التوقيت الصيفي والشتوي.. من أين جاءت هذه الفكرة؟
طقس العرب-التوقيت الصيفي والشتوي هو نظام يعتمد على تغيير الوقت مرتين في السنة لتكييف ساعات النهار مع النشاطات البشرية ويتم تقديم الساعة ساعة واحدة في بداية الربيع لتستفيد الناس من ساعات النهار الأطول، وتُعاد الساعة إلى وضعها الأصلي في الخريف مع قصر النهار لكن من أين جاءت فكرة هذا النظام، وما هي مبرراته؟ دعونا نستعرض تاريخ التوقيت الصيفي والشتوي وأسبابه.
قد يهمك أيضا:
ماذا لو تم تطبيق التوقيت الشتوي مُجددًا في الأردن؟
جدول زمني لتاريخ التوقيت الصيفي
تاريخ التوقيت الصيفي في النقاط والأحداث الرئيسية:
- 1784: اقترح بنجامين فرانكلين في مقال ساخر مفهوم تغيير الساعات لتوفير الشموع، رغم أنه لم يكن اقتراحًا جادًا.
- 1895: اقترح عالم الحشرات النيوزيلندي جورج فيرنون هدسون تغيير التوقيت الصيفي لمدة ساعتين لمنحه المزيد من ساعات النهار لدراسة الحشرات واكتسبت فكرته الاهتمام ولكنها لم يتم تبنيها على نطاق واسع.
- 1907: نشر الإنجليزي ويليام ويليت كتيبًا بعنوان "إهدار ضوء النهار"، يدعو فيه إلى تغيير الساعات في الصيف للاستفادة بشكل أفضل من ضوء النهار، واكتسبت فكرته زخمًا ولكن لم يتم تنفيذها على الفور.
- 1916: أصبحت ألمانيا والنمسا أول دولتين تتبنيان رسميًا التوقيت الصيفي خلال الحرب العالمية الأولى كإجراء للحفاظ على الوقود والطاقة وسارعت دول أخرى، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، إلى اتباع هذا النهج.
- 1918: تبنت الولايات المتحدة التوقيت الصيفي لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى بموجب قانون التوقيت القياسي، لكنه لم يحظ بشعبية وتم إلغاؤه بعد انتهاء الحرب في عام 1919.
- 1940–1945: خلال الحرب العالمية الثانية، أعادت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تبني التوقيت الصيفي للحفاظ على الموارد وفي الولايات المتحدة، أصبح يُعرف باسم "وقت الحرب"، وظلت الساعات تعمل بالتوقيت الصيفي طوال العام من عام 1942 إلى عام 1945.
- 1945–1966: بعد الحرب العالمية الثانية، لم يتم الالتزام بالتوقيت الصيفي بشكل ثابت في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما أدى إلى حدوث ارتباك وحددت الولايات والمدن المختلفة تواريخ البدء والانتهاء الخاصة بها، مما أدى إلى إنشاء مجموعة من لوائح الوقت.
- 1966: تم تمرير قانون التوقيت الموحد في الولايات المتحدة، والذي وحد تواريخ بدء وانتهاء التوقيت الصيفي. ويبدأ التوقيت الصيفي في الأحد الأخير من شهر أبريل، وينتهي في الأحد الأخير من شهر أكتوبر، على الرغم من أن الولايات يمكنها اختيار عدم تطبيقه إذا اختارت هيئتها التشريعية ذلك.
- 1973–1974: أثناء أزمة الطاقة في السبعينيات، طبقت الولايات المتحدة التوقيت الصيفي على مدار العام للحفاظ على الطاقة، لكنه لم يكن مرغوب فيه بسبب صباحات الشتاء المظلمة.
- 1986: عدل الكونجرس الأمريكي قانون التوقيت الموحد لبدء التوقيت الصيفي مبكرًا، بدءًا من الأحد الأول من شهر أبريل بدلاً من الأحد الأخير من أبريل.
- 2005: مدد قانون سياسة الطاقة لعام 2005 التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة ليبدأ في الأحد الثاني من شهر مارس، وينتهي في الأحد الأول من شهر نوفمبر. يدخل هذا التغيير حيز التنفيذ في عام 2007.
- 2019–2020: تبدأ العديد من الولايات الأمريكية في اقتراح وتمرير مشاريع قوانين لتبني التوقيت الصيفي الدائم، ولكن الموافقة الفيدرالية مطلوبة. كما يدرس الاتحاد الأوروبي إلغاء التوقيت الصيفي، مما يسمح للدول الفردية باختيار التوقيت القياسي الدائم أو التوقيت الصيفي.
تاريخ التوقيت الصيفي والشتوي وأسبابه
-
أصول الفكرة
تعود جذور فكرة التوقيت الصيفي إلى القرن الثامن عشر، حيث اقترح العالم الأمريكي بنجامين فرانكلين هذه الفكرة في مقال فكاهي نشر عام 1784 وكان اقتراحه يهدف إلى تقليل استخدام الشموع من خلال الاستفادة من ضوء الشمس الطبيعي في الصباح. ومع أن مقال فرانكلين لم يكن جادًا بشكل كامل، إلا أنه أثار نقاشات حول كيفية تنظيم الوقت.
-
التطور الفعلي للفكرة
رغم أن فرانكلين كان صاحب الفكرة الأصلية، إلا أن أول محاولة فعلية لتطبيق التوقيت الصيفي جاءت في أوائل القرن العشرين. في عام 1895، اقترح عالم الحشرات النيوزيلندي جورج فيرنون هدسون فكرة تقديم الساعة بمقدار ساعتين في الصيف، مما يسمح له بالاستفادة من النهار الأطول لمتابعة دراساته حول الحشرات. إلا أن اقتراحه لم يُطبق في حينها.
-
بداية تطبيق التوقيت الصيفي
أول تطبيق رسمي للتوقيت الصيفي حدث خلال الحرب العالمية الأولى. في عام 1916، قامت ألمانيا والنمسا بتقديم الساعة بهدف توفير استهلاك الوقود والكهرباء اللازمين لإنتاج الطاقة خلال الحرب. سرعان ما اتبعت دول أخرى هذا النهج، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة، بسبب حاجة الحكومات إلى تقليل استهلاك الطاقة.
بعد الحرب، أُلغي التوقيت الصيفي في معظم البلدان، لكن عاد استخدامه بشكل واسع خلال الحرب العالمية الثانية لنفس الأسباب الاقتصادية.
الأسباب الاقتصادية والاجتماعية لتوقيت الصيفي والتوقيت الشتوي
تم تصميم التوقيت الصيفي للاستفادة بشكل أكبر من ساعات النهار خلال فصل الصيف ومن خلال تقديم الساعة ساعة واحدة، يمكن للناس العمل أو ممارسة الأنشطة اليومية في وقت أبكر، مما يقلل من الحاجة إلى الإضاءة الصناعية في المساء. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك ادعاءات بأن هذا النظام يسهم في تحسين الإنتاجية وتقليل حوادث السير.
الجدل حول التوقيت الصيفي
على الرغم من أن الهدف الأساسي من التوقيت الصيفي هو توفير الطاقة وتحسين الاستفادة من ضوء النهار، إلا أن هناك جدلًا واسعًا حول فعاليته. تشير بعض الدراسات إلى أن الفوائد في توفير الطاقة قد تكون ضئيلة أو معدومة، نظرًا للاعتماد المتزايد على تكييف الهواء في الصيف. كما يشير البعض إلى الآثار السلبية على الصحة والنوم نتيجة التغير المفاجئ في الساعة.
-
تطبيق النظام حول العالم
اليوم، تعتمد العديد من الدول نظام التوقيت الصيفي والشتوي، خصوصًا في أوروبا وأمريكا الشمالية. ومع ذلك، هناك بعض الدول التي تخلت عن هذا النظام بسبب عدم وضوح الفوائد أو بسبب تأثيراته السلبية على الصحة العامة.
التوقيت الصيفي والشتوي هو فكرة تهدف إلى الاستفادة من ضوء النهار وتوفير الطاقة، لكنها أيضًا فكرة محاطة بالكثير من الجدل وفي حين أن بعض الدول لا تزال تطبق هذا النظام، فإن فعاليته وتأثيراته على الحياة اليومية لا تزال محل نقاش. قد تكون الفكرة بدأت بهدف بسيط خلال القرون الماضية، لكنها اليوم تواجه تحديات وتغيرات بسبب التقدم التكنولوجي وتغير أساليب الحياة.
شاهد أيضا:
فلكياً.. موعد الاعتدال الخريفي لعام 2024
الأردن | عطلة رسمية في 16 أيلول بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف