اكتشافات غيرت العالم | الجامعات
طقس العرب - كان العلم في العالم الإسلامي مرتبطاً بالدين لأن المساجد كانت تُستعمل كأماكن للصلاة وللتعليم في آن واحد، وجعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيثما يؤسس مسجداً يبدأ فيه التعليم، فكان للعلم مكانة خاصة عند المسلمين وكان قريبا من قلوبهم لأن القرآن يحث المسلمين على العلم والمعرفة وعلى الملاحظة والتفكر، وما زالت الجامعات التابعة للمساجد، مثل القرويين والأزهر، قائمة حتى اليوم.
أول جامعة في التاريخ
تعد جامعة القرويين في مدينة فاس المغربية أول جامعة في التاريخ، حيث بنتها المرأة التقية العالمة فاطمة الفهري عام 841 م بعد أن ورثت الكثير عن أبيها الثري، فقررت أن تنفق ميراثها كله على بناء مسجد وجامعة تناسب مجتمع فاس، وقد شرعت بالصوم منذ بدء البناء حتى الانتهاء منه، واشرفت بنفسها على تشييده، فسرعان ما تطور مسجد القرويين، وتوسع تدريجيا في الموضوعات التي يتناولها طلابه، وخاصة موضوعات العلوم الطبيعية، فاكتسب شهرة بوصفه أول جامعة بالتاريخ.
أقدم الجامعات الإسلامية التي لا زالت موجودة حتى يومنا هذا
- جامعة القرويين – المغرب - تأسست عام 859م
وهي أقدم جامعة في العالم، وأسستها سيّدة عربية مُسلمة (كما ذكرنا سابقا)، والجامعة مازالت تعمل كمؤسسةٍ أكاديميةٍ في المغرب حتى يومنا هذا، بعد مئات السنين من كونها جامعة تُدرس العلوم المُختلفة، وتخرج منها الكثير من الرموز الإسلامية والعُلماء الغربيين، منهم (سلفستر الثاني ) الذي شغل منصب البابوية من العام 999 م إلى العام 1003م، والعالم العربي العظيم ( ابن خلدون ) مؤسس علم الاجتماع، والعديد من النابغين في علوم الدين واللغة العربية والطب والفلك.
- جامعة الازهر – مصر - تأسست ما بين العامين 970 – 972م
الجامعة الشهيرة التي تقع في عاصمة مصر ( القاهرة )، والتي تُعتبر ثاني أقدم جامعة عالمية عريقة مازالت موجودةً حتى يومنا هذا بنظامها التعليمي ودرجاتها الأكاديمية، وكان الهدف من تأسيسها أن تكون قلعةً للعلوم الدينية الإسلامية بمذاهبها المُختلفة، فضلًا عن تدريس اللغة العربية وقواعدها والبحث في كنوزها اللغوية، ودراسة أصول الدين والفقه وعلوم الحديث، وغيرها من العلوم الإسلامية. ومع الوقت، تطوّرت الجامعة وبدأت في تدريس البرامج الدراسية ذات الطابع غير الديني، في المجالات العلمية والأدبية المُختلفة..
- الجامعة النظامية – العراق - تأسست عام 1065م
هذه الجامعة أسسها ( الخواجة نظام المُلك ) في القرن الحادي عشر، وتُعتبر المنارة المُضيئة للعلوم والمعارف في العالم كله في فترات العصور الوسطى، ويؤكد المؤرخون الغربيون أن نظام هذه الجامعة بفروعها المُنتشرة في البلاد الإسلامية (في بغداد، ونيسابور، ودمشق، والبصرة، والموصل، وسمرقند) كان يُمثل قيمةً مُبهرةً بالنسبة للأوروبيين في ذلك الوقت، والذين بدأوا في تأسيس الجامعات الأكاديمية تقليدًا للحضارة العربية والإسلامية الزاهرة في هذه العصور، وأن الجامعة النظامية تحديدًا بفروعها وكلياتها المُختلفة تُمثل حجر الأساس للجامعات الغربية الحديثة.
وقد خرجت الجامعة النظامية بفروعها في مُختلف البُلدان التي كانت بها، عُلماء كبار في تاريخ المُسلمين مثل: ابن الجسار - أول من اكتشف أسباب ونتائج مرض الجُذام، وابن الهيثم الفيزيائي المُسلم المعروف مؤسس علم البصريات، وابن رشد، وابن يونس العالم الفلكي الكبير الذي وضع عقارب الساعة قبل جاليليو، وغيرهم الكثير.
ويجدر بالذكر أن ما وصلنا إليه الآن من تطور العلم وتقدم الجامعات حول العالم كان بجهود مئات الآلاف من العُلماء والباحثين والمُخترعين في كافة أنحاء العالم، بكل الجنسيات والعرقيات والأديان. كانوا جميعًا يُجاهدون للوصول إلى التطور والرقي، على الرغم من أنهم جميعًا كانوا يعرفون حتمًا أنهم لن يحصدوا هذا التطور والرقي في حياتهم، وأن الأجيال القادمة هي فقط التي سوف تستمتع بما بذلوه لمئات السنين. وقبل أن تنشأ الجامعات، كان هُناك فكر واختراعات وابتكارات وأبحاث ومراكز علميةٍ تعليميةٍ، ولكنها لم تكن بالنظم التعليمية التي أرستها الجامعات.
وفي الختام - يزخر تاريخنا بأسماء الآلاف من العلماء العرب والمسلمين وانجازاتهم وما قدموه للبشرية من اختراعات وابتكارات استفادت منها جميع العلوم والمعارف وبعضها لازال يستخدم حتى الآن، نستعرض لكم طوال أيام شهر رمضان المبارك في السلسلة "اكتشافات غيرت العالم" بعض الاختراعات والابتكارات التي قدمها علماء المسلمين فغيروا بها وجه الحياة على مر العصور.