احذر السباحة مع اكلة الدماغ.. ما القصة؟
طقس العرب-مع حرارة الصيف، تبدو السباحة رياضة مفضلة للجميع، لكنها قد تكون خطرًا مميتًا إذا لم تتم في مكان مناسب فقد توفي 3 أطفال في ولاية كيرالا الهندية خلال أقل من شهر ونصف بسبب جرثومة تُعرف بـ«آكلة الدماغ»، والتي أصيبوا بها أثناء السباحة في مسابح ملوثة.
وبحسب موقع «إن دي تي في»، فإن «المرصد الصحي الوطني» في الهند يعرّف هذه الجرثومة بأنها كائن حي صغير يعيش في المياه العذبة الدافئة، مثل البحيرات والأنهار والينابيع الساخنة، ويمكنها التأقلم للعيش في المياه الضحلة والملوثة أيضًا.
وحذر الموقع من خطورة الإصابة بها أثناء السباحة أو الغوص، وحتى الاستحمام في المياه الملوثة، حيث تدخل الجرثومة عبر الأنف، وتنتقل إلى الدماغ وتنتشر بسرعة، مما يتطلب علاجًا فوريًا، وإلا قد تسبب الموت خلال أسبوعين من الإصابة.
وقدّم «مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» نصائح للسكان للوقاية من الإصابة، داعيًا إلى الابتعاد عن الأنشطة المائية في الأشهر الأكثر دفئًا، واستخدام مشبك الأنف والنظارات.
قد يهمك أيضا:
كلور المسابح قد يغير لون شعرك.. ومخاطر أخرى عديدة
ما هي أميبا آكلة الدماغ؟
تعد أميبا "نايغليريا فوليري" كائناً حياً وحيد الخلية يوجد في التربة والمياه العذبة الدافئة حول العالم، حيث تعيش بحرية وتتناول البكتيريا. وتعتبر هذه الأميبا مسببة لعدوى دماغية نادرة وشديدة جداً، تعرف باسم داء النيغليرا أو التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي (بام)، وهي عادة ما تكون مميتة.
وتعيش أميبا آكلة الدماغ بشكل طبيعي في المياه العذبة الدافئة مثل حمامات السباحة، البحيرات، والبرك، حيث تنمو في درجات الحرارة المرتفعة. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية (CDC)، تحدث العدوى عادة عندما يسبح الناس أو يغوصون في "المياه العذبة الدافئة"، حيث تدخل الأميبا الجسم عن طريق الأنف، ثم تنتقل إلى الدماغ.
تشير (CDC) إلى أن الأشخاص لا يمكن أن يصابوا بالعدوى عن طريق ابتلاع المياه الملوثة، لأن حمض المعدة يقتل الكائنات الحية الدقيقة أحادية الخلية. كما أن العدوى لا تنتقل من شخص لآخر. يحذر المسؤولون من غسل الممرات الأنفية بماء الصنبور غير المعالج، مفضلين استخدام الماء المعقم أو المقطر. يمكن أيضاً استخدام ماء الصنبور إذا جرى غليه لمدة دقيقة واحدة على الأقل ثم تبريده قبل الاستخدام.
-
أعراض الإصابة:
تظهر الأعراض من يوم إلى تسعة أيام (في المتوسط خمسة أيام) بعد تعرض الأنف للأميبا. وتشمل الأعراض الصداع، الحمى، الغثيان، القيء، فقدان الشهية، تغير الحالة العقلية، الغيبوبة، تشوش الرؤية، وفقدان حاسة التذوق. تشمل الأعراض اللاحقة تيبس الرقبة، الارتباك، قلة الانتباه، فقدان التوازن، النوبات، والهلوسة. بمجرد ظهور الأعراض، تحدث الوفاة عادة في غضون أسبوعين.
-
هل يوجد علاج؟
عدوى "نايغليريا فوليري" نادرة الحدوث، مع ثلاث حالات مؤكدة فقط في الولايات المتحدة العام الماضي، وفقاً للأرقام الرسمية. تحدث الحالات بعد التعرض للمياه العذبة في ولايات أيوا، أريزونا، ونبراسكا. كان هناك ثلاث حالات في كل من 2019، 2020، و2021.
يُعدّ عقار "الأمفوتريسين" العلاج الأساسي للأميبا آكلة الدماغ، حيث يعمل عن طريق "تثبيط العامل الممرض (أي الأميبا) من خلال الارتباط بستيرولات غشاء الخلية، مما يؤدي إلى تمزق الغشاء وموت العامل الممرض". ومع ذلك، حتى مع هذا العلاج، فإن معدل الوفيات أعلى من 95%. نجا شخصان بعد تجربة عقار جديد يحمل اسم (Miltefosine)، لكن الضرر البالغ الذي تخلفه الأميبا في المخ يجعل التعامل معه صعبًا.
بينما يجري البحث عن علاجات جديدة، يعد العامل الرئيسي للعلاج الفعال سرعة التشخيص، وهو أمر نادر الحدوث ويمكن أن يساعد تحديد المختبر السريع للكائنات الحية الدقيقة في تجنب التأخير في التشخيص والعلاج.
شاهد أيضا: