السفر من لندن إلى سيدني سيستغرق أقل من ساعتين فقط .. لكن عن طريق الفضاء!
طقس العرب - قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الأحد 14 مايو/أيار 2023، نقلاً عن أبحاث نشرتها هيئة الطيران المدني البريطانية، إن مرتادي العطلات والسائحين سيكونون قادرين على السفر من لندن إلى سيدني في أقل من ساعتين خلال عقد من الزمن عن طريق السفر عبر الفضاء
حيث تُموِّل هيئة الطيران المدني الدراسات الطبية حول آثار الرحلات الفضائية شبه المدارية، حيث سيُطلَق السياح إلى الفضاء لفترة وجيزة قبل النزول إلى وجهتهم، في جزء صغير من الوقت الذي تستغرقه الرحلات الجوية التقليدية.
ووفقا لـSunday Times، وجدت دراسة ممولة من قبل هيئة الطيران المدني أن معظم الناس تعاملوا جيدا مع قوات جي لرحلات الفضاء شبه المدارية.
الرحلة التي تستغرق 22 ساعة ستستغرق أقل من ساعتين
تُكلِّف الرحلات دون المدارية؛ مثل تلك التي تقدمها شركات السير ريتشارد برانسون Virgin Galactic وBlue Origin التابعة لجيف بيزوس، أكثر من 350 ألف جنيه إسترليني (437 ألف دولار أمريكي) للمقعد الواحد في الوقت الحالي. ومع ذلك، يعتقد المنظمون أنَّ هذه الرحلات لن تكون حكراً على الباحثين عن الإثارة من فاحشي الثراء، بل ستصير خياراً للسفر عبر القارات "يمكن لأي شخصٍ الوصول إليه" حيث من المتوقع في نهاية المطاف أن تنضج في رحلة سريعة للغاية من نقطة إلى نقطة، على سبيل المثال، من لندن إلى سيدني في أقل من ساعتين والتي تستغرق حاليًا حوالي 22 ساعة.
كبار السن أفضل في التعامل مع السفر إلى الفضاء
ووجد البحث، الذي تم إجراؤه مع King's College London وبتيسير من سلاح الجو الملكي البريطاني، أن أولئك الذين يستقلون مثل هذه الرحلات لن يحتاجوا إلى اللياقة البدنية أو الشباب - مع احتمال أن يكون كبار السن أفضل في التعامل مع السفر إلى الفضاء.
ووضعت دراسةٌ 24 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 32 و80 عاماً، في جهاز طرد مركزي تابع لسلاح الجو الملكي البريطاني في كرانويل، من أجل اختبار قوة جي، التي يمكن الشعور بها في أثناء إطلاق الصواريخ دون المدارية ورحلات الطائرات الفضائية.
ووُجِد أنَّ قوة جي (الجاذبية الاصطناعية) يمكن أن تصل إلى أربعة أضعاف القوة المعتادة لجاذبية الأرض لمدة 20 إلى 30 ثانية أثناء الصعود، وتصل ذروتها إلى 6 أضعاف أثناء الهبوط لمدة 10 إلى 15 ثانية. يمكن أن تخلق هذه القوى إحساساً ثقيلاً على الصدر؛ مما يجعل التنفس أصعب، ويمكن أن تقلل من الحصول على الأوكسجين، وتؤثر في إيقاع القلب وتؤدي إلى تجمّع الدم بعيداً عن الدماغ. وأشارت الدراسة أيضاً إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وهبوط في أوكسجين الدم، و"ضبابية" الرؤية المحيطية خلال فترات ارتفاع قوة الجاذبية، لكنها وجدت أنَّ هذه الأمور تعود بسرعة إلى وضعها الطبيعي. وفقد أحد المشاركين وعيه لفترة وجيزة، لكن دون آثار مرَضية دائمة. وتبيّن أنه يمكن تخفيف حدة هذه التأثيرات عند إمالة الكرسي للخلف قليلاً.
تابع أندرتون: "بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، وحتى كبار السن، لن يمثل ذلك بالضرورة مشكلة ولن يكون هناك تأثير ضار على المدى الطويل. وما نحاول فعله في البحث هو تحديد الأفراد الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة والمشكلات التي قد يتعين علينا فحصهم بحثاً عنها".
أما عن خطط بريطانيا لإقامة عدد من الموانئ الفضائية على أرضها، فأكد أندرتون: "رحلة الإنسان إلى الفضاء من هذه المواقع ممكنة تماماً".