اكتشافات غيرت العالم | قلم الحبر
طقس العرب - كان للقلم أهمية كبيرة عند المسلمين لأنه رمز للمعرفة، فعرف قبل قلم الحبر أداة كتابة من القصب، وكان يؤتى بأكثر أنواع القصب جودة من سواحل الخليج العربي، حيث كان سلعة تجارية ثمينة، وكان كل نمط من الخط العربي يتطلب نوعاً مختلفا من القصب، ويقطع بزاوية معينة، وكانت الأحبار توضع في علبة جانبية تسمى المحبرة.
اختراع قلم الحبر
كان السبق التاريخي والعلمي في صناعة أول قلم حبر للعالم عباس بن فرناس التاكرني، والذي ولد عام 810 م في رندة بالأندلس ودرس في قرطبة وتوفي فيها عام 887 م، وكان أول العلماء الذين قدموا للحضارة العربية الكثير من الاكتشافات العلمية المبهرة وصنعوا للإنسانية العديد من الآلات الفلكية الدقيقة، إضافة إلى أعماله في الرياضيات والموسيقى والأدب، وكان قلم الحبر الذي صنعه بن فرناس عبارة عن أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الاسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة.
وفي عهد الفاطميين، فكر الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في صناعة قلم يكتب بحيث يكون مداد الحبر داخله، وكان يريد أن يكون القلم جاف بحيث يجعله الكاتب في كمه، أو حيث يشاء فلا يؤثر فيه ولا يرشح منه الحبر، فما مر بعد ذلك إلا أيام قلائل حتى جاء الصانع به، وبعد إجراء بعض التعديلات، فإذا هو قلم يقلب في اليد، ويميل إلى كل ناحية فلا يخرج منه شيء من الحبر، فإذا أخذه الكاتب وكتب به ، كتب أحسن كتابه، ثم إذا رفعه عن الكتاب توقف الحبر، وكان القلم من الذهب الخالص، لخصائص الذهب التطويعية وسهولة تشكيله.
وهكذا صنع قلم الحبر بناء على رغبة المعز لدين الله الفاطمي، فلم يكن قلم الحبر معروفاً قبل عهد الفاطميين، وشأن الفاطمي كشأن معظم الأمراء المسلمين الذين حرصوا كل الحرص على نشر العلم وابتكار أدواته التي تساعد العلماء وطلاب العلم في سرعة تحصيل العلوم ، ونشر الفكر في جميع أرجاء الدنيا.
وانتشر استخدام أقلام الحبر في كل بقاع الأرض بعد أن نقلته الشعوب عن المسلمين ، وظل الناس يدخلون عليه التحسينات حتى وصل إلى ما نحن عليه الآن.
وفي الختام - يزخر تاريخنا بأسماء الآلاف من العلماء العرب والمسلمين وانجازاتهم وما قدموه للبشرية من اختراعات وابتكارات استفادت منها جميع العلوم والمعارف وبعضها لازال يستخدم حتى الآن، نستعرض لكم طوال أيام شهر رمضان المبارك في السلسلة "اكتشافات غيرت العالم" بعض الاختراعات والابتكارات التي قدمها علماء المسلمين فغيروا بها وجه الحياة على مر العصور.