الإمارات تقدم طعاما مستداما لأول مرة في تاريخ مؤتمر COP 28
طقس العرب - دعت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات والمسؤولة عن ملف النظم الغذائية في مؤتمر الأطراف COP28، شركات بيع وتوريد الأغذية والمشروبات إلى تقديم "خدمات التموين المستدامة والمسؤولة مناخيا وبيئيا" على نطاق واسع، وذلك قبل انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 المرتقب في الإمارات في 30 نوفمبر.
وعُقِدَت ورشة عمل استمرت أربعة أيام، بهدف بناء زخم إيجابي وتحفيز اعتماد خدمات تقديم الطعام المسؤولة مناخيا، وتعزيز نجاح اعتمادها من قبل بائعي وموردي الأغذية والمشروبات في مؤتمر الأطراف COP28 المقرر عقده في مدينة إكسبو دبي.
وتجسد هذه الخطوة الجديدة الأولى من نوعها في تاريخ مؤتمر الأطراف، حيث تُوَفَّر خدمات الطعام للمشاركين وفق نظم مستدامة ومسؤولة مناخياً وبيئياً، وتعزز هذه الخطوة توجيهات الاستدامة التي من الممكن أن تستمر بعد انتهاء المؤتمر.
جهود وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات ومؤتمر الأطراف COP28
وزارة التغير المناخي والبيئة ومؤتمر الأطراف COP28 يسعيان إلى تطوير شراكات مع المؤسسات والأفراد الذين يتمتعون بالالتزام بمبادئ الاستدامة المتعلقة بمؤتمر COP28، وذلك بهدف دعم الجهود المستدامة للتغيير، وهذا الدعم لا يقتصر على دولة الإمارات فقط، بل يمتد أيضا إلى مستوى عالمي.
وخلال ورشة العمل، أعربت مريم المهيري عن رؤية وزارتها لمؤتمر الأطراف COP28، حيث تهدف إلى توفير فهم شامل للتحديات المناخية التي تواجه العالم للوفود المشاركة.
وتشدد المهيري على أهمية الارتباط الوثيق بين النظم الغذائية والبيئة الطبيعية، وتوضح أن هذا القرار يهدف إلى التحقق من توفير خدمات تقديم الطعام والتموين مسؤولة مناخيا في موقع انعقاد المؤتمر، ليؤكد الالتزام الإماراتي بالنظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي.
وتقول إن هذا النهج الجديد، الذي يعد الأول من نوعه في مؤتمرات الأطراف، يرتكز على استراتيجية تقديم الطعام المستدام التي طُوِّرَت خصيصًا لمؤتمر COP28، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الفوائد المحتملة والتأثير الدائم الذي يمكن أن يترتب عليها من تبني قائمة طعام مسؤولة مناخيا.
وتسعى استراتيجية تقديم الطعام المستدام إلى استكشاف إمكانية توسيع تقديم الأطعمة والمشروبات المستدامة، وتدعو وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية ومؤتمر الأطراف COP28 إلى البحث عن شركاء في مجال الأطعمة والمشروبات الذين يتقاسمون هذه الرؤية.
خدمات تقديم الطعام في مؤتمر الأطراف COP 28
تضمنت الاستراتيجية المميزة، التي لم يسبق تنفيذها في أي من مؤتمرات الأطراف السابقة، الالتزام بتقديم ثلثي قائمة الطعام من الخضروات والنباتات، وتقليل البصمة الكربونية للأطعمة المقدمة، مع التركيز على كثافة المياه والتغذية وحجم الحصص الغذائية والحد من الفاقد، وذلك بجانب السعي لضمان توفير الأسعار العادلة.
وفيما يتعلق بالموضوع، قالت مريم المهيري:
"تصميمنا لتحديث خدمات تقديم الطعام للوفود المشاركة في مؤتمر الأطراف يعكس رؤية الاستدامة التي نتبعها في كافة القطاعات، وبخاصة في مجال نظم الغذاء. نحن نرغب في تجسيد التزام دولة الإمارات بجميع جوانب مؤتمر الأطراف بأكمله بأفضل السبل الممكنة".
ويجسد توجه تقديم خدمات الطعام بأسلوب مسؤول مناخيا وبيئيا الروح الحقيقية لمؤتمر الأطراف COP28، ويعكس رغبة دولة الإمارات في الاستفادة من جميع الوسائل المتاحة لتعزيز التقدم السريع في مجال العمل المناخي.
واختتمت وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية حديثها بالقول:
"البرنامج سيحتاج إلى مشاركة واسعة من مقدمي خدمات الطعام في هذا الحدث، ولكننا واثقون من وجود الإرادة لتحقيق ذلك، إذ يجب أن يكون الطعام لذيذًا وشهيا عند تناوله، وسنعمل بجد لضمان توصيل هذا المفهوم بطريقة تثري وتجذب الحضور، حيث يعتبر كلا الجانبين أمورًا أساسية لتحقيق التغيير المطلوب."
تعاون بين الطهاة والخبراء في مؤتمر الأطراف COP28
عُقدت ورشة العمل التي استمرت لمدة أربعة أيام في المركز الدولي لفنون الطهي (ICCA) في دبي بمشاركة طهاة محليين وعالميين رفيعي المستوى، وخصوصاً من شبكة "مانيفستو الطهاة"، حيث شكلت جلسة خاصة استمرت يومين ضمن ورشة العمل، وتحققت هذه الورشة من خلال تطوير الأطباق واختيار المكونات المناسبة لدعم التنفيذ المستدام لتلك الأطعمة خلال الحدث.
كما حُقِّق هدف آخر من ورشة العمل، وهو الجمع بين المنظمات الشريكة مثل مركز (SDG2 Advocacy Hub) الداعم للهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب المبادرة الوطنية للحد من هدر وفقد الغذاء "نعمة" و"المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)"، مع متخصصين في مجال الطهي والاستدامة من شبكة "مانيفستو الطهاة" وغيرهم.
وخلال جلسة أخرى في معهد سي (SEE) في دبي، تضمنت ورشة العمل محادثات وحلقات نقاش تضمنت مشاركة منتجي الأغذية المحليين والعلماء وخبراء التغذية والاستدامة وفريق COP28، وتم تنظيم هذه الجلسة بهدف تسليط الضوء على السبل التي يمكن من خلالها تقديم الطعام المستدام لحدث كبير مثل مؤتمر الأطراف، مع مراعاة الاعتبارات التي تشمل ضمان توفر الطعام بأسعار معقولة، وأن يكون صحيًا ولذيذًا وصديقًا للبيئة.
وصُمِّمَت ورشة العمل للوصول إلى جمهور واسع من خلال منصات التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة التغير المناخي والبيئة ومؤتمر الأطراف COP28، بهدف التواصل مع الجمهور المستهدف بشكل أوسع وزيادة الوعي بشكل فعّال حول تقديم الطعام المستدام، وذلك بحيث تشمل جميع فئات المشاركين من زوار المؤتمر والمهتمين بالموضوع على حد سواء.
اعرف أيضا:
ما هي اتفاقية باريس وما علاقتها ب COP28؟
بالتزامن مع COP 28... صور تحت الماء تعبر عن تغير المناخ بطريقة جديدة
المصادر: