الشمس تصل إلى أقصى مرحلة في الدورة الشمسية.. هل هناك عواصف شمسية قادمة؟

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2024/10/16

طقس العرب-في مؤتمر هاتفي عُقد يوم الثلاثاء مع الصحفيين، أعلنت وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ولجنة التنبؤ بالدورة الشمسية الدولية أن الشمس وصلت إلى أقصى مرحلة في دورتها الشمسية، وهي المرحلة التي من المتوقع أن تستمر للعام القادم.

 

الدورة الشمسية: تعريف ومفهوم

الدورة الشمسية هي عبارة عن عملية طبيعية تمر بها الشمس، تنتقل خلالها بين فترات من النشاط المغناطيسي العالي والمنخفض. وكل 11 عامًا تقريبًا، تحدث ذروة الدورة الشمسية، حيث تنقلب الأقطاب المغناطيسية للشمس. هذا الانقلاب يمكن مقارنته بتبديل القطبين الشمالي والجنوبي للأرض، والذي يحدث كل عقد تقريبًا. وخلال هذه الفترة، تتحول الشمس من حالة هدوء إلى حالة من النشاط المكثف والعواصف الشمسية.

 

تتبع الدورة الشمسية والنشاط الشمسي

تقوم كل من ناسا وNOAA بتتبع البقع الشمسية لتحديد مدى تقدم الدورة الشمسية وتوقع النشاط الشمسي. والبقع الشمسية هي مناطق على سطح الشمس أكثر برودة من المناطق المحيطة، وتظهر نتيجة لتركيز خطوط المجال المغناطيسي. وهذه البقع هي الجانب المرئي لما يسمى بالمناطق النشطة على الشمس، التي تحتوي على حقول مغناطيسية معقدة ومكثفة. وتلك المناطق النشطة تعد مصدرًا للتوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية.

 

تأثير النشاط الشمسي على الأرض والفضاء

أشار جيمي فيفورز، مدير برنامج الطقس الفضائي في مقر ناسا بواشنطن، إلى أن عدد البقع الشمسية يزداد خلال ذروة النشاط الشمسي، مما يؤدي إلى زيادة النشاط الشمسي بشكل عام. وتتيح هذه الزيادة فرصة مميزة لدراسة الشمس، أقرب نجم إلينا، لكنها تؤثر أيضًا على الأرض والنظام الشمسي بأكمله.

النشاط الشمسي يؤثر بشكل كبير على الظروف في الفضاء المحيط بالأرض، والتي تعرف بـ"الطقس الفضائي". هذه الظواهر يمكن أن تؤثر على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء، وأنظمة الاتصالات والملاحة مثل الراديو ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وكذلك على شبكات الطاقة على الأرض. ومع زيادة نشاط الشمس، تصبح أحداث الطقس الفضائي أكثر شيوعًا، مما يزيد من احتمال ظهور ظواهر مثل الشفق القطبي وتأثيرات أخرى على الأقمار الصناعية والبنية التحتية الأرضية.

 

 

 

أحداث شمسية كبرى في مايو 2024

في مايو 2024، أطلقت الشمس مجموعة من التوهجات الشمسية الكبيرة والانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs)، مما أدى إلى إرسال سحب من الجسيمات المشحونة والمجالات المغناطيسية نحو الأرض. هذا النشاط نتج عنه أقوى عاصفة جيومغناطيسية شهدها كوكب الأرض منذ عقدين من الزمن، وربما من بين أقوى عروض الشفق القطبي المسجلة في الخمسمائة عام الماضية.

 

تطورات مستقبلية في الدورة الشمسية

وفقًا للسيد طلعت، مدير عمليات الطقس الفضائي في NOAA، فإن الإعلان عن وصول الشمس إلى أقصى مرحلة في دورتها الشمسية لا يعني بالضرورة أن هذه هي الذروة القصوى للنشاط الشمسي. فمن الممكن أن تظل الشمس في هذه المرحلة لأشهر أو حتى سنوات قبل أن يتم تحديد الذروة الحقيقية للنشاط.

وأضاف طلعت أن العلماء لن يتمكنوا من تحديد الذروة الدقيقة للنشاط الشمسي إلا بعد مراقبة ثابتة لانخفاض النشاط بعد تلك الذروة. ومع ذلك، فقد أشارت البيانات العلمية إلى أن العامين الماضيين كانا جزءًا من هذه المرحلة النشطة من الدورة الشمسية، بناءً على العدد المتزايد من البقع الشمسية. يُتوقع أن تستمر هذه المرحلة لمدة عام آخر قبل أن تدخل الشمس في مرحلة الانحدار، والتي تؤدي إلى الحد الأدنى من النشاط الشمسي.

 

تاريخ تتبع الدورات الشمسية

منذ عام 1989، تعمل لجنة التنبؤ بالدورة الشمسية، التي تضم خبراء دوليين برعاية ناسا وNOAA، على دراسة الدورات الشمسية ومحاولة التنبؤ بمسارها. ويرجع تاريخ تتبع هذه الدورات إلى القرن السابع عشر عندما لاحظ العالم جاليليو لأول مرة وجود البقع الشمسية.

كل دورة شمسية تختلف عن سابقتها؛ فبعضها يتميز بذروة نشاط طويلة ومكثفة، بينما تكون قمم النشاط في دورات أخرى أقل وضوحًا وتستمر لفترة أطول.

وأوضحت ليزا أبتون، الرئيسة المشاركة للجنة التنبؤ بالدورة الشمسية والباحثة الرائدة في معهد ساوث ويست للأبحاث في تكساس، أن نشاط البقع الشمسية في الدورة الشمسية 25 قد تجاوز التوقعات إلى حد ما. ومع ذلك، ورغم ظهور بعض العواصف الشمسية الكبيرة، فإنها لا تزال ضمن المستوى المتوقع خلال المرحلة القصوى من الدورة الشمسية.

 

أقوى شعلة شمسية حتى الآن: X9.0

حتى الآن، كان أقوى انفجار شمسي في هذه الدورة هو الشعلة X9.0 التي حدثت في 3 أكتوبر. وتجدر الإشارة إلى أن تصنيف "X" يشير إلى الشعلات الشمسية الأكثر كثافة، بينما يوفر الرقم معلومات إضافية حول قوتها. 

 

توقعات NOAA: عواصف شمسية وجيومغناطيسية إضافية

الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) تتوقع حدوث المزيد من العواصف الشمسية والجيومغناطيسية خلال المرحلة الحالية من ذروة النشاط الشمسي. ومن المحتمل أن تتيح هذه العواصف فرصًا أكبر لرؤية الشفق القطبي على مدى الأشهر القادمة. كما تحذر الإدارة من التأثيرات المحتملة على التكنولوجيا مثل الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات.

ورغم أن المرحلة المتدهورة من الدورة الشمسية تكون عادة أقل نشاطًا، إلا أن العلماء غالبًا ما يرصدون عواصف شمسية كبيرة حتى في هذه الفترة. لذلك، تستعد كل من ناسا وNOAA لمواصلة دراسة الطقس الفضائي وتوقعاته خلال هذه المرحلة.

في ديسمبر 2024، سيقترب مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة ناسا من الشمس إلى أقرب نقطة على الإطلاق، مما يجعله أقرب جسم من صنع الإنسان يصل إلى الشمس. ستكون هذه واحدة من ثلاث محاولات مخطط لها لمسبار باركر في هذا المدار القريب، مما سيساعد العلماء على دراسة الطقس الفضائي من مصدره المباشر.

 

 

 

بعثات ناسا المستقبلية لفهم الطقس الفضائي

تعتزم وكالة ناسا إطلاق عدة بعثات خلال العام المقبل بهدف فهم الطقس الفضائي وتأثيراته بشكل أدق عبر النظام الشمسي. وهذه البعثات تهدف إلى دعم أبحاث الطقس الفضائي، التي تعتبر حاسمة لضمان سلامة المركبات الفضائية ورواد الفضاء في إطار حملة أرتميس

 

أهمية الطقس الفضائي لحملة أرتميس

يعد مسح بيئة الفضاء من الأمور الضرورية لتقليل تعرض رواد الفضاء للإشعاعات الفضائية الضارة، حيث تُعد توقعات الطقس الفضائي أداة أساسية لدعم سلامة البعثات البشرية إلى الفضاء.

ناسا والطقس الفضائي: ذراع بحثية متقدمة

تلعب ناسا دورًا رئيسيًا كذراع بحثية متقدمة للولايات المتحدة في دراسة الطقس الفضائي. أما من يرغب في متابعة تأثيرات الطقس الفضائي على الأرض، يمكنه زيارة مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع لـNOAA، وهو المصدر الرسمي للحكومة الأمريكية للمراقبة والتحذيرات المتعلقة بالطقس الفضائي.

 

 

شاهد أيضا:

ما هي العاصفة الشمسية؟

الأرض تستعد لتلقي عاصفة شمسية شديدة قد تتسبب في انقطاع الاتصالات هذا الأسبوع

 


المصادر:

NASA

 



تصفح على الموقع الرسمي



أول قمر مكتمل في الخريف لهذا العام.. السماء تشهد "قمر الصياد" يوم الخميسالسعودية | أمطار جده في 5 سنوات هطلت على ولاية صور العمانية في يومِ واحد! .. تفاصيلسلطنة عُمان | صور في الصدراة .. تفاصيل كميات الأمطار الهاطلة على سلطنة عمان خلال مُنخفض السيال حتى صباح اليوم الأربعاء10 نصائح هامة لتتمتع بأسلوب حياة صحيةبالفيديو: مشاهد مهيبة لسُحب الرف (Shelf Cloud) وثقتها عدسات العُمانيينبعد إعصار ميلتون.. تماسيح عملاقة تقتحم المنازل في فلوريدا (فيديو)سلطنة عُمان | منخفض السيال يواصل تأثيره على السلطنة وتوقعات باستمرار الأمطار الغزيرة على هذه المناطق اليومرويترز: زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب منطقة شرق تركيا