"الصحة العالمية" تحذر من خطر مسببات الأمراض شديدة الخطورة في مختبرات أوكرانيا
طقس العرب - حذَّرت منظمة الصحة العالمية من خطر كامن في أوكرانيا، موصيةً بتدمير "مسببات الأمراض شديدة الخطورة" لتجنب خطر أي تسربات محتملة للجراثيم أثناء الغزو الروسي والحرب الدائرة في جزء من البلاد.
وقالت المنظمة أنها "أوصت بشدة وزارة الصحة الأوكرانية والوكالات الأخرى المسؤولة باتلاف الجراثيم شديدة الخطورة لمنع انتشارها".
وبينت المنظمة أنها عملت في السابق مع مختبرات الصحة العامة الأوكرانية لوضع بروتوكولات أمنية تهدف إلى منع الإطلاق "العرضي أو المتعمد" لمسببات الأمراض.
يُشار إلى أن مختبرات الصحة العامة في أوكرانيا وأماكن أخرى تُجري اختبارات على مسببات الأمراض والسموم لفهم طريقة عملها وتأثيرها على الإنسان والحيوان، وطرق انتقالها، والطرق التي يمكن من خلالها مواجهة آثارها الضارة بالعلاجات الطبية. ووفقًا لرويترز، فإن المختبرات الأوكرانية مدعومة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية.
ولم تذكر منظمة الصحة العالمية مسببات الأمراض التي يمكن استخدامها في الحرب البيولوجية، والتي ادعت روسيا منذ فترة طويلة أنها موجودة في المختبرات الأوكرانية التي تتلقى دعمًا من الولايات المتحدة.
ادعاءات بوجود مختبرات في أوكرانيا لتطوير أسلحة بيولوجية
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ادعاء روسيا القديم بأن الولايات المتحدة تدير مختبرات للحرب البيولوجية في أوكرانيا، وأن القوات الروسية اكتشفت وثائق في أوكرانيا قدمت أدلة على أن وزارة الصحة الأوكرانية أمرت بإتلاف عينات من الجراثيم المسببة للطاعون والكوليرا والجمرة الخبيثة ومسببات الأمراض الأخرى قبل بداية الغزو في 24 فبراير، وقد نفت كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا هذه المزاعم، وقالت المتحدثة باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة (في 10 مارس) أن روسيا قد تدعي ذلك لتبرير هجوم بيولوجي أو كيميائي.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، يوم الخميس، أن الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا كان إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة.
وقد أكدت وزارة الدفاع الروسية، القبض على طيور مرقمة تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا في منطقتي إيفانوفو وفورونيج الروسيتين لنشر العدوى.
في السياق ذاته قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها أنها باتت تعرف تفاصيل مشروع UP-4، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات في كييف وخاركوف وأوديسا خلال فترة حتى عام 2020.
ووفقا للوزارة، كان هدف المشروع، دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة، بما في ذلك إنفلونزا H5N1 شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى 50٪، وكذلك مرض نيوكاسل.
وخلال ذلك تم تحديد نوعين على الأقل من الطيور المهاجرة، والتي تمر طرقهما بشكل رئيسي عبر روسيا، كما تم تلخيص معلومات عن طرق هجرتها عبر دول أوروبا الشرقية.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك (في 10 مارس) إن منظمة الصحة العالمية، التي تعمل مع المختبرات الأوكرانية، صرحت سابقًا بأنها "ليست على علم بأي نشاط من جانب الحكومة الأوكرانية لا يتوافق مع التزاماتها بموجب المعاهدات الدولية، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية أو الأسلحة البيولوجية".
على العموم، لسنا هنا في صدد إثبات مزاعم أحد الطرفين، لكن تبقى الحروب خطرا عالميا يهدد أمن الإنسانية، والمختبرات التي تعمل على دراسة مسببات الأمراض (سواء كانت بهدف الابحاث العلمية أو تطوير أسلحة بيولوجية) باتت تشكل خطرا فتاكا قد ينشر وباء تصعب السيطرة عليه إذا تم التعامل معها بشكل غير آمن.