الأردن | دراسة لطقس العرب توضح الأداء الضعيف للموسم المطري لهذا الموسم وتأثيراته على الواقع المائي للمملكة
طقس العرب - في دراسة حصرية لطقس العرب قام بها كُلٍ من (وائل حكيم، محمد عوينة) يستعرض هذا التقرير المُفصل بالأرقام واقع الموسم المطري الضعيف في المملكة الأردنية خلال الموسم المطري المُنصرم وما يَتَرتبُ عليه من تفاقم لأزمة المياه في الأردن.
تقييم واقع وأداء الموسم المطري 2021/2020
موسم قليل المنخفضات الجوية
بدأ فصل الخريف ضعيفاً من حيث الأداء المطري، إذ لم تشهد المملكة تقريباً خلال شهري سبتمبر وأكتوبر أية أمطار هامة وهي البداية الأسوء منذ عام 2013/2014، ولكن سُرعان ما تبدل الحال مع دخولنا في شهر نوفمبر حيثُ جلب معهُ كميّات وفيرة من الأمطار وفي مناطق مُختلفة من المملكة، ولم يكن الواقع المطري في النصف الأول من المربعانية أفضل حالاً، إلا أن النصف الثاني من المربعانية تدارك الموسم المطري وحسنهُ بشكلٍ ملحوظ، ويعتبر المنخفض الجوي الواقع بين 16-19 فبراير الوجه المشرق من الموسم المطري لاسيما أنهُ حقق ما يُقارب ربع كميات الأمطار في بعض محافظات المملكة خلال الموسم المطري، وكما بدأ الموسم المطري بالضعف انتهى بضعفٍ كذلك حيث أن فصل الربيع لم يشهد أية حالات جوية تُساهم في تحسين الموسم المطري.
ويتضح ضُعف الموسم المطري 2020-2021 جلياً بقلة عدد المنخفضات الجوية وانخفاض تصنيفها، حيثُ شهد الموسم المطري قلة الحالات الجوية الماطرة على بلاد الشام بما في ذلك المملكة، وهو ما ساهم عموماً في انتهاء الموسم المطري بكميات أمطار أقل من المُعدل بشكلٍ لافت في مُعظم محافظات المملكة، الجدير بالذكر بأن المملكة تأثرت بـِ 13 منخفض جوي توزعت بين منخفضين جويين من الدرجة الأولى و9 منخفضات جوية من الدرجة الثانية ومنخفض جوي واحد من الدرجة الثالثة ومنخفض جوي واحد كذلك من الدرجة الرابعة.
بالأرقام.. وضع مائي صعب تمر فيه المملكة بعد موسم مطري ضعيف
الموسم المطري الأضعف منذُ 10 اعوام
يتضح ضعف الموسم المطري كذلك من الأرقام المُسجلة في محطّات الرصد الجوي التابعة لدائرة الأرصاد الجوية، حيثُ أظهرت أرقام دائرة الأرصاد الجوية بأن مُعظم مناطق المملكة باستثناء الأغوار الشمالية لم تُحقق المُعدلات السنوية المُفترضة، وبِعبارةٍ أخرى عند النظر إلى كميّات الأمطار الهاطلة في محافظات المملكة خلال الموسم المطري نجد أنهُ لمّ تُحقق أية محافظة معدلها السنوي الأمر الذي لم يحدث منذُ عام 2007/2008، كما أظهر التقرير الإحصائي أن متوسط مُعدل هطول الأمطار السنوي في عموم محافظات المملكة لم يتجاوز 70% وهو الأضعف منذُ عام 2010/2011 وهو ما يُنذر بتفاقم الأزمة المائية لاسيما أن المملكة تُعاني اصلاً من أزمات مائية باعتبارها أفقر دول العالم مائياً، نظراً لواقعها المائي وشحّ مصادره والطلب المتزايد على المياه.
ونعني بالمُعدلات الموسمية هو ما تحقق من الموسم المطري كاملاً (من بداية الموسم وحتى شهر أيار/مايو) بناءً على ما سُجّل على أرض الواقع خلال ثلاثين سنة ماضية وتحديداً ما بين عامي 1981-2010.
المناطق الجنوبية تُعاني من شُحاً كبيراً للأمطار
معان اقل المناطق استقبالاً للأمطار
وعن أكثر المناطق استقبالاً للأمطار فكانت رأس منيف الأكثر استقبالاً للأمطار منذ بداية الموسم بواقع 501.8 ملم أي ما يُعادل 89% من المُعدل الافتراضي للموسم، وتلاها اربد بواقع 401 ملم، اما المنطقة الأقل استقبالاً للأمطار فكانت معان بواقع 11.7 ملم وما يُمثل 28% فقط من المُعدل الموسمي، الجدير بالذكر أن عموم المناطق الجنوبية للمملكة تُعاني من شُحّاً كبيراً مطرياً في هذا العام بمتوسط 48% مما تحقق من الموسم المطري.
بلغت كمية الأمطار الهاطلة في العاصمة عمّان ما يُقارب 268 ملم وهو ما يُمثل 79% من حجم أمطار الموسم المطري العام، كما أن عدد الأيام الماطرة بلغ 46 يوماً فقط في عمّان، اما عن باقي مُدن ومحافظات المملكة الأردنية فبلغ كمية تراكم الأمطار في الرمثا 207.4 ملم بمعدل 92% من الموسم المطري، وجرش 190.7 ملم بمعدل 56%، حيثُ بلغ متوسط معدل تراكم الأمطار في المنطقة الشمالية حوالي 81%، في حين سجلت السلط 398.6 ملم بمعدل 77%، ومادبا 242.1 ملم بمعدل 74%، والمفرق 116.4 ملم بمعدل 78%، ومتوسط معدل الأمطار في البادية الشرقية بلغ 68%، وبلغت كمية الامطار في الزرقاء 116.4 ملم بمعدل 93%، وبالإتجاه نحو بعض المناطق الجنوبية فسجلت الكرك 177.2 ملم وبمعدل 54% من الموسم المطري، والطفيلة 82.2 ملم بمعدل 43%، والشوبك 95.8 ملم بمعدل 39%، والعقبة فهطل خلال الموسم المطري 18.2 ملم بمعدل 78% من الموسم المطري، اما البادية الجنوبية فكان متوسط المعدل 60% من الموسم المطري ككل.
وعلى صعيدٍ متصل، كشفت وزارة المياه والري الأردنية أن المملكة تعيش عجزاً مائياً يبلغ نحو 20 مليون متر مكعب، حيثُ أشارت إلى أن مخزون السدود من المياه يقل عن العام الماضي بنحو 80 مليون متر مكعب.