اكتشاف غير متوقع في السحب يفاجئ العلماء
طقس العرب - أثبتت دراسة جديدة أن الغيوم قد تحتوي على جزيئات صغيرة من البلاستيك، وهذه الجزيئات يمكن أن تؤدي إلى ما يعرف بـ "هطول الأمطار البلاستيكية". يثير هذا الاكتشاف قلق العلماء إلى حد بعيد، حيث يعتقدون أن هذه الجزيئات الدقيقة من البلاستيك، المعروفة أيضًا باسم "المواد البلاستيكية الدقيقة"، قد تتسبب في تلوث المياه والبيئة بشكل لا يمكن تجاهله.
تعتبر المواد البلاستيكية الدقيقة مشكلة بيئية عالمية تنتج عن تفكك البلاستيك الكبير إلى جزيئات صغيرة؛ بسبب التحلل، وتنتشر هذه الجزيئات في البيئة، وتمثل تهديدًا للكائنات البحرية والبيئة بشكل عام، ومن المعروف أنها تؤثر في الكائنات البحرية، وتمتلئ بها المحيطات، ولكن هذه المرة أثرت في الغيوم فكيف يكون أثرها؟
كيف تؤثر الجزيئات البلاستيكية على الغيوم؟
الجواب: تشير الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة واسيدا في اليابان إلى أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تصل إلى الغيوم، وتكون جزءًا من تكوينها، وهذا يعني أنها قد تتسبب في "هطول الأمطار البلاستيكية"، حيث يمكن أن تسقط هذه الجزيئات البلاستيكية مع الأمطار على الأرض.
في إطار هذه الدراسة، قام العلماء بتحليل المياه السحابية التي تم جمعها من مناطق متنوعة في اليابان، بما في ذلك قمة جبل فوجي والسفوح الجنوبية الشرقية له، بارتفاعات تتراوح بين 1300 و3776 مترًا عن سطح البحر، واستخدم الفريق تقنيات تصوير متقدمة لاكتشاف وجود المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جوا (AMP) في هذه المياه السحابية، وقاموا بفحص الخصائص الفيزيائية والكيميائية لهذه الجزيئات.
وتوصل الفريق إلى وجود تسعة أنواع مختلفة من البوليمرات ونوع واحد من المطاط في هذه الجزيئات المحمولة بالهواء، وأشار الباحثون إلى أن التحليل يشير إلى أن هذه المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جوا والموجودة في المياه السحابية نشأت في المقام الأول من المحيط، وهذا يعني أنها قد تكون أصبحت جزءًا أساسيًا من تكوين السحب، وبالتالي تمثل خطرًا على مصادر المياه والبيئة بشكل عام، ومن الممكن أن تتسبب في هطول الأمطار البلاستيكية، مما يؤثر في ما نأكل ونشرب تقريبًا.
ما هو تأثير المواد البلاستيكية المكتشفة في السحب على البيئة؟
الجواب: العلماء يشعرون بقلق كبير من هذا الاكتشاف، حيث يعتقدون أن هذه الجزيئات البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تلوث المصادر المائية، وتؤثر في البيئة البرية والبيئة البحرية إلى حد بعيد وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب هذه الجزيئات في تلوث المياه الجوفية والمياه السطحية، مما يمكن أن يؤثر في صحة الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، حذر الباحثون من تراكم المواد البلاستيكية الدقيقة في الغلاف الجوي، وخاصةً في المناطق القطبية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغييرات كبيرة في التوازن البيئي للكوكب وتهديد التنوع البيولوجي، وقال الدكتور أوكوتشي:
"اللدائن الدقيقة المحمولة جوا تتحلل بشكل أسرع بكثير في الغلاف الجوي العلوي مقارنة بالأرض؛ بسبب الأشعة فوق البنفسجية القوية، وهذا التحلل يطلق غازات الدفيئة، ويساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري".
وأوضح قائلاً: بناءً على هذه الدراسة، يمكن استخدام نتائجها في تقدير تأثير المواد البلاستيكية الدقيقة على مستقبل التغير المناخي وتأثيراته.
وقال المعدُّ الرئيسي للدراسة، هيروشي أوكوشي، في بيان الأربعاء
«إذا لم نتعامل بشكل استباقي مع مشكلة تلوث الهواء البلاستيكي، فإن التغيرات في المناخ والمخاطر البيئية يمكن أن تصبح حقيقة واقعة، ما يتسبب في أضرار بيئية خطيرة وغير قابلة للإصلاح في المستقبل».
اعرف أيضا:
كيف يؤثر تغيّر المناخ على صحة الإنسان في شبه الجزيرة العربية؟
اليوم العربي للبيئة.. وأبرز المشكلات والتحديات البيئية التي يواجهها العالم العربي
المصادر: