التغير المناخي | أكثر مناطق الأرض جفافاُ قد تتلقى كميات كبيرة من الأمطار الأيام القادمة فهل نحن أمام حقبة مناخية جديدة ؟
طقس العرب -تشير أحدث مخرجات النماذج العددية في مركز "طقس العرب"، أن منطقة الصحراء الكبرى والمعروفة بأنها أكثر الأماكن جفافًا على وجه الأرض، قد تشهد حدثاً فريداً من نوعه خلال الأيام والأسابيع القادمة، حيث أنه من المتوقع أن تشهد أجزاء واسعة من الصحراء الكبرى على أكثر من 500% من معدل هطول الأمطار الشهري الطبيعي في شهري أغسطس وسبتمبر.
وقال المتنبئون الجويون في "طقس العرب، أن هطول الأمطار بهذه الطريقة في الصحراء الكبرى تعتبر ظاهرة جوية نادرة للغاية، حيث انها تحدث على الأقل مرة واحدة كل عقد في المتوسط، وربما تكون إشارة على اضطرابات غير عادية في الغلاف الجوية و تغيير في أنماط الطقس العالمية.
لماذا تعتبر الصحراء الكبرى أكثر الأماكن جفافاً على وجه الأرض
وتُعرف الصحراء الكبرى بأنها أكثر الأماكن جفافًا على وجه الأرض لأنها تتلقى كميات قليلة جداً من الأمطار سنويًا، وهي أكبر صحراء في العالم وأكثرها حرارة، وتمتد من المحيط الأطلسي في الغرب إلى البحر الأحمر في الشرق. وتغطي مساحة تزيد عن 9.2 مليون كيلومتر مربع (3.6 مليون ميل مربع)، أيضاً يسود في هذه المنطقة طقس جاف وحار بسبب تمركز نظام ضغط جوي مرتفع دائم في هذه المنطقة على مدار العام.
وتوضح الصورة أدناه متوسط هطول الأمطار الشهري لشهر أغسطس على مدار السنوات الـ 53 الماضية، والذي يوضح أن منطقة الصحراء الكبرى تعتبر منطقة خالية تماماً من الأمطار في الغالب، مع وجود كميات قليلة فقط في المناطق الجنوبية.
ما علاقة الحزام المداري في هطول الأمطار على منطقة الصحراء الكبرى
يوضح المتنبئون الجويون في "طقس العرب"، أن مصطلح الفاصل المداري يقصد فيه حزام الأمطار الاستوائي أو منطقة التقارب بين المدارين (ITCZ، وهو في الأساس عبارة عن حزام من السحب والأمطار والذي ينشط حول خط الاستواء بالكامل، أي أن الرياح التجارية من كلا نصفي الكرة الأرضية تلتقي في هذه النقطة مما يخلق حركة صاعدة للرياح وتشكل للسحب الماطرة، وكما توضح الصورة أدناه تلتقي الرياح الاستوائية من كلا نصفي الكرة الأرضية بالقرب من خط الاستواء، مما يخلق حركة صاعدة في الغلاف الجوي، مما ينتج سحب وعواصف وهطول أمطار.
كيف يؤثر فاصل التقارب المداري على هطول الأمطار في مناطق نادرة من الصحراء الكبرى
يوضح المختصون في "طقس العرب"، أن منطقة التقارب بين المدارين مهمة للغاية لأنها تؤثر على حالة الطقس وهطول الأمطار في المناطق الاستوائية، ويمكن أن تؤثر أيضًا على تشكل العواصف الاستوائية، و يعتمد هطول الأمطار في الصحراء الكبرى على التغيرات والتحولات في منطقة التقارب بين المدارين، حيث أن تمدد الفاصل المداري أكثر نحو السمال في بعض المواسم قد يجلب معه أمطاراً نادرة إلى عمق الصحراء الكبرى كما يحدث الفترة الحالية والتي من المتوقع أن تستمر خلال الفترة القادمة.
تزايد فرص الأمطار في أجزاء واسعة من الصحراء الكبرى خلال الفترة القادمة
وتشير توقعات مراكز الطقs العالمية، خلال الأيام الستة عشر القادمة، إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار على مناطق غير معتادة على ذلك في الصحراء الكبرى مقارنة مع المعدل السنوي لتلك المناطق، وعلى الرغم من أنها قد تبدو كميات غير عالية، ولكن إذا نظرنا إلى الكمية الإجمالية السنوية، فإن العديد من المناطق قد تتلقى كمية أمطار تعادل بضع سنوات في غضون أيام قليلة، كما هو موضح في الخريطة التالية :
وبالنظر إلى شذوذ هطول الأمطار، حيث تشير التوقعات الخاصة بشذوذ هطول الأمطار أن جزءًا كبيرًا من الصحراء الكبرى سوف يشهد شذوذًا واسع النطاق في هطول الأمطار خلال الأسبوعين المقبلين وربما بعد ذلك، قد يصل إلى الحد الأقصى عند 500% عن المعدل العام و أكثر من 1000% من معدل هطول الأمطار الطبيعي في المناطق الوسطى.
لماذا يعتبر هطول الأمطار الحالي في الصحراء الكبرى حدث جوي نادر؟
يقول المختصون الجويون في "طقس العرب"، أن أكثر من نصف الصحراء الكبرى يتلقى هطول أمطار أقل من 25 ملم من الأمطار على مدار العام، لكن مع تحرك الفاصل المداري أكثر باتجاه الشمال قد تتلقى عديدة من المناطق هناك أكثر من 1000% من المعدل العام ومنها سيبلغ الحد الأقصى، ويوضح الرسم البياني التالي لهطول الأمطار فوق الصحراء الكبرى، لشهر أغسطس شذوذ الأمطار لأشهر أغسطس على مدار السنوات الـ 53 الماضية، ونلاحظ وجود 4 سنوات فقط أظهرت شذوذًا قويًا، أي أن هذا الأمر حدث أربع مرات في العقود الخمسة الماضية فقط.
شاهد أيضاً :
في فصل الشتاء.. أستراليا تُسجل رقمًا قياسيًا لدرجات الحرارة بعد تجاوزها 40 مئوية