الأردن | من الذاكرة.. ثلوج خريفية تُكسِي مُعظم أرجاء المملكة بالرداء الأبيض
طقس العرب - تأثرت المملكة من 10-14 ديسمبر/كانون الأول من عام 2013 والذي يُعتبر ضمن نطاق فصل الخريف من الناحية الفلكية، بمنظومة جوية نادرة وفريدة من نوعها، تمثلت نتائجها بهبوب رياح عاتية وهطول غزير للأمطار وتساقط كثيف غير مسبوق للثلوج.
مُرتفع جوي قوي تمركز فوق القارة الأوروبية في ذلك الحين
نعود لسرد حكاية هذه العاصفة بشيء من التفصيل، حيث تأثرت مناطق واسعة من القارة الأوروبية بمرتفع جوي صلب وعنيد في ذلك الوقت، اندفعت على إثره كتلة هوائية شديدة البرودة وقطبية المنشأ مباشرة من الدائرة القطبية الشمالية باتجاه البحر الأسود ثم تركيا، ولاحقاً إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بما فيها المملكة، حيث توضعت فوقنا لمدة يومين.
وبالتزامن مع ذلك كله، كانت الأنظمة الجوية السائدة في المنطقة ككل تسمح بولادة منخفض جوي عميق تمركز بداية فوق سورية، ثم ما لبث أن تطور منخفض جوي جديد تمركز فوق الأراضي اللبنانية، مما ساهم في تعزيز الهطولات المطرية والثلجية. ونسرد الآن ما جعل هذا المنخفض مميزاً ومتطرفاً وقياسياً.
لمُحبي الثلوج.. تفاصيل تساقط الثلوج على المملكة خلال عاصفة اليكسا
#غرد_بصورة
شاهد مستوى تاريخي لكثافة الثلوج في العاصمة عمَّان
#ثلوج_الأردن #عاصفة_اليكسا
عبر الغالي| @oun_homoud pic.twitter.com/mqu0F77zkH— طقس (@tqqs) December 16, 2013
وتأثرت المرتفعات الشمالية بالإضافة إلى الوسطى وبعض المرتفعات الجنوبية بتساقط غزير للثلوج مع ساعات ليل الأربعاء 11/12/2013، واستمر التساقط خلال نهار الخميس بشكل متقطع، ومع ساعات الليل الأولى تشكلت جبهة هوائية باردة في جنوب الضفة الغربية تحركت باتجاه الشمال الشرقي لتطال شمال الأردن ومرتفعات البلقاء وشمال العاصمة، مسببة تراكماً كبيراً للثلوج خاصة في الأولى، بحيث تجاوز سمك الثلج الـ50 سم في المرتفعات التي تزيد عن 900 متر، وشملت تلك الجبهة مرتفعات شمال الضفة الغربية بشدة أكبر، وفق موقع طقس العرب.
اندفنا من الثلج #عاصفة_أليكسا#ثلوج_الأردن pic.twitter.com/uCBadO38OE
— سيد عبدالله (@katalony_6) December 14, 2013
ومع وصول الجبهة الرئيسية المصاحبة للمنخفض الجوي الجديد، انتظم واشتد الهطول الثلجي فوق معظم أرجاء المملكة وفلسطين وجنوب سورية ولبنان، بحيث فاقت سماكات الثلوج المترين في جبال عجلون وكذلك الحال في مرتفعات غرب نابلس، في حين اقتربت من المتر في مرتفعات البلقاء وشمال عمان، بالإضافة إلى جبال الطفيلة والخليل في جنوب الضفة الغربية. كل تلك الأرقام قياسية بالنسبة للنصف الأول من شهر ديسمبر، ولم تشهد المنطقة مثلها حتى في فصل الشتاء خلال السنوات الأخيرة رجوعاً حتى شباط من العام 1992 الثلجي الشهير.
رياح شديدة ودرجات حرارة مُتدنية رافقت العاصفة الثلجية
وهبت مع بداية المنخفض الجوي العميق وقبيل مرور جبهاته الثلاث الرئيسية رياح عاتية لامست في أكثر من 5 مناسبات حاجز الـ90-100 كم/ساعة في العديد من المدن الأردنية بما فيها العاصمة عمان. اللافت أن الرياح العاصفة لم تهدأ كالعادة مع هطول الثلوج، وإنما ازدادت في شدتها مما خلق ثلوجاً عاصفة بشكل متطرف. وصلت سرعة هبات الرياح إلى 129 كم/ساعة في محطة رصد الطف/البلقاء، ولامس معدلها حاجز الـ80 كم/ساعة.
أما درجات الحرارة، فلم تكن متطرفة كثيراً عن الصفر المئوي في أغلب المناطق عدا جبال الشراه، في حين انخفضت الصغرى في الأخيرة إلى ما دون -10 درجات مئوية خاصة مع ليلة الأحد، في رقم قياسي جديد بإذن الله. وسجلت بعض المدن الأردنية بما فيها العاصمة عمان بحدود -2 إلى -4 درجات مئوية.
دراسة علمية تُحدد المناطق الأكثر عرضة للعواصف المُتوسطية (Medicanes) في البحر الأبيض المُتوسط
وعلى العموم، لا تُعتبر العاصفة اليكسا عادية، حيث إنها جاءت إلى منطقة بعيدة كل البعد عن القطب الشمالي وفي نهاية فصل الخريف قبيل دخول الشتاء الفعلي فلكياً في أواخر ديسمبر. لكنها حققت نتائج على أرض الواقع في العديد من المناطق فاقت تلك التي حققتها عواصف شتوية من الطراز الرفيع في السنوات الأخيرة، وبالأخص في مرتفعات شمال البلاد وصولاً إلى عاصفة 25-2-1992 الشهيرة. في حين سجلت عاصفة 25-2-2003 تراكماً ثلجياً مشابهاً في شمال العاصمة عمان، لكنها زادت في شباط 1992 بحدود 20-40 سنتيمتراً.