الأردن: بدء العد التنازلي لانتهاء الموسم المطري.. فهل يعني ذلك انتهاء فرص الأمطار مناخياً؟
طقس العرب – مع دخولنا النصف الثاني من شهر نيسان، بدأ العد التنازلي لانتهاء الموسم المطري في المملكة، والذي يُعرف مناخياً بأنه يمتد عادة حتى منتصف شهر أيار/مايو من كل عام. وفيما تبقى من هذه الفترة، تتابع المؤشرات الجوية مراقبة أي فرص محتملة لهطول الأمطار، رغم أن الفرص عادةً ما تصبح أقل انتظاماً وتتركز في نطاقات جغرافية محدودة. ويُعد هذا التوقيت فرصة لمراجعة أداء الموسم المطري وتقييم كميات الهطول وتأثيرها على المصادر المائية والزراعية في الأردن.
أداء متواضع للموسم المطري ومخاوف من انتهائه دون المعدلات المعتادة بكثير
يشير الأداء العام للموسم المطري في الأردن هذا العام إلى حالة من التواضع في كميات الهطول التي شهدتها مختلف مناطق المملكة. ورغم بعض الفترات الماطرة التي تخللت الموسم، إلا أن وتيرتها جاءت متباعدة وغير كافية لتعويض النقص التراكمي في الأمطار. ومع اقتراب موعد نهاية الموسم المطري من الناحية المناخية، تتزايد المخاوف من أن ينتهي الموسم دون تحقيق معدلات الهطول المعتادة بكثير، مما قد ينعكس سلباً على الواقع المائي والزراعي، ويعزز الحاجة إلى الاستعداد المبكر لفصل الصيف.
هل انتهاء الموسم المطري يعني بالضرورة انتهاء فرص الأمطار؟
رغم أن الموسم المطري في الأردن يُعتبر مناخياً منتهيًا مع منتصف شهر أيار/مايو، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة انعدام فرص تساقط الأمطار بعد هذا التوقيت. فبحسب السجلات المناخية والأرشيف الجوي، شهدت المملكة في سنوات سابقة حالات جوية ماطرة خلال شهر أيار، بل وحتى في حزيران، وكانت على شكل حالات عدم استقرار جوي، وأحيانًا نتيجة تأثر المنطقة ببقايا منخفضات جوية متأخرة. وعليه، تبقى الفرصة واردة لحدوث بعض الفعاليات الجوية بعد انتهاء الموسم المطري الرسمي، وإن كانت بطبيعتها أقل انتظامًا وشمولية مقارنة بفصل الشتاء.
تعرّف على الأسباب الرئيسية لضعف الموسم المطري الحالي
يُعزى ضعف الموسم المطري هذا العام إلى عدة أسباب مناخية، أبرزها أن الأنظمة الجوية السائدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية كانت تؤدي إلى اندفاع الكتل الهوائية الباردة نحو شرق المتوسط بمحور جاف، أي دون مرورها فوق مسطحات مائية واسعة، مما أفقدها الكثير من الرطوبة، وجعل تأثيرها يقتصر على الانخفاض الكبير في درجات الحرارة دون هطولات مطرية فاعلة. وقد تزامن ذلك مع تمدد المرتفع السيبيري، الذي ساهم في حدوث موجات برد وصقيع خلال فترات متعددة من بداية الموسم.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم تعرّج التيار النفاث القطبي نحو جنوب ووسط أوروبا وشمال إفريقيا في تركّز المنخفضات الجوية في تلك المناطق، مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج كثيفة، في حين دفعت المرتفعات الجوية باتجاه شرق المتوسط، ما حدّ من فرص تأثر المملكة بالمنخفضات الجوية.
كما كان لتطور ظاهرة مناخية في المحيط الهادئ، تُعرف بـ"اللانينيا"، دور مؤثّر في هذا السياق، حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى تبريد مياه المحيط في المناطق الاستوائية، مما يعزّز من تشكّل المرتفعات الجوية، ويعمل كحاجز أمام تقدم المنخفضات نحو المنطقة.
والله أعلم.