اكتشافات غيرت العالم | علم الكيمياء
طقس العرب - يُعرف علم الكيمياء بأنه العلم الذي يُعنى بدراسة المادة وخصائصها، ودراسة التفاعلات الكيميائية وكيفية اتحاد المواد أو انفصالها لتشكل مواد أخرى، والطاقة المنبعثة أو الممتصة أثناء حدوث هذه التفاعلات.
@arabiaweatherjo ##علم ##الكيمياء كيف بدأ؟ ومن أين جاءت ##التسمية ##سلسلة ##اكتشافات غيرت ##العالم ##trending ##fyp ##explore ##طقس_العرب ##برامج_رمضان
ويعتبر علم الكيمياء واحداً من العلوم الطبيعية التي تساعدنا على وصف وتفسير عالمنا، وتوجد الكيمياء في كل شيء نقوم به، ابتداء من النمو وطبخ الغذاء وتنظيف أجسامنا ومنازلنا وحتى إطلاق مكوك فضائي. فاستخدم الانسان الكيمياء في جميع مجالات الحياة، في صناعة الغذاء مثل: استخدام التخمير لصنع الأجبان، وفي الصناعات المختلفة مثل: استخدام عملية مزج النحاس والقصدير لصناعة البرونز، وكان للكيمياء الدور الأساسي في عملية دباغة الجلود، وصناعة الخزف، وغير ذلك الكثير من تطبيقات علم الكيمياء.
مؤسس علم الكيمياء
لم تكن الكيمياء قبل الحضارة الإسلامية سوى محاولات فاشلة لتحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب وفضة، معتمِدة في ذلك على العقل والاستدلال المنطقي، ومُنَحِّية المنهج العلمي القائم على التجربة والملاحظة جانبًا. وظلَّت الكيمياء على ذلك حتى ظهر علماء المسلمين الذين أَسَّسوا للمنهج العلمي الدقيق، واستندوا إلى التجرِبة العلميَّة وإشراك الحس والعقل معًا في الوصول إلى الحقائق العلميَّة في هذا الحقل من العلوم بالذات.
ففي القرن الثامن الميلادي برز العالم المسلم جابر بن حيان، واعتبر مؤسس علم الكيمياء، حيث كان أول من استخدم الأساليب العلمية لدراسة المواد، وعُرف بأبي الكيمياء نظرًا لإنجازاته المهمة ومؤلفاته التي بلغت اثنين وعشرين مخطوطةً وصفت علم التقطير وعمليات التبخر والتكاثف والتسامي وغيرها.
وأصبح اسم جابر بن حيان الأكثر شهرة، ليس فقط باعتباره مؤسس علم الكيمياء، بل لكونه مهّد الطريق أمام العلماء الذين تبعوه أمثال أبو بكر الرازي والكندي والطغرائي، كما تأثر الكيميائيون الأوروبيون في العصور الوسطى بكتبه، وقد ترجمت أطروحاته حول الكيمياء إلى اللغة اللاتينية وأصبحت من أهم المراجع القياسية للكيميائيين الأوروبيين، ويعود له الفضل في تعريف الكثير من المصطلحات الكيميائية التي ادرجت لاحقًا في لغات أوروبية مختلفة وأصبحت جزءًا من المصطلحات العلمية.
وبذلك ساهم الكيميائيون المسلمين -ومن أهمهم جابر بن حيان- في الاكتشافات الأساسية في الكيمياء، بما في ذلك:
- ابتكار العديد من التفاعلات الكيميائية المستخدمة في الكيمياء الحديثة، مثل التبخر والتسامي والتبلور والتكلس.
- اختراع الإمبيق، هو عبارة عن أداة زجاجية لها عنق طويل تستخدم في عملية التقطير.
- تركيب العديد من الأحماض مثل: حمض الهيدروكلوريك، وحمض الكبريت، وحمض النيتريك وحمض الخل.
- تركيب العديد من المعادن وصباغة الأقمشة ودباغة الجلود.
- تعريف الدهانات والزيوت.
- استخدام أكسيد المنغنيز في صناعة الزجاج
- اكتشاف الصودا والبوتاس.
- صناعة الماء المقطر والكحول المقطر المنقى.
- اكتشاف الكثير من المواد الكيميائية والأجهزة في مجال الكيمياء والعطارة.
- استحضار ماء الذهب أو الماء الملكي وهو مزيج من حموض النيتريك والهيدروكلوريك، الذي يمكنه أن يحل المعادن الثمينة؛ كالذهب، وكان مصدر إلهام وخيال الكيميائيين للألفية المقبلة.
يجدر بالذكر ان التطور العلمي في الحضارة الانسانية بدأ بفضل المفاهيم العلمية التي وضع العلماء المسلمين أُسسها في الكيمياء والفيزياء وغيرها، وبفضل أساليبهم التي تعتمد على التجربة والملاحظة، ولو لم تدخل الحضارة والعلوم الاسلامية مرحلة الركود مع نهاية القرن السادس عشر، لكانت وصلت قبل قرنين إلى المستوى العلمي والتكنولوجي الذي وصلت إليه الإنسانية في القرن العشرين، ولكانت البشرية قد تعرفت على الطاقة النووية قبل قرنين من الآن، لكن لو واصل المسلمون ريادتهم العلمية لما كانوا صنعوا قنبلة من الذرة، بل لكانوا استخدموا تلك الطاقة الهائلة الكامنة في الذرة لخدمة الانسانية!
وفي الختام - يزخر تاريخنا بأسماء الآلاف من العلماء العرب والمسلمين وانجازاتهم وما قدموه للبشرية من اختراعات وابتكارات استفادت منها جميع العلوم والمعارف وبعضها لازال يستخدم حتى الآن، نستعرض لكم طوال أيام شهر رمضان المبارك في السلسلة "اكتشافات غيرت العالم" بعض الاختراعات والابتكارات التي قدمها علماء المسلمين فغيروا بها وجه الحياة على مر العصور.