استمر أكثر من 30 يوماً: الإعصار المداري "فريدي" من أطول الحالات المدارية عمراً في تاريخ السجلات المُناخية
طقس العرب - الإعصار المداري الشهير "فريدي" إعصار لطالما ذكرته العديد من الهيئات الرسمية مُنذ لحظة تولده في المنطقة الواقع شرق المحيط الهندي حتى هذا اليوم الذي يضرب به ذات الإعصار موزمبيق، وقد تسبب الإعصار المداري في فترة حياته الطويلة بالعديد من الأضرار في الأرواح والممتلكات ولاسيما في مدغشقر وموزمبيق نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات.
وقد تم تصنيف فريدي كإعصار مداري منذ مايزيد عن 33 يوماً وقد عبر جنوب المحيط الهندي بأكمله، حيث سار لأكثر من عشرة آلاف كيلومتر، وفقاً للمتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كلير نوليس.
ويُعتبر الإعصار المداري فريدي بأنه أطول إعصار مداري مسجل في تاريخ السجلات المُناخية الحديثة.
يذكر أن إعصار جون، الذي استمر 31 يوما في عام 1994، هو حامل اللقب الحالي.
وفي مؤتمر صحفي في جنيف، قالت السيدة نوليس إن العاصفة ولدت قدراً كبيراً من طاقة الدورة - وهو مؤشر يستخدم لقياس كمية طاقة الرياح – بما يوازي موسم أعاصير في شمال الأطلسي بأكمله.
ويعود السبب علمياً وراء طول عمر الإعصار المداري فريدي إلى طبيعة توزيع الأنظمة الجوية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث كانت المنظومة المدارية بعيدة عن المرتفعات الجوية القوية التي تقيد حركتها مما جعل الإعصار طليقاً في مساره.
ويعود السبب علمياً بتشكل أعاصير في منطقة جنوب المحيط الهندي الى دخول هذه المناطق في فصل الصيف، حيث ارتفعت درجة حرارة مياه جنوب المحيط الهندي إلى حوالي 28 درجة مئوية، وهي حرارة مواتية للغاية لتشكل السُحب الركامية الضخمة التي تبدأ بالتطور والنمو وتمتص الطاقة الكامنة من حرارة سطح مياه الدافئة مما يجعلها تتطور تدريجياً إلى منظومة جوية مدارية ينخفض الضغط الجوي في مركزها وتبدأ السُحب بالدوران حول مركز الضغط الجوي المُنخفض مُعلناً نمو إعصار عند بلوغ سرعة الرياح أكثر من 120كم/ساعة، َويرتفع تصنيف الإعصار وفقاً لمُعدل سرعة الرياح حسَب مقياس سفير سيمبسون لقياس شدة الأعاصير.
والله أعلم.