الأردن في صيف 2024: عوامل جوية تبعد موجات الحر القاسية
طقس العرب - يُعرف مناخ الأردن بتنوعه بين فصول السنة، حيث تشهد البلاد فصولًا واضحة تشمل الشتاء البارد والصيف الحار. وعلى الرغم من أن فصل الصيف يتسم بارتفاع درجات الحرارة، إلا أن الأردن غالبًا ما يمر بفترات صيفية اعتيادية تتسم بدرجات حرارة معتدلة إلى حد ما مقارنة بمناطق أخرى في المنطقة. في هذا التقرير، سنستعرض الوضع الحالي للطقس في الأردن خلال فترة الصيف، مع التركيز على غياب موجات الحر الشديدة التي قد تؤثر سلبًا على الحياة اليومية.
الوضع الحالي للطقس في الأردن
درجات الحرارة الصيفية الاعتيادية
وقال المُختصون الجويون في مركز طقس العرب أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهد الأردن أجواء صيفية مستقرة ومعتادة. وتراوحت درجات الحرارة العظمى في المدن الرئيسية بين 30 إلى 35 درجة مئوية، مع تسجيل درجات حرارة أعلى قليلاً في مناطق الأغوار والبحر الميت، التي تشهد عادةً درجات حرارة أعلى بسبب انخفاضها عن مستوى سطح البحر. تعتبر هذه القيم ضمن المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من السنة، وهي تعكس استقرارًا نسبيًا في الأحوال الجوية دون وجود مؤشرات على تطرف درجات الحرارة.
تأثيرات الكتل الهوائية
تؤثر الكتل الهوائية القادمة من مناطق شبه الجزيرة العربية على الأردن خلال الصيف و على الرغم من أن هذه الكتل الهوائية قد تحمل معها درجات حرارة مرتفعة، إلا أن تأثيرها على الأردن كان محدودًا في الفترة الأخيرة. لم تتعمق هذه الكتل بما يكفي لتسبب موجات حر شديدة، بل ظلت تأثيراتها مقتصرة على ارتفاع قليل ومؤقت على درجات الحرارة، مما أبقى الأجواء ضمن نطاق الصيف الاعتيادي.
عدم وجود موجات حر شديدة أمر طبيعي في مُناخ المملكة ومن غير المُعتاد تكرارها
على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، إلا أن الأردن لم يشهد حتى الآن موجات حر شديدة وهذا الأمر الطبيعي نسبةً لفصل الصيف في الأردن حيث بقيت درجات الحرارة ضمن إطار مُعدلاتها المُعتادة إلى أعلى بقليل. و موجات الحر التي تُعرّف عادةً بحدوث ارتفاع كبير ومستمر في درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية لعدة أيام متتالية، لم تكن حاضرة هذا العام. يعزى ذلك إلى توازن العوامل الجوية المحيطة، حيث لم تتعرض المنطقة لتدفقات هوائية حارة قوية من الجنوب، ولا لارتفاعات كبيرة في الضغط الجوي التي قد تزيد من حدة درجات الحرارة.
التوقعات المستقبلية: الصيف يستمر ضمن سلوكه الطبيعي دون موجات حر شديدة
وتشير النماذج الجوية في مركز طقس العرب إلى استمرار هذا النمط المستقر خلال الأسابيع القادمة، حيث من المتوقع أن تظل درجات الحرارة ضمن المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من السنة. وعلى الرغم من إمكانية حدوث فترات قصيرة من الارتفاع في درجات الحرارة وتقدمها عن مُعدلاتها الطبيعية، إلا أن هذه الفترات لن تتطور إلى موجات حر شديدة.
في ضوء ما سبق، يمكن القول إن الأردن يعيش حاليًا أجواء صيفية اعتيادية ومستقرة وهذا هو الأمر الطبيعية نسبةً للصيف، دون وجود موجات حر شديدة. يعكس هذا الاستقرار توازن العوامل الجوية التي تؤثر على المنطقة.
للمُهتمين والمُختصين: سلوك الغلاف الجوي فوق القطب الشمالي يساعد في غياب الموجات الحارة عن المملكة
وفي دراسة أجراها المختصون الجويين في مركز "طقس العرب"، حول سلوك الغلاف الجوي فوق القطب الشمالي و حركة الكتل الهوائية منذ بداية شهر يوليو الماضي وحتى اللحظة ، لوحظ هدوء في حركة الضغوط الجوية فوق القطب الشمالي وتحديداً منطقة جرينلاند، وسجل تذبذب القطب الشمالي قيم موجة خفيفة إلى متعادلة، حيث أن هذه التذبذب غالباً ما يسمح باستمرار تحرك ونشاط التيار النفاث القطبي حول القطب الشمالي وبالتالي سلاسلة بتحرك الكتل الهوائية الباردة حول القطب الشمالي، كما يظهر بهذا المخطط البياني من وكالة نوا :
تذبذب القطب الشمالي AO
تذبذب شمال الأطلسي NAO
وقال المتنبئون الجويون في مركز "طقس العرب"، أن حركة الضغوط الجوية فوق القطب الشمالي ساهمت باستمرار تموج التيار النفاث القطبي وعدم تركزه بمنطقة معينة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث أن الدراسات تشير أن تموج التيار النفاث القطبي يساهم باستمرار اندفاع الكتل الهوائية الباردة من القطب الشمالي وقذفها شرقاً نحو روسيا وشرق القارة الأوروبية، وبالتالي الاستفادة من الانكسارات العلوية، والتي تصل إلى منطقة شرق المتوسط وبلاد الشام على شكل كتل هوائية ذات درجات حرارة أقل وتعمل كصاد للمرتفع الجوية المداري المتمركز فوق شبه الجزيرة العربية.
والله أعلم.
تحليل علمي | كيف ساهم سلوك الغلاف الجوي فوق القطب الشمالي بغياب الموجات الحارة عن المملكة؟
الأردن | ثلوج في البحر الميت وتراكم بلغ المتر في العاصمة عمان!