إفريقيا | الكتلة المدارية الرطبة (MJO) تؤثر على إفريقيا لفترة طويلة وتجلب موجات مطرية تطال عدة دول عربية

كتبها هشام جمال بتاريخ 2024/08/28

طقس العرب - يراقب المتنبئون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي تزايد تأثر وسط وشمال قارة إفريقيا بالموجة المدارية الرطبة (MJO) التي تتحرك تدريجيًا نحو الغرب، والتي سيرافقها بمشيئة الله اشتداد في وتيرة الأمطار على وسط وشمال القارة الإفريقية، بما فيها الصحراء الكبرى الإفريقية التي تعد من أكثر مناطق العالم جفافاً. ستطال الأمطار العديد من الدول العربية، بما فيها السودان، مما يزيد من معاناة السكان في ظل ازدياد شدة وخطورة الفيضانات.

 

الكتلة المدارية الرطبة MJO تؤثر على إفريقيا تزامناً مع تمدد الفاصل المداري، مما ينتج موجات مطرية شديدة

 

وفي التفاصيل، تتأثر مناطق واسعة من وسط وشمال إفريقيا، بما فيها الصحراء الكبرى الإفريقية، بالكتلة المدارية الرطبة على الأقل على مدار الأسبوعين القادمين تزامناً مع تمدد فاصل التقارب المداري (ITCZ). بذلك، تتأثر دول واسعة من القارة الإفريقية، بما فيها السودان، بموجات مطرية شديدة خلال الفترة القادمة. حيث تندفع كميات ضخمة من بخار الماء الاستوائي عبر مختلف طبقات الغلاف الجوي تزامناً مع ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض ونشاط التيارات الهوائية الصاعدة، مما ينتج سحب حمل حراري سميكة تمتد لمستويات شاهقة في الغلاف الجوي، يصحبها هطول شديد الغزارة للأمطار، مما يزيد من الظروف الجوية المناخية الصعبة التي تشهدها العديد من الدول في قارة إفريقيا، وتزداد بذلك مخاطر حدوث الفيضانات، لاسيما مع طبيعة التربة الصحراوية التي لا تمتص مياه الأمطار بسهولة وتشبعها بالمياه منذ الموجة المدارية السابقة.

 

الموجة المدارية تؤثر بقوة على السودان وتزيد من الظروف الجوية المناخية

 

وتشهد السودان حاليًا تأثيرًا قويًا للموجة المدارية يستمر على المدى المتوسط، مما يؤدي إلى تفاقم الظروف الجوية المناخية في مختلف مناطق البلاد. هذه الموجة المدارية، التي تحمل معها رطوبة مرتفعة ونشاطًا رعديًا مكثفًا، تساهم في زيادة هطول الأمطار بشكل كبير، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى. ويؤدي النشاط الجوي إلى زيادة مخاطر الفيضانات والانزلاقات الأرضية، مما يشكل تحديًا كبيرًا للبنية التحتية والسكان. تعتبر هذه الظواهر جزءًا من التأثيرات الموسمية المعتادة في السودان، لكنها ازدادت حدة هذا العام بسبب الطبيعة القوية للموجة المدارية.

 

 

دول عربية عدة في إفريقيا تتأثر بالموجة المدارية الرطبة وتأثيرات تتسم بالشدة على المغرب العربي

 

هذا وتتأثر دول عربية عدة في إفريقيا بهذه الموجة المدارية والظروف الجوية المناخية. تتمثل الدول العربية في السودان، والصومال، وجيبوتي، إضافةً إلى أكثر مناطق العالم جفافاً وقلة لهطول الأمطار، وهي جنوب مصر وجنوب ليبيا والصحراء الكبرى الإفريقية. تكون الاضطرابات الجوية شديدة على جيبوتي والصومال والسودان، حيث تهطل أمطار ذات معدل غزارة مرتفع مع حدوث العواصف الرعدية القوية وتساقط البَرَد وهبوب الرياح القوية، مما يؤدي إلى تشكل السيول والفيضانات.

 

اقرأ ايضًا: التغير المناخي | أكثر مناطق الأرض جفافاُ قد تتلقى كميات كبيرة من الأمطار الأيام القادمة فهل نحن أمام حقبة مناخية جديدة ؟

 

أما جيبوتي والصومال والسودان، فتكون الاضطرابات الجوية شديدة على تلك المناطق، حيث تهطل أمطار ذات معدل غزارة مرتفع مع حدوث العواصف الرعدية القوية وتساقط البَرَد وهبوب الرياح القوية، مما يؤدي إلى تشكل السيول والفيضانات.

 

وتطال الموجة المدارية دول المغرب العربي، وتحديداً الجزائر وتونس، تزامناً مع عبور الأحواض العلوية الباردة من شمال إفريقيا، مما ينتج موجات مطرية على تلك المناطق بفعل نشوء اضطرابات جوية تتسم بالشدة يصحبها العواصف البردية والرعدية خلال الأيام القادمة، مما يتسبب بتشكل السيول وارتفاع منسوب المياه في عدة مناطق إن شاء الله.

 

هذا وتشهد الصحراء الكبرى الإفريقية، وهي أكثر مناطق العالم جفافاً، هطول أمطار غزيرة، حيث تنشط الاضطرابات الجوية مع ساعات العصر وتشتد مساءً بشكل تدريجي. تتكون سحب ركامية رعدية سميكة أيضاً على أجزاء من جنوب مصر وليبيا، وتكون الأمطار غزيرة أحياناً مرفقة بحبات البَرَد والرياح القوية المفاجئة.

 

للمهتمين والمختصين ما هي الكتلة المدارية الرطبة MJO وفاصل التقارب المداري؟

 

ومن الناحية العلمية، يُعرف فاصل التقارب المداري (Intertropical Convergence Zone - ITCZ) بأنه منطقة تلتقي فيها الرياح التجارية الشمالية الشرقية مع الرياح التجارية الجنوبية الشرقية. هذه المنطقة تمتد حول خط الاستواء وتتسم بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية، مما يؤدي إلى تكوين سحب كثيفة وهطول أمطار غزيرة.

 

أما الكتلة المدارية الرطبة، والمعروفة أيضًا باسم "تذبذب مادن وجوليان" (Madden-Julian Oscillation - MJO)، فهي نمط من التذبذبات الجوية التي تؤثر بشكل كبير على توزيع وقوة هطول الأمطار في المناطق المدارية. تتمثل هذه الظاهرة في نظام ينتقل ببطء من الغرب إلى الشرق عبر المحيط الهندي والمحيط الهادئ الاستوائي، حيث تبدأ مرحلة نشطة من الحمل الحراري (الأمطار والعواصف) في المحيط الهندي وتتحرك باتجاه المحيط الهادئ بمعدل يتراوح بين 3-5 م/ث.

 

هذا التذبذب يلعب دورًا هامًا في تشكيل الطقس ليس فقط في المناطق الاستوائية بل أيضًا في المناطق المعتدلة من خلال تأثيره على موجات روسبي التي يمكن أن تنتشر إلى خطوط العرض العليا، مما يؤثر على نمط وسلوك الأنظمة الجوية هناك. من الجدير بالذكر أن تأثير هذه الظاهرة يكون أكثر وضوحًا في فصل الشتاء، حيث تؤدي إلى تغييرات ملحوظة في أنماط الطقس.

 

والله أعلم.



تصفح على الموقع الرسمي



العراق | تعرف على الأحوال الجوية المتوقعة تزامناً مع مباراة المنتخب الوطني يوم غد الخميس تحليل منظومة جوية | لماذا لا تصل المنخفضات الجوية إلى الحوض الشرقي للمتوسط على الرغم من اقتراب انتصاف شهر نوفمبر؟مصر | امتداد منخفض جوي ضعيف يؤثر على البلاد بداية الأسبوع وفرص الأمطار تشمل هذه المناطقحتى انتصاف شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2024: أداء مطري ضعيف للغاية و أقل من 1% ما تحقق من الموسم المطريدول الخليج | فرص للأمطار أقصى شمال الإمارات وضباب مُحتمل في سلطنة عُمان نهاية الأسبوعمعاني أبرز مصطلحات نشرات أخبار الطقسالأردن | استمرار الأجواء المستقرة الخميس وكيف هي الأجواء تزامناً مع توقيت مباراة المنتخب الوطني؟"الزعاق": الأمطار مصدر المياه بالجزيرة العربية بشكل مباشر في الأودية وغير مباشر بالآبارالسعودية | قراءة في مُخرجات النماذج العددية وأبرز ملامح حالة الطقس على المدى القريب والمتوسط