اكتشافات غيرت العالم | النظارات الطبية
طقس العرب - تتعدد استخدامات النظارات بين المساعدة على الرؤية والحماية، حيث توفر نظارات السلامة الحماية للعينين من الشظايا المتطايرة أو المواد الكيميائية، وهناك نظارات الحماية من الأشعة الضارة والنظارات الشمسية، أما النظارات الطبية فهي تعتمد على العدسات التي تعمل عن طريق انكسار الضوء، فتعدل حجم الصور لتصبح أكثر وضوحاً للرؤية.
@arabiaweatherjo ##explore ##اكسبلوووور ##ramadan ##رمضان ##نظارة ##اختراع ##glasses ##descovery
اختراع النظارات الطبية
يُنسب اختراع النظارة الطبية إلى العالم المسلم الحسن بن الهيثم، لكن كان قبل ذلك يُستخدم "حجر القراءة" في القرن التاسع وهو عبارة عن قطعة زجاج مقسومة نصفين تكبر النص المكتوب عند وضعها فوقه، ويعتقد أن مخترع حجر القراءة هو العالم عباس بن فرناس، والذي استطاع التوصل لطريقة تصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة.
أما ابن الهيثم فكان رائداً في علم البصريات، فقام بإجراء تجارب عديدة على الزجاج ليصنع منه نظارة تعينه على القراءة بعد أن ضعف بصره، فتوصل إلى اختراع عدسة محدبة تظهر الكلام والاشكال بحجم أكبر وأوضح، ثم أخذ ابن الهيثم يطور عدساته، آخذاً بعين الاعتبار تفاوت قوة الإبصار بين عين وأخرى، معتمداً على علمه ومعرفته بتركيب العين ووظائف أجزائها، فكانت النظارة عبارة عن قرص من الزجاج المحدب يثبت أمام العين أثناء القراءة لتكبير الخط.
وبعدما أصبحت الترجمات اللاتينية لكتاب "ابن الهيثم" متاحة في أوروبا في القرن الثاني عشر، تطور علم البصريات هناك، وقد ذكر روبرت جروسيتيستي في أطروحته التي كُتبت بين عامي 1220 و 1235، استخدام علم البصريات لقراءة أصغر الحروف على مسافات أبعد، وفي عام 1262 كتب روجر بيكون عن الخصائص المكبرة للعدسات، حتى قام بتطوير وصنع أول نظارة طبية دقيقة في شمال إيطاليا عام 1268 م.
وفي القرن الخامس عشر، وبعد اختراع الطابعة وانتشار الكتب، ازداد الطلب على النظارات الطبية لدورها الكبير في المساعدة على القراءة.
(الشكل القديم للنظارة الطبية والذي كان مسنخدما من القرن الرابع عشر)
(لوحة رسمت ما بين 1400 - 1410 يظهر فيها الشكل القديم للنظارات الطبية التي كانت تستخدم للقراءة)
اسهامات العرب والمسلمين في علم البصريات
كان الكندي أول من وضع أسس علم البصريات الحديث، حيث بحث في كيفية سير أشعة الضوء بخط مستقيم، وتحدث عن الابصار بمرآة ومن دون مرآة، وعن أثر المسافة والزاوية في الابصار وفي الخداع البصري، وكان العلماء يرجعون إلى الكندي ويأخذون من علمه في البصريات.
وقد انطلق الحسن بن الهيثم في القرن العاشر من التساؤلات التي طرحها الكندي، والواقع أن عالم الفيزياء ابن سهل البغدادي هو الذي اشتغل في حقل انكسار الضوء باستعمال العدسات قبل ابن الهيثم، لكن لا ندري إن كان ابن الهيثم كان على علم بما قام به البغدادي، حيث ولد ابن الهيثم في البصرة – العراق، لكنه انتقل إلى مصر، وكان لابن الهيثم إنجازات عظيمة في عدة مجالات منها علم البصريات، حتى توصل إلى مبدأ العدسات والنظارات الطبية.
وفي الختام - يزخر تاريخنا بأسماء الآلاف من العلماء العرب والمسلمين وانجازاتهم وما قدموه للبشرية من اختراعات وابتكارات استفادت منها جميع العلوم والمعارف وبعضها لازال يستخدم حتى الآن، نستعرض لكم طوال أيام شهر رمضان المبارك في السلسلة "اكتشافات غيرت العالم" بعض الاختراعات والابتكارات التي قدمها علماء المسلمين فغيروا بها وجه الحياة على مر العصور.