إسبانيا تُجنّد قطيعا من الماعز والأغنام لمواجهة خطر حرائق الغابات
طقس العرب - مع ازدياد المخاوف بشأن حرائق الغابات التي تلتهم مساحات واسعة من الأراضي الخضراء في دول اوروبية عدة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، لجأت إسبانيا إلى حيلة قديمة لمواجهة هذا الخطر بتجنيد قطيع من الماعز والأغنام.
هذه الخطوة عبارة عن استراتيجية قديمة، تقوم على تسليم المناطق المعرضة لخطر حرائق الغابات إلى حيوانات الرعي، التي تقضم وتدوس على النباتات الجافة، التي بدورها يمكن أن تتراكم كوقود للحرائق.
وأطلقت السلطات في برشلونة، قطيعا مكونا من 290 من الماعز والأغنام، لتحقيق مهمة واحدة، وهي أكل أكبر قدر ممكن من الغطاء النباتي في منطقة معينة.
تبنت أجزاء من إسبانيا هذه الاستراتيجية منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، عندما بدأت المنطقة الجنوبية من الأندلس في دفع الرعاة لعبور سهولها وودانها الخضراء مع حيواناتهم. ومنذ ذلك الحين، توسع البرنامج الإقليمي ليشمل أكثر من 100 ألف من الحيوانات، مما وفر على المسؤولين ما يقدر بنحو 75٪ من تكلفة تطهير الأرض ميكانيكيا.
في برشلونة ، تم إطلاق المشروع التجريبي في أبريل في متنزه سيرا دي كولسيرولا الطبيعي، الذي يقع على الحدود مع جزء كبير من وسط برشلونة، وهي أرض خضراء تبلغ مساحتها 8000 هكتار (20000 فدان) تشهد ما معدله 50 حريقا سنويا، حسبما قال إيلوي باديا ، عضو مجلس مدينة برشلونة لحالات الطوارئ المناخية والانتقال البيئي.
عادة ما يتم إخماد الحرائق بسرعة، لكن يقع المنتزه في منطقة حضرية، وتحيط به بلديات مكتظة بالسكان، ما سيكون له تأثير كبير على حياة السكان.
واختتم المشروع التجريبي الشهر الماضي، حيث انتهى الأمر بالحيوانات إلى رعي 72 هكتارا من الأراضي العشبية، ويجري الآن وضع خطط لتوسيعه ليشمل ما يصل إلى ثلاثة قطعان وربما المزيد من المساحات الخضراء في المدينة.
وهناك جهود مماثلة في مناطق أخرى من العالم، منها:
- في كاليفورنيا، حيث التهمت حرائق الغابات أكثر من 850 ألف هكتار العام الماضي، تعاقدت عشرات الشركات مع الماعز للرعي المستهدف.
- وفي شمال البرتغال، كان ل 45 من خيول غارانو المهددة بالانقراض، الفضل في المساعدة في تجنيب محمية فايا برافا التأثير المدمر لحريق الغابات عام 2017.
- وفي مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، تم استخدام الماشية لتطهير المناطق المعرضة لخطر حرائق الغابات.
وقد حقق الرعي فوائد أخرى: فالحيوانات تنشر البذور وتسمد التربة أثناء تحركها عبر التضاريس، وتغذي عاداتها الغذائية العشوائية نسبيا التنوع البيولوجي من خلال الحد من الميزة التنافسية لبعض النباتات.
وقد أشارت الأبحاث إلى أن الرعي المستهدف يمكن أن يكون فعالا عند إقرانه بطرق أخرى للوقاية من حرائق الغابات، مثل التطهير الميكانيكي والحرق المتحكم فيه ، كما قالت جوليا رويت ليدوك ، الباحثة في المركز الألماني لأبحاث التنوع البيولوجي التكاملي في جامعة لايبزيغ.