الأمين العام للأمم المتحدة يدعو العالم إلى "إعلان حالة طوارئ مناخية"
طقس العرب - حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى إعلان حالة طوارئ مناخية حتى يصل العالم إلى التخلص التام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وكان ذلك خلال خطابه في قمة المناخ التي تنظم افتراضياً هذا العام بسبب الإجراءات الاحترازية لاحتواء انتشار فيروس كوفيد-19، حيث اجتمع أكثر من 70 من قادة العالم، ونشطاء المجتمع المدني ورؤساء الأعمال والبلديات اليوم السبت في قمة الطموح المناخي (Climate Ambition Summit)، التي تحيي الذكرى الخامسة لاتفاقية باريس، وذلك لتحديد التزامات جديدة للتصدي للتغير المناخي.
وتتطلب حالة اعلان الطوارئ من البلدان التعجل في تكثيف إجراءاتها بشأن إيقاف انبعاثات الغازات التي تتسبب في الاحتباس الحراري (من أهمها ثاني أكسيد الكربون)، هذا وقد كانت 38 دولة قد أعلنت حالة الطوارئ هذه، وذلك لأن معظمها تتعرض بالفعل لتداعيات التغير المناخي وخطر انهيار الأنظمة المناخية، فالعديد من الحكومات تهدف للوصول إلى صفر من صافي الانبعاثات بحلول منتصف هذا القرن، لكن القليل منها وضعت مخططات مفصّلة وجدية للوصول إلى هذا الهدف.
وفي ظل سعي العالم للتعافي من أزمة كورونا وما خلفته من ركود، أصبح العديد من الدول تضخ الأموال في أنشطة الانبعاث العالي لثاني أكسيد الكربون، مما أثار استياء الأمين العام وعبر عن عدم قبوله لما يحدث، وصرح: أن ما يحدث هو اختبار أخلاقي، حيث أن تريليونات الدولارات اللازمة للتعافي من أزمة كورونا هي أموال يتم اقتراضها من الأجيال القادمة، ولا يمكن استخدام هذه الموارد وترك الأجيال القادمة غارقة بالديون على كوكب منهار".
تتضمن اتفاقية باريس التي يصادف الذكرى الخامسة لها هذا العام، أن تلتزم الدول بالحفاظ على أن لا يتجاوز الارتفاع في درجة الحرارة العالمية 2 درجة مئوية، وذلك لتجنب عواقب انهيار المناخ، إلا أن الالتزامات التي تعهدت بها البلدان لخفض الانبعاثات لم تكن كافية، وهناك مؤشرات على ارتفاع درجة الحرارة العالمية ارتفاعاً كارثياً يتجاوز 3 درجات مئوية، يحتوي الاتفاق على آلية يتم تحديها كل خمس سنوات، والموعد النهائي الأول سيكون في 31 ديسمبر، ومن المفترض أن يتقدم قادة العالم بخطط معززة، لتخفيض الانبعاثات بحلول 2030م، فالمملكة المتحدة تقدمت بالتزام لخفض الانبعاثات 68% بحلول 2030م مقارنه بمستويات عام 1990م، كما أكد الاتحاد الأوروبي تعده بخفض الانبعاثات بنسبة 55% بحلول 2030م، وتقدم العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك الصين واليابان وكوريا الجنوبية، بالتزامات طويلة الأجل للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 أو 2060.
أما الولايات المتحدة فلم يمثلها أحد في القمة، حيث كانت القمة مفتوحة فقط للدول الراغبة في تقديم التزامات جديدة قوية.، ومع ذلك، فقد أشار الرئيس المنتخب جو بايدن، إلى نيته في المضي قدمًا في اتفاقية باريس، والسعي إلى التعافي الأخضر من كوفيد-19، والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية.
القمة هي نقطة انطلاق نحو محادثات الأمم المتحدة الحيوية التي تهدف إلى وضع الدول على المسار الصحيح للوفاء بالتزامات اتفاقية باريس وانقاذ المناخ العالمي من الانهيار.