التغير المُناخي يتفاقم ويُنذر بموجات حارة أكثر شدة على المستوى العالمي بما في ذلك شبه الجزيرة العربية

طقس العرب - يعد التغير المناخي تحدياً كبيراً يواجهه العالم بأسره، ويؤثر بشكل خاص على مناطق الخليج العربي من خلال زيادة تواتر وشدة موجات الحر، كما ويُعتبر من أبرز القضايا البيئية التي تواجه العالم اليوم، ويشير التغير المناخي إلى التحولات طويلة الأمد في متوسط درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي تحدث بسبب الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، مما يؤدي الى زيادة تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، و يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، وتؤثر هذه الظاهرة على النظم البيئية العالمية، بما في ذلك مناطق الخليج العربي.

التغير المناخي: الأسباب والآثار العامة

اسباب التغير المُناخي : يرى المُختصون أن أبرز الأسباب التي ادت الى ظاهرة التغير المُناخي هي :

حرق الوقود الأحفوري:يشمل النفط والفحم والغاز الطبيعي، والذي يطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي.

إزالة الغابات:يؤدي إلى تقليل عدد الأشجار التي تمتص CO2، مما يزيد من تراكم الغازات الدفيئة.

النشاط الصناعي:إطلاق الملوثات والغازات الدفيئة من المصانع والمركبات.

اما الآثار العامة للتغير المُناخي تتمثل بـ :

ارتفاع درجات الحرارة:زيادة متوسط درجات الحرارة العالمية.

تغير أنماط الطقس:زيادة تواتر وشدة الأحداث المناخية القاسية مثل الأعاصير والجفاف.

ذوبان الجليد:ذوبان الأنهار الجليدية والغطاء الجليدي في القطبين.

ارتفاع مستوى سطح البحر:نتيجة ذوبان الجليد وتمدد مياه المحيطات.

شبه الجزيرة العربية | القبة الحرارية تتسبب بموجة حارة قوية وتتوضع هذه المرة على عدة دول بشكل رئيسي

تأثير التغير المناخي على موجات الحر في الخليج

وقال المُختصون في مركز طقس العرب أن الموجة الحرارية هي فترة زمنية تتجاوز فيها درجات الحرارة المتوسط المعتاد بشكل كبير، وتستمر لعدة أيام. يمكن أن تكون هذه الظاهرة مميتة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية للتكيف مع الحرارة الشديدة، كما أن تأثير التغير المناخي على موجات الحر في الخليج العربي كان جلياً من خلال :

زيادة تواتر موجات الحر:حيث أظهرت الدراسات في القسم المُناخي في طقس العرب أن التغير المناخي يزيد من تواتر موجات الحر في الخليج، على سبيل المثال، زادت عدد الأيام ذات الحرارة الشديدة بشكل كبير في العقود الأخيرة.

زيادة شدة موجات الحر:وأشار مُختصون القسم المُناخي أن موجات الحر في الخليج العربي أصبحت أشد من ذي قبل على سبيل المثال، سجلت درجات حرارة تجاوزت 50 درجة مئوية في بعض أجزاء الخليج، وهو أمر حدث في الماضي لكنه تكرر مؤخراً.

تأثير الرطوبة العالية:كما وأشار المُختصون أن زيادة درجات الحرارة في الخليج تتزامن مع مستويات عالية من الرطوبة، مما يزيد من تأثير الحرارة على صحة الإنسان والبيئة.

التأثيرات الصحية:وتسبب موجات الحر الشديدة مشاكل صحية خطيرة مثل الإجهاد الحراري، وضربات الشمس، وزيادة معدلات الوفاة بين الفئات الضعيفة مثل كبار السن والأطفال.

التأثيرات الاقتصادية:لم تقتصر الآثار فقط على ماذُكر سابقاً بل تؤثر موجات الحر على الإنتاجية الزراعية والحيوانية أيضاً، وتزيد من استهلاك الطاقة للتبريد، مما يؤدي إلى ضغوط اقتصادية على دول الخليج.

ويدعو مختصون القسم المُناخي في "طقس العرب" إلى ضرورة التكيف مع التغير المناخي، مؤكدين على أهمية تطوير استراتيجيات مستدامة لمواجهة زيادة تواتر وشدة موجات الحر. تشمل هذه الاستراتيجيات تحسين البنية التحتية للتبريد، وتطوير تخطيط حضري يقلل من تأثيرات الحرارة، وزيادة الوعي بين السكان حول كيفية التعامل مع الظروف المناخية القاسية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبني حلول مشتركة وفعّالة ويتم ذلك من خلال تحسين البنية التحتية و تطوير أنظمة تبريد متقدمة ومستدامة، وتعزيز قدرات الشبكات الكهربائية لتحمل الطلب المتزايد على التكييف.

كما أن التخطيط الحضري المستدام تصميم المدن بحيث تقلل من تأثيرات الحرارة، مثل زيادة المساحات الخضراء واستخدام مواد بناء تعكس الحرارة.

وللتوعية والتثقيف دور في زيادة الوعي بين السكان حول كيفية التكيف مع موجات الحر وتجنب الأضرار الصحية كما أن التعاون الإقليمي والدولي و العمل مع المجتمع الدولي لتبني استراتيجيات مشتركة يخفيف من آثار التغير المناخي.

 

أكثر من 25 مليون شخص يواجهون حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية في شبه الجزيرة العربية

والله أعلم.