الذكاء الاصطناعي يفك رموز الألواح المسمارية
طقس العرب - في عصرنا الحالي الذي يشهد تطورًا سريعًا في مجال التكنولوجيا، يظهر الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للابتكار في مختلف المجالات، ويهدف هذا المقال إلى استكشاف كيف يقوم الذكاء الاصطناعي بفك رموز الألواح المسمارية، وكيف يمثل تقدمًا مذهلاً في فهمنا للأنظمة المعقدة عبر الزمان، وسنلقي نظرة على كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي التحليل البياني والتعلم الآلي لتحليل الألواح المسمارية؟
تقنية الذكاء الاصطناعي تكشف أسرار الألواح المسمارية
فريق بحثي ألماني يتألف من باحثين من ثلاث جامعات ألمانية، هي جامعة مارتن لوثر هالي فيتنبرغ، وجامعة يوهانس غوتنبرغ ماينز، وجامعة ماينز للعلوم التطبيقية، قد طوّر بنجاح برنامج جديد للذكاء الاصطناعي، قادرًا على فك رموز نصوص اللغة الأكادية المعقدة الموجودة على الألواح المسمارية.
يعتمد هذا البرنامج الجديد على نماذج ثلاثية الأبعاد للأجهزة اللوحية، مما يؤدي إلى نتائج أكثر دقة بكثير من الأساليب السابقة وباستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد، حلل الباحثون ما يقرب من ألفي لوح مسماري، ومنها حوالي 50 لوحًا من جامعة مارتن لوثر الألمانية.
ووفقًا للتقديرات، يظل هناك حوالي مليون لوح مسماري في مختلف أنحاء العالم، يعود بعضها إلى أكثر من 5000 سنة، مما يجعلها من بين أقدم السجلات المكتوبة المتبقية للبشرية.
ما هي اللغة الأكادية؟
تعتبر اللغة الأكادية، المعروفة أيضًا بـ"لشانم أكديتم"، لغة سامية قديمة ظهرت في بلاد النهرين قبل 3000 سنة من العصور القديمة، وانتشرت لتصبح لغة المراسلات الرسمية في الهلال الخصيب وعموم بلدان الشرق الأوسط، وتُصنّف ضمن مجموعة اللغات السامية الشرقية. حيث تأثرت باللغة السومرية، وحلت محلها في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد، وبقيت اللغة الأكادية، بلهجتيها البابلية والآشورية، سائدة في العراق لثلاثة آلاف عام، حتى استُبدِلَت بالآرامية في القرون الأخيرة قبل الميلاد.
ويقسِم تاريخ اللغة الأكادية إلى ثلاث مراحل رئيسية:
- المرحلة الأكادية
- المرحلة البابلية
- والمرحلة الآشورية
كتب الأكاديون بالخط المسماري الذي ورثوه من السومريين، واستخدموا اللغة الأكادية في الكتابة على ألواح من الطين، ووصلت اللغة إلى ذروة انتشارها في القرن السابع قبل الميلاد، خاصةً خلال حكم المملكة الآشورية، واستخدمت اللغة بدورها في فن الترجمة، حيث ترجم الأكاديون النصوص من اللغة السومرية إلى الأكادية، وقد حفظت لنا تلك الترجمات جزءًا من أدبهم ومعرفتهم وتظل اللغة الأكادية علامة للتطور اللغوي والثقافي للبشرية على مدى آلاف السنين، حيث حفظت مختلف جوانب حضاراتها المتلاحقة عبر العصور.
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ونماذج ثلاثية الأبعاد تفتح آفاقاً جديدة في الآثار
واللغويات
تقنية الذكاء الاصطناعي تفتح آفاقاً جديدة في تحليل الألواح المسمارية القديمة، ممثلةً خطوة ثورية في ميدان الآثار واللغويات وهذه التكنولوجيا المبتكرة، تستند إلى استخدام نماذج ثلاثية الأبعاد لتحليل الألواح، مما يعد تقدماً هائلاً على الأساليب التقليدية التي تعتمد على الصور.
ويعتبر هذا النظام في عمله شبيهًا ببرامج التعرف البصري على الحروف، ولكنه تم تصميمه خصيصًا للتعامل مع التحديات الفريدة المتعلقة بالألواح المسمارية، وتعتبر هذه الألواح، التي يمتد تاريخها لأكثر من 5000 عام، ويوجَد منها حوالي مليون لوح في العالم، من بين أقدم الوثائق المكتوبة المعروفة والتي تتصف بتعقيدها الفريد، الذي يجمع بين لغات متنوعة
وأيضاً مواد الألواح المصنوعة من الطين غير المحروق مع كتابات مكتظة، يجعل من مهمة فك رموزها تحدّياً تاريخيًا ذا أهمية خاصة.
اقرأ أيضا:
جفاف الأمازون يكشف نقوشا يعود تاريخها إلى 2000 عام
المخلوقات الفضائية غير البشرية ثانية.. أدلة على أنها "أحفادنا"
المصادر: