دراسة تُحذر من شرب مياه الأمطار.. وإليكم السبب

كتبها رنا السيلاوي بتاريخ 2022/11/15

طقس العرب - إذا أخرجت لسانك في يوم ممطر لتذوق قطرات المطر ظناً منك أنها مياه نظيفة وآمنة للشرب نظرا لأنها تسقط من السماء، ستتفاجأ بما أحدثته أنشطة الإنسان وغيرت في محتوى مياه الأمطار، ما يجعلها مياه غير صالحة للشرب وقد تكون ضارة، وإليكم الأسباب.

 

هل من الآمن شرب مياه الأمطار؟

في العصر الحديث، ومع تزايد المواد الكيميائية المُصنعة، هناك خطر جديد مرتبط بشرب مياه الأمطار. في دراسة نشرت في أغسطس 2022 في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا، وجد الباحثون أن مياه الأمطار في جميع أنحاء العالم تحتوي على تركيزات من  المواد الكيميائية المفلورة السامة والمعروفة باسم بولي فلورو الألكيل أو فوق فلورو الألكيل (PFAS)، التي تتجاوز الحدود المسموح بها، هذه النتائج تعني أن مياه الأمطار غير آمنة بالتأكيد للشرب، خاصة إذا كانت غير مُعالجة.

 

ما هي المواد الكيميائية (PFAS)؟

 المواد الكيميائية المفلورة السامة والمعروفة باسم بولي فلورو الألكيل أو فوق فلورو الألكيل (PFAS) هي عائلة كبيرة تضم أكثر من 1400 نوع من المواد الكيميائية التي لا توجد بشكل طبيعي وإنما هي من صُنع الإنسان، وهي معروفة باسم “المواد الكيميائية الأبدية" لأنها لا تتحلل في البيئة. وتم استخدام هذه المواد تاريخيا لمجموعة من المنتجات، بما في ذلك المنسوجات ورغاوي مكافحة الحرائق وأدوات الطهي غير اللاصقة وتغليف المواد الغذائية والعشب الصناعي وأوتار الغيتار.

 

وأظهرت الأبحاث السابقة أن هذه المواد الكيميائية شديدة السمية ويمكن أن تسبب مجموعة واسعة من المشاكل، بما في ذلك أنواع مختلفة من السرطان، والعقم، ومضاعفات الحمل، ومشاكل النمو، واضطرابات الجهاز المناعي، وأمراض الأمعاء والكبد المختلفة، والغدة الدرقية، فضلا عن احتمال تقليل فعالية اللقاحات لدى الأطفال، كما قال المؤلف الرئيسي للدراسة إيان كوزينز ، الكيميائي البيئي في جامعة ستوكهولم في السويد. وأضاف أنه من المرجح أيضا أن يسبب PFAS أضرارا إضافية للبيئة ، لكن هذه الفكرة لم تتم دراستها بمزيد من التفصيل.

 

وأوضح كوزينز أن هذه الأدلة أدت إلى حظر مواد PFAAs ومعظم PFAS الأخرى أو تقييدها بشدة خلال السنوات ال 20 إلى 30 الماضية، هذه المواد لا تتحلل بسهولة، مما يعني أنها تبقى في البيئة لفترة طويلة بعد إنتاجها وهي سامة بنفس القدر ، كما قال كوزنز. 

مياه الأمطار الملوثة

في الدراسة، جمع الباحثون بيانات من عينات مياه الأمطار من جميع أنحاء العالم ، وكشفوا أن PFAS لا تزال وفيرة في مياه الأمطار في كل مكان على الأرض بتركيزات أعلى من مستويات السلامة التي وضعتها وكالة حماية البيئة وغيرها من الهيئات التنظيمية المماثلة في بلدان أخرى.

 

وقال كوزينز إن الخبراء كانوا يأملون في أن تكون تركيزات PFAS قد بدأت في الانخفاض الآن ، لكن من الواضح أن هذا ليس هو الحال. وأضاف أنه بدلا من ذلك ، يعتقد الباحثون أن المواد السامة PFAS تمثل حدودا كوكبية جديدة، وهو حد مفاهيمي يصبح بعده شيء ما غير آمن للبشر ، وقد تجاوزناه بالفعل.

 

وكانت النتيجة الأكثر لفتا للنظر هي أن مستويات PFOA في مياه الأمطار تزيد 10 مرات على الأقل عن المستوى الآمن لوكالة حماية البيئة في كل موقع تم أخذ عينات منه على هذا الكوكب، بما في ذلك هضبة التبت والقارة القطبية الجنوبية.

 

وقال كوزينز إن الباحثين ما زالوا غير متأكدين بالضبط من كيفية انتقال مواد PFAS إلى المناطق النائية من العالم، ويفترض الفريق أن المواد تنتقل على سطح المحيط ويتم إعادة حقنها في الغلاف الجوي عن طريق رذاذ المحيط ثم نقلها إلى مناطق أخرى حيث تسقط كأمطار. وأضاف كوزينز أنه من الممكن أيضا أن PFAS لا تزال تتسرب إلى البيئة من مدافن النفايات.

 

وأضاف كوزينز إن تأثير PFAS من المرجح أن يكون أكبر في البلدان النامية حيث يعتمد ملايين الأشخاص على مياه الأمطار كمصدر وحيد لمياه الشرب. ولكن حتى في مناطق معينة من الدول المتقدمة ، مثل أستراليا الغربية ، لا يزال شرب مياه الأمطار شائعا بشكل مدهش.

هل يمكن إزالة المواد الكيميائية السامة من مياه الأمطار؟

حتى لو تمت معالجة مياه الأمطار بشكل صحيح ، فلا يوجد حتى الآن ما يضمن إزالة PFAS. يمكن أيضا العثور على PFAS في مستويات منخفضة في مياه الشرب من الصنابير والزجاجات، على الرغم من أنها غالبا ما تكون بمستويات آمنة.

 

‏وقال كوزينز إن مستويات PFAS ستنخفض في نهاية المطاف أثناء دورانها في أعماق المحيط ، لكن هذه عملية تدريجية قد تستغرق عقودا عديدة.‏

 

تدُق نتائح الدراسة هذه ناقوس الخطر فيما يتعلق بتصنيع هذه المواد، وعلى الرغم من أننا لا نشرب عادة مياه الأمطار مباشرة، إلا أنها تغذي مصادر المياه التي نعتمد عليها، مثل مياه السدود، فضلا عن المبالغ الهائلة التي سيكلفها خفض كميات PFAS في مياه الشرب إلى مستويات آمنة، كل هذا يجب أن يدفع الصناعة المنتجة والمستخدمة لهذه المواد الكيميائية السامة إلى التوقف.

 

اكتشاف بكتيريا قادرة على تحليل هذه المواد الكيميائية السامة

تمتلك “المواد الكيميائية الأبدية” مناعة ضد التحلل الميكروبي، إلا أنه دراسة حديثة أَظْهَرَت قُدْرة بكتيريا الأراضِ الرطبة خلال 100 يوم في المختبر، على إزالة ذرات الفلور من حوالي 60% من حمض فوق فلورو الأوكتانويك (PFOA) وحمض فوق فلورو أوكتان السلفونيك (PFOS)، مما يُزيلَ سُمّيَّة هذه المواد، وتُظهِر هذه النتائج إمكانية استخدام المعالجة البيولوجية للمواقع الملوثة بـالـ PFAS.

 

ويجتهد العلماء في تطوير تقنيات المعالجة البيولوجية للتخلص من هذه المواد. يقول بيتر جافي المهندس البيئي في جامعة برينستون الأمريكية: «إن المشكلة تكمن في مقاومة هذه المواد للتحلل وذلك بسبب قوة الرابطة بين الكربون و الفلور التي تعزز من بقائها في البيئة".

 

وفي الختام نشدد على أهمية هذه الدراسات التي تكشف ما أفسدته يد الإنسان في هذا الكون، ما ينبه الجهات المعنية لاتخاذ الاجراءات اللازمة والضرورية للحفاظ على سلامة الإنسان والبيئة واحترام الأرض التي سخرها الله سبحانه وتعالى للانسان.



تصفح على الموقع الرسمي



الفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البردتسجيل أول إصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدةتحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعةتونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطقارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطقاندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهرمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوع