العراق | كيف تؤثر القُبة الحرارية على البلاد وعلاقة التغير المناخي بتفاقم هذه الظاهرة وارتباطها بموجات الحر
طقس العرب - يشهد العراق في الفترة الأخيرة ظاهرة القُبة الحرارية التي تتسبب في ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، مما يؤدي إلى موجات حارة شديدة تؤثر على مختلف جوانب الحياة. وتتشكل القُبة الحرارية نتيجة لنظام ضغط جوي مرتفع يعيق تدفق الهواء البارد ويحصر الهواء الساخن في الأسفل، مما يزيد من شدة الحرارة ويدفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.
أولاً: ما هي القُبة الحرارية؟
وقال المتخصصون الجويون في مركز طقس العرب إن القبة الحرارية هي ظاهرة مناخية تنتج عن منطقة ضغط جوي مرتفع في طبقات الجو العالية تعمل على تسخين الهواء في طبقات الجو السفلى بسبب عملية ديناميكية تسمى "التسخين تحت الضغط"، حيث ينضغط الهواء في منطقة معينة تحت تأثير مرتفع جوي في طبقات الجو العالية، مما يؤدي إلى تكون كتلة هوائية ساخنة سطحية تختلف شدتها حسب المنطقة وشدة المرتفع الجوي وأيضًا حسب فترة تشكلها خلال السنة.
ويعمل المرتفع الجوي على حجز الهواء الساخن كغطاء على وعاء مغلي، ومع تمدد الهواء الساخن عموديًا في الغلاف الجوي يدفعه الضغط العالي نحو الأرض مرة أخرى، وينضغط الهواء مرة أخرى تحت منطقة الضغط الجوي المرتفع، مما يجعله يكتسب المزيد من الحرارة، وهذا ما يُعرف علميًا بالتسخين تحت الضغط.
ثانيًا: كيف تؤثر القُبة الحرارية على أجواء العراق؟
يشهد العراق في الأعوام الأخيرة موجات حر شديدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بظاهرة القُبة الحرارية. تتشكل القُبة الحرارية عندما يستقر نظام ضغط جوي مرتفع فوق المنطقة، مما يحبس الهواء الساخن ويمنع تدفق الهواء البارد كما ذُكر سابقًا، وهذا يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، تتجاوز في كثير من الأحيان 50 درجة مئوية في بعض المناطق.
ويمكن أن تؤدي القُبة الحرارية إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات أعلى بكثير من المعدل الطبيعي في العراق. بالإضافة إلى ذلك، تبدأ الأراضي في الاحترار، وتفقد الرطوبة، وتزداد فرص نشوب حرائق الغابات. كما يزيد من تعاظم تأثير ظاهرة القُبة الحرارية على المناطق الحضرية والزحف العمراني على حساب المناطق الزراعية، إذ تقوم المدن بامتصاص الحرارة وتخزينها على عكس المناطق الحضرية والريفية.
ثالثًا: كيف يسبب التغير المناخي تفاقم ظاهرة القُبة الحرارية في العراق؟
القُبة الحرارية هي ظاهرة جوية تتفاقم بشكل ملحوظ مع التغير المناخي، حيث يسهم ارتفاع درجات الحرارة العالمية في زيادة تواتر وشدة هذه الظاهرة. التغير المناخي يؤدي إلى:
1. زيادة درجات الحرارة العالمية:الاحترار العالمي يؤدي إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة، مما يزيد من احتمال تشكل القباب الحرارية في مختلف المناطق، بما في ذلك العراق.
2. تغير أنماط الطقس:التغير المناخي يغير من أنماط الضغط الجوي، مما يزيد من فرص تشكل أنظمة الضغط العالي التي تسهم في تكون القباب الحرارية.
3. الجفاف المطول:مع زيادة درجات الحرارة، تزداد فترات الجفاف، مما يؤدي إلى انخفاض رطوبة التربة والنباتات، ويزيد من تأثير القباب الحرارية على البيئة والزراعة.
4. زيادة التبخر:ارتفاع درجات الحرارة يزيد من معدلات التبخر، مما يؤدي إلى جفاف الأنهار والبحيرات والخزانات، ويعزز من تأثير القباب الحرارية.
5. تفاقم موجات الحر:التغير المناخي يزيد من شدة وطول موجات الحر، مما يجعل القباب الحرارية أكثر تأثيرًا وضغطًا على البنية التحتية والموارد الطبيعية والاقتصاد.
وأشار مُختصون طقس العرب أن تفاقم القباب الحرارية بسبب التغير المناخي يشكل تحديًا كبيرًا للعراق، حيث تتطلب هذه الظاهرة تبني سياسات واستراتيجيات فعالة للتكيف والتخفيف، بما يشمل تحسين أنظمة إدارة الموارد المائية، وتعزيز البنية التحتية المقاومة للحرارة، وتطوير خطط للطوارئ الصحية لمواجهة الآثار السلبية على الصحة العامة.
والله أعلم.
إقرأ أيضاً:
تغير المناخ: تحذيرات العلماء ودراسات المراصد العالمية تكشف تسارع الظاهرة وتأثيراتها الكارثية