.
هذه الخريطة تمثل الانظمة الجوية والكتل الهوائية خلال عطلة نهاية الاسبوع
هذه الخريطة تمثل توزيع الأنظمة الجوية و الكتل الهوائية بعد يوم الأحد
هذه الخريطة تمثل توزيع الضغوط وتمركز منخفض جوي فوق أوكرانيا مبقياً الهواء البارد محسورا فوق أوروبا
نعود ونلقي نظرة عن يوم السبت، وتحديدا نحو غرب البحر المتوسط، حيث يتشكل منخفض جوي صغير شمال تونس ويتحرك تدريجيا نحو جنوب إيطاليا ثم غرب اليونان، في هذه المرحلة تحديدا يصبح هذا المنخفض الجوي في موقع يجعله قادراً على سحب جزء من الهواء البارد المتحرر من أوروبا، يتغذى به ويصبح ضخما بشكل متسارع وقادرا على أن يكون هو الدوامة و المحرك الجديد والمتحكم في وجهة الهواء البارد من اوروبا،
هذه الخريطة تمثل موقع المنخفض الجوي يوم السبت
موقع المنخفض الجوي يوم الاثنين
هنا وفي هذه المرحلة أي يوم السبت، سيحدث اندفاع قوي للهواء البارد جنوباً نحو هذا المنخفض ويبدأ رحلة الإلتفاف حوله والتحرك معه نحو وسط وشرق البحر المتوسط. خلال أيام الأسبوع حيث سيبدأ النشاط والفعاليات الجوية على العديد من دول شرق ووسط البحر المتوسط