اذا كنت مدخنا... لا تذهب لهذه الدولة!
طقس العرب - في عصرنا الحالي، يشهد العالم تحولات هامة في مفهوم الحياة الصحية والتوعية بأخطار التدخين، ويُعتبر التدخين تحديًا صحيًا عالميًا يستدعي الانتباه والتفكير الجاد، ولكن هل فكرت يومًا في أن يكون وجهتك القادمة هي المفتاح لتحول حياتك؟ إن كنت مدخنًا، فلا تذهب لهذه الدولة!
أو اذهب لتقلع عن التدخين!
تابعوا معنا في هذا الرحلة الملهمة حول دولة تمثل نقطة تحول لكل من يرغب في الابتعاد عن أثر الدخان والعيش بلا تداخين.
مملكة بوتان تحظر التدخين نهائيًا
تجسد مملكة بوتان روحًا فريدة من نوعها في الحفاظ على السعادة والحماية البيئية، ففي عام 2004، أصدرت الحكومة البوتانية قانونًا مبتكرًا يحظر بشكل كامل زراعة وبيع وتدخين التبغ في الأماكن العامة، وتحديداً بهدف الحفاظ على جودة الحياة والترويج للسعادة بين المواطنين.
يُستثنى من هذا القانون السياح، ولكنهم يُلزمون بدفع ضريبة كبيرة تصل إلى 100% على قيمة أي تبغ يدخلونه، مع حد أقصى لا يتجاوز 100 سيجارة خلال رحلتهم.
وإذا كنت تخطط لزيارة بوتان، يجب أن تكون على علم أن القانون يحد من كمية التبغ التي يُسمح للزوار بإحضارها، حيث يُسمح بإدخال 100 سيجارة فقط، ويتعين على الزوار الواعين دفع الضرائب المفروضة على الشراء والجمارك، حيث تبلغ هذه الضرائب 100% من قيمة الشراء.
وفي حالة ضبط أي شخص يقوم ببيع التبغ على نحو غير قانوني، يُفرض عليه دفع غرامة مالية تصل إلى 225 دولارًا أمريكيًا. وتعكس هذه السياسات التفكير المستدام والتزام بوتان بتحقيق توازن بين حقوق السياح وحماية بيئتها الفريدة ومفهومها الفريد للسعادة الوطنية.
ماذا تعرف عن بوتان “السعيدة”؟
يسعى المغامرون وهواة السفر دائمًا إلى استكشاف وجهات جديدة تمنحهم تجارب فريدة، وتفتح أمامهم أفقًا لا يمكن رؤيتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذا السياق، تبرز مملكة بوتان كوجهة سياحية فريدة، حيث تتمتع بجمال طبيعي لا يُضاهى وثقافة متنوعة وتراث غني، وهي إحدى الوجهات الأقل استكشافًا التي يجد فيها المغامرون الحقيقيون فرصة للغوص في تفاصيل مجتمعات مختلفة.
وتعد مملكة بوتان، الواقعة على ممرات جبال الهيمالايا، من بين أصغر الممالك والبلدان في العالم، وتبرز دورها الفريد كمرسل لرسالة قوية عن السعادة الوطنية ودعم الاقتصاد الحر، وتحظى بوتان بموقع جغرافي يقربها من مجتمعات التبت، ويتبنى شعبها الديانة البوذية، مما يمنحها طابعًا روحيًا وثقافيًا فريدًا.
وتُظهر بوتان التزامها الشديد بالاستدامة وحفظ البيئة، حيث تراها المملكة من أهم مقومات السعادة الوطنية، ولا يقاس نجاحها بالتقدم التكنولوجي، بل تفضل التركيز على مؤشرات السعادة الخاصة بها وفي سعيها للابتعاد عن التطور التكنولوجي، تخطط بوتان للاعتماد على الكهرباء الهيدروليكية الصديقة للبيئة بحلول عام 2023.
وتُظهر بوتان كذلك اهتمامها بالبيئة عبر حفاظها على نقاوة الهواء، ورغم الإنتاج الكربوني البسيط، يُظهر اهتمام الحكومة والشعب بالطبيعة الخلابة للمملكة وتحفيز مفهوم الحياة البسيطة والمستدامة.
أسعد بلد في آسيا والثامنة على العالم
بوتان، الواقعة في قلب آسيا، تتألق كإحدى أسعد الدول في العالم، وتحتل المركز الثامن على الصعيد العالمي في تصنيف السعادة الذي أعدته جامعة ليستر البريطانية في عام 2006، وتتميز بوتان بفريقها الفرح الذي يحيط بحياتها، حيث تتبنى سياسة فريدة مخصصة لسعادة مواطنيها، وتكمن مكونات هذا السعادة في مستوى الصحة والتعليم والإسكان والاقتصاد.
وتعتبر الحكومة والشعب في بوتان السعادة أحد الأمور الرئيسية التي يسعون لترسيخها في نسيج المجتمع، ويتمثل ذلك في اعتقادهم القوي بأهمية الاستدامة والحفاظ على الطبيعة، حيث تُعَد الطبيعة من أبرز مقومات السعادة بالنسبة لهم، مقارنة بالتوجه الصناعي الذي يسعى إليه معظم دول العالم، ويُكرِس أهل بوتان نجاحهم بمعايير السعادة الوطنية الخاصة بهم، بعيدًا عن تقييم التطور التكنولوجي الذي يرونه كمُحدِث للمزاج الجيد.
بوتان... رحلة إلى أرض السعادة والحماية البيئية
كانت فترة قبل نحو 20 عامًا في بوتان هي زمن حيث كان التلفاز والإنترنت يحظران تمامًا في البلاد، وذلك وفقًا لتوجيهات مؤشر السعادة القومية، وكان الهدف من هذا القرار هو حماية الإنسان والحيوان في البلاد، ولم يُسْمَح بدخول التلفاز والإنترنت إلى البلاد إلا في عام 1999.
ويظهر اهتمام شعب بوتان بالبيئة من حوله، حيث يعتبرون أن الإنسان يستمد طاقته من المحيط الطبيعي الذي يحيط بهم، ولهذا السبب تم تقييد عدد السيارات في البلاد، حيث يوجد نحو 57 سيارة لكل 1000 شخص، وفقًا لتعداد وسائل النقل في كل دولة.
ويعيش في بوتان حيوان نادر يُعرف بالتاكين، وهو جزء من فصيلة الأبقار، ومنع اصطياده قانونيًا، حيث يصل عقوبة اصطياده إلى حد الإعدام.
وتحمل علم مملكة بوتان صورة التنين، وهو علم تم وضعه في عام 1969، حيث يتكون من مستطيل مقسوم بشكل قطري إلى اللونين الأصفر والبرتقالي، ويرمز الأصفر إلى التقاليد والسلطة المدنية للملك، بينما يمثل اللون البرتقالي التقاليد البوذية. ويُظهر التنين الأبيض فوقهما "تنين الرعد"، رمزًا للنقاء الداخلي للإنسان.
اقرأ أيضا:
مركب مهم لا يخطر على البال في أعقاب السجائر.. ما هو؟
صياد ينجو من الغرق في المحيط والسبب ساعة يده... ما القصة؟
المصادر: