الجفاف يجتاح أوروبا والتغير المناخي يهدد وجود نهر الراين
طقس العرب - سنوات من الجفاف تجتاح أوروبا، ورغم وجود هطول أمطار شتوية غزيرة في فترات معينة، إلا أن أوروبا بشكل عام وخاصة ألمانيا تواجه موجة جفاف غير مسبوقة بسبب تغير المناخ خلال السنوات الأخيرة.
نهر الراين مُهدد بالزوال بسبب التغير المناخي
نهر الراين، الذي يُعَدُّ شريان حياة وخط نقل رئيسي في أوروبا، مهدد بالتغيرات الكبيرة في غضون ثلاثين عامًا، حسب تحذيرات باحثين.
يعتبر هذا النهر شرياناً اقتصادياً حيوياً في أوروبا، حيث يلعب دورًا كبيرًا في الملاحة النهرية ونقل البضائع. ولكن تأثير التغيرات المناخية على هذا النهر يمكن أن يؤدي إلى توقف الملاحة النهرية بسبب الجفاف، مما يضعف قدرته على تلبية احتياجات النقل والاقتصاد في الدول التي يمر بها.
انخفاض مُستوى النهر تسبب بمشاكل بيئية كبيرة دفعت خُبراء البيئة والمسؤولين الحكوميين إلى دق ناقوس الخطر إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.
وذلك ما عبر عنه ظهور "حجر الجوع" الذي اكتشف للمرة الأولى في عام 1918 وبعدها بين عامي 2018 و 2022.
وانخفض منسوب مياه نهر الراين بشكل كبير، حيث تم قياس عمق المياه في بعض المناطق بـ1.16 متر فقط، بينما يعتبر العمق الطبيعي للنهر حوالي 2.40 متر.
تراجع تساقط الثلوج في الشتاء والجفاف المستمر يعتبران أسبابًا رئيسية لانخفاض مياه نهر الراين. هذه التغيرات تعكس تأثير التغير المناخي على نمط هطول الأمطار والثلوج في المنطقة والتي تؤثر بدورها على تدفق المياه في النهر خلال فصل الصيف. وتشير التوقعات إلى أن هذا الانخفاض في منسوب المياه قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مصادر المياه والقطاعات الاقتصادية والبيئة والمجتمع في المنطقة.
انخفاض مياه نهر الراين بنسبة تصل إلى 50% خلال فصل الصيف يعني تداولاً أقل للمياه العذبة، مما يؤثر على إمدادات المياه للشرب والري والاستخدامات الصناعية والنقل عبر النهر. وليس ذلك فقط، بل يمكن أن يكون له تأثير سلبي على النظام البيئي والحياة البرية في المنطقة.
هذا يظهر الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة التحديات المناخية والبيئية للحفاظ على موارد المياه والبيئة في المناطق المتأثرة.
المصادر:
alarabiya + وكالات