الطاقة الشمسية تصل ذروتها وتوقعات بانقطاع الانترنت لعدة اسابيع في بداية عام 2024

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2023/12/03

طقس العرب - من المتوقع بشدة أن تكون العواصف الشمسية القادمة ذات قوة فائقة، مما ينذر بتعطل شبكة الإنترنت على الصعيد العالمي لفترات تصل إلى عدة أسابيع حيث حذر العلماء من تأثيرات هذه الظواهر الشمسية المتوقعة، مشيرين إلى أن الإنترنت قد يواجه تحديات كبيرة وانقطاعات طويلة.

وفي حال انقطاع الإنترنت حتى لفترة قصيرة في المنازل، قد يكون ذلك مزعجًا للغاية، ويزداد سوءًا إذا كان هناك حاجة عاجلة لاستخدامه لذا يمكن تصوّر مدى تضاعف هذه التحديات عند تعطل اتصالات الإنترنت في جميع أنحاء الكوكب أو عند مواجهة مشاكل كبيرة.

وعلى الرغم من أن هذا السيناريو قد يبدو كحبكة من فيلم تشويق، إلا أنه يعد احتمالًا واقعيًا وفقًا لتحليل العلماء الذين يدرسون النشاط الشمسي، حيث تتبع الشمس دورة حياة تستمر 11 عامًا تعرف باسم الحد الأقصى للطاقة الشمسية، حيث تشهد السطوح الشمسية زيادة في ظهور البقع الداكنة حيث يؤدي وجود هذه البقع الداكنة إلى إطلاق طاقة متفجرة بشكل عنيف تؤثر في الكوكب، وتسفر عن تغييرات في المجال المغناطيسي للشمس.

 

 

تضارب في التوقعات... هل يبدأ الحد الأقصى للطاقة الشمسية في 2025 أم في 2024؟

توقعت وكالة ناسا بداية الحد الأقصى التالي للطاقة الشمسية في أواخر عام 2025، ومع ذلك، أشارت دراسة جديدة بقيادة الدكتور ديبيندو ناندي، فيزيائي من مركز IISER Kolkata للتميز في علوم الفضاء في الهند، إلى حدوث حدث شمسي في أوائل عام 2024.

في حديثه لـ Mail Online، قال:

"ليس من الممكن التنبؤ بكثافة وعواقب العواصف الشمسية مبكرًا، ولكن يجب أن نتعلم المزيد مع اقتراب العام الجديد".

وأضاف:

"يمكن أن تؤدي العواصف الأكثر شدة في بعض الأحيان إلى اضمحلال مداري كارثي للأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض وتعطيل الخدمات القائمة على الأقمار الصناعية مثل الاتصالات والشبكات الملاحية".

 

وتشير هذه التوقعات إلى إمكانية تعطيل العديد من الأدوات التكنولوجية التي نستخدمها يوميًا وختم بتفاؤل، مشيرًا إلى أن عام 2024 قد يكون فترة جيدة لصيادي الشفق القطبي، رغم التحديات المحتملة وأخذ ناندي بالإشارة إلى تعقيد توقيت حدوث أشد العواصف الشمسية، معتبرًا أنه من الصعب التنبؤ بذلك بدقة، وشرح الاختلاف بين دراسته وتوقعات وكالة ناسا، موضحًا أن الدورات الشمسية الفردية يمكن أن تتغير في الطول بين تسعة و 14 عامًا، وأن 11 عامًا هي مجرد "دورية متوسطة" تُحدد من خلال متوسط الفترات الفردية لجميع الدورات الشمسية في العصر الحديث.

 

ما هي "العاصفة الشمسية"؟

في ظل التغيرات المناخية البارزة في عصرنا الحديث، تظهر أشكال جديدة من هذا التغير، ومن بين أبرزها الظاهرة المعروفة بـ"العواصف الشمسية" حيث تعتبر الأنشطة الشمسية خاصة هذا النوع منها أحد أخطر التأثيرات، حيث تتسبب في إطلاق جزيئات عالية السرعة في الفضاء بين الكواكب.

يُطلق على الظاهرة أيضًا اسم "العاصفة الجيومغناطيسية"، وتمثل جزءًا رئيسيًا في طقس الفضاء، حيث يتسبب اهتزاز رياح شمسية أو غيمة الحقل المغناطيسي في توليد هذه العواصف وتفاعلها مع حقل الأرض المغناطيسي.

 

 

علماء الفضاء يعرفون العواصف الشمسية القوية، أو ما يُعرف بانبعاث الكتلة الإكليلية، على أنها انفجارات هائلة تتألف من رياح شمسية وبلازما خفيفة، وحقول مغناطيسية ترتفع فوق الهالة الشمسية، مما قد يتسبب في تلف الشبكات الكهربائية وحتى انقطاع التيار لفترات طويلة.

تؤدي العواصف الشمسية إلى زيادة ضغط الرياح الشمسية على الغلاف المغناطيسي أولاً، حيث يتفاعل حقل الرياح المغناطيسي مع حقل الأرض المغناطيسي، محولًا كميات متزايدة من الطاقة في الغلاف المغناطيسي.

وتُقيَّس قوة العاصفة الشمسية بمقياس يُعرف باسم "مؤشر كيه" (K-index)، والذي يقيس الاضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض ويتراوح بين 0 و9.

في مايو الماضي، أعلنت وكالة "ناسا" عن تعرض الأرض لعاصفة شمسية قوية، حيث انتقلت بسرعة تجاوزت 1.3 مليون كيلومتر في الساعة، وفقًا لموقع "space weather"، الذي يُعد برنامجًا آليًا مختصًا في رصد حركة المذنبات والعواصف الشمسية والأنشطة الفضائية.

 

تهديد العواصف الشمسية... احتمالية تأثيرها في التكنولوجيا الحديثة

في عام 2015، هزت العواصف الشمسية أنظمة تحديد المواقع في شمال شرق الولايات المتحدة، وهو ما يشكل اليوم قلقًا خاصًا بسبب وجود السيارات ذاتية القيادة وتأثيرها في طياري الخطوط الجوية وأعلنت الجمعية الفلكية في جدة عن تعرض الأرض لعاصفة جيومغناطيسية في أكتوبر 2021 .

يتسبب هذا النوع من العواصف في تشويش الراديو وزيادة الأحمال على شبكات الكهرباء والإلكترونيات في الأقمار الصناعية. ويؤكد الباحث في علم الفلك، ملهم هندي، أنه على الرغم من مخاطر العواصف الشمسية، إلا أن الأرض لا تزال مطمئنة من مستوياتها الحالية، ويشير إلى أن تأثيرها في التكنولوجيا يعتمد على الحماية المغناطيسية والجوية.

 

 

تأثير العواصف الشمسية على البشرية... من التأثيرات النفسية إلى تداول الأسواق

يشير بعض العلماء إلى تأثيرات سلبية للعواصف الجيومغناطيسية على الإنسان، حيث يتغير المزاج وتحدث تحولات في السلوكيات نتيجة للتغيرات البيوكيميائية في الجسم. تظهر دراسات أخرى ارتفاع نسبة الاكتئاب وحالات الانتحار خلال فترات زيادة العواصف الشمسية.

بجانب الأثر النفسي، يظهر أن للعواصف الشمسية تأثيرًا اقتصاديًا، حيث يرتبط انخفاض في الأداء البورصي بفترات زيادة النشاط الشمسي، وتشير دراسة لفرع البنك المركزي الأمريكي في 2003 إلى أن العواصف الشمسية يمكن أن تؤثر في سلوكيات المتداولين وتجار الأسواق.

وتعتبر العواصف الشمسية أيضًا تهديدًا للبنية التحتية الحديثة، حيث يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، وتأثيرات على نظام الملاحة والاتصالات، بما في ذلك الإنترنت وتقنيات تحديد المواقع وبحسب بحث أجرته سانجيثا جيوتي، يمكن أن تؤدي العواصف الشمسية إلى انقطاع الإنترنت لفترات طويلة، مما يشكل تحديًا للتكنولوجيا الحديثة.

تاريخيًا، أظهرت حالات مثل عاصفة شمسية في عام 1989 تأثيرًا ملموسًا حيث تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في مناطق شمال شرق كندا ومع تقدم البنية التحتية للإنترنت، يتزايد التأثير المحتمل للعواصف الشمسية على حياة البشر.

 

اقرأأيضاا:

الدورة الشمسية الحالية تصل ذروتها عام 2025 وتوقعات بأن تكون واحدة من أقوى الدورات الشمسية

ناسا تطور نظام لتوقع العواصف الشمسية قبل أن تضرب الأرض بنصف ساعة

 


المصادر:

unilad

alkhaleejonline

hngn



تصفح على الموقع الرسمي



المقلاة الهوائية قد تتجسس عليك.. ما القصة؟كيفية قياس درجة حرارة الطقس من خلال ساعة سامسونج الذكيةبالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟الأردن | في ثالث أيام مربعانية الشتاء… كيف هي الأجواء المتوقعة في المملكة يوم غد الإثنين 23-12-2024رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟الأردن : فرص الثلوج هي الأعلى منذ سنوات في المملكة إحصائياًالفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البرد