الخليج العربي | في الموسم المطري الاستثنائي طقس العرب يوضح الأسباب العلمية وراء قوة وزخم الحالة الماطرة المؤثرة على كافة دول الخليج مؤخراً
طقس العرب - تأثرت كافة دول الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية وحتى لحظة اعداد هذا التقرير (الخميس 2/5/2024) بحالة مطرية ربيعية خلال الموسم المطري الذي تشهده دول الخليج العربي وقد اتسمت الحالة المؤثرة مؤخراً بالزخم المُرتفع على دول الخليج العربي بما فيها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات اضافةً لقطر والبحرين والكويت والآن سلطنة عُمان، وفي هذا التقرير سنوضح بمشيئة الله الأسباب العلمية التي تسببت بالحالة المطرية واستعراض الظواهر الجوية، والتي رافقت الحالة والتي لاتزال تروي أرض بعض دول الخليج العربي بالخيرات.
المسبب الأول : عبور مُنخفض جوي علوي على شكل موجة علوية (upper low) مما استثار حالة عدم الاستقرار الجوي
بعد تحليل مُخرجات النماذج العددية ودراسة الحالة الربيعية يقول الخبراء في مركز طقس العرب الإقليمي بأن أول وأهم الاسباب لاستثارة الأحوال الجوية غير المُستقرة التي أثرت على الخليج العربي يعود بعد مشيئة الله إلى عبور مُنخفض جوي علوي على شكل موجة علوية ("upper low" وهو مُنخفض جوي في طبقات الجو العليا يكون قد انفصل عن الدورة العامة للتيار النفاث واصبح يدور ويلتف حول نفسه)، وعند مرور المُنخفض العلوي، فإنها عملت بعد مشيئة الله على نشوء حالة من عدم الاستقرار بالشرق الأوسط و دول الخليج العربي وقد عبرت الموجة العلوية مئات الآلاف من الكيلومترات من فلسطين إلى عُمان.
المسبب الثاني : رطوبة ذات خصائص استوائية وتسخين سطحي مُرتفع ما يعني طاقة حرارية كامنة ورطوبة ترفد المُنخفض الجوي باستمرار
الرطوبة الاستوائية: وقد قال المتنبئون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي بأن المسبب الثاني وراء الزخم الذي اكتسبته الحالة الماطرة يعود إلى حدوث التحام بين المُنخفض العلوي و كُتلة من الهواء الدافئ الرطب (المكتسب للخصائص الاستوائية لاسيما في طبقات الجو العليا) ويعود السبب الى تدفق الرطوبة ذات الخصائص الاستوائية إلى تواجد مرتفع جوي فوق مياه بحر العرب تسبب بتغذية الحالة المطرية بالرطوبة الكافية لاسيما عند تواجد منطقة من الضغط الجوي المُنخفض سطحياً فوق الخليج العربي فإن عملية التغذية ببخار الماء كانت مُباشرة بين المُرتفع الجوي فوق بحر العرب والمُنخفض الذي يقابله فوق دول الخليج العربي.
التسخين السطحي الناتج عن الاشعاع الشمسي: مع دخول فصل الربيع تبدأ درجات الحرارة في على اليابسة بالارتفاع حيث يسخن سطح الأرض وترتفع درجة حرارته نتيجة زيادة في كمية الإشعاع الشمسي بأنواعه المُختلفه المُنبعث إلى سطح الأرض، وقد ساهمت درجة حرارة سطح الأرض المُرتفعة بتغذية الحالة الماطرة وسُحب المزن الركامي بالتيارات الهوائية الصاعدة وزيادة تدفقها نحو الأعلى مما ساعد على تسريع نمو السحب عن طريق عملية تعرف بإسم تحرير الطاقة (أي انطلاق الطاقة الحرارية الكامنة التي توجد في تيارات الهواء الصاعد).
ظواهر جوية رافقت الحالة الماطرة التي أثرت على دول الخليج العربي والمنطقة
وفيما يتعلق حول الظواهر الجوية التي صاحبت الحالة الممطرة على دول الخليج العربي والمنطقة قال خبراءنا في مركز طقس العرب الإقليمي بأن الحالات الجوية التي تؤثر على المنطقة خلال هذه الفترة من العام تختلف عن تلك التي تؤثر في فصل الشتاء، إذ أن الحالات التي تأتي في أشهر آذار وابريل ومايو يغلب عليها الطابع الربيعي أي أنها حالات ربيعية الخصائص ترافقها ظواهر جوية تتسم بالشدة "ولكنها جميعها تنتج عن نوع من السُحب يُسمى بالسُحب الركامية الرعدية (Cumulus clouds) التي تنشأ في حالات عدم الاستقرار الربيعية" والتي رافقها:
- الأمطار الغزيرة.
- العواصف الرعدية.
- الرياح الهابطة المُفاجئة المُثيرة للعواصف الرملية.
- تساقط البرَدَ بكثافة وبأحجام كبيرة.
(ويرى المُختصون في مركز طقس العرب الإقليمي بعد متابعة سلوك قيم الضغط الجوي فوق الدائرة القطبية الشمالية (معامل تذبذب القطب الشمالي AO) يشهد قيماً سلبية، ويعني ذلك أن قيم الضغط الجوي فوق الدائرة القطبية مُرتفعة وهذا الذي بعد مشيئة الله كان السبب في اندفاع المُنخفضات الجوية العلوية نحو جنوب القارة الأوروبية وتحركها شرقاً نحو بلاد الشام والخليج العربي).
والله أعلم.