الفيروس أصغر بـ100 مرة من البكتيريا ورغم ذلك قادر على قتل الإنسان.. فكيف يفعل ذلك؟!
طقس العرب - الفيروسات صغيرة جدًا، فهي أصغر بـ 100 مرة من البكتيريا المتوسطة، صغيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها بالمجهر العادي. كيف إذن تسبب للإنسان تلك الأمراض الخطيرة، وتصبح قاتلة أحيانا؟!
هل الفيروس كائن حي؟
الفيروسات ليست سوى حزم صغيرة من جينات الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (DNA) أو الحمض النووي الريبوزي (RNA) و المغلفة بطبقة بروتينية، وبالتالي لا يمكن للفيروسات أن تمارس أي تأثير إلا من خلال غزو خلية حية، كما أنها لا تملك القدرة على التكاثر من تلقاء نفسها، لذا فهي تبحث دائما عن خلية يمكنها السيطرة عليها والتكاثر من خلالها.
(الفيروس هو عبارة عن أشرطة صغيرة من جينات الحمض النووي المغلفة بطبقة بروتينية، وهي متعددة الأشكال)
هل الفيروسات تصيب الإنسان فقط؟
يمكن للفيروسات أن تصيب أي كائن حي، من النباتات والحيوانات إلى أصغر بكتيريا، لهذا فهي تشكل خطراً دائماً على حياة الإنسان.
كيف يصيب الفيروس جسم الإنسان؟
ذكرنا سابقا أن الفيروسات لا تصبح فاعلة حقًا وخطيرة على الإنسان حتى تصيب خلية حية داخل الجسم، ويمكن أن تحدث هذه العدوى بعدة طرق، وهي:
- عن طريق الهواء (بسبب السعال والعطس)
- الحشرات الحاملة مثل البعوض
- نقل سوائل الجسم الملوثة بالفيروس، مثل اللعاب أو الدم أو السائل المنوي.
كيف يسيطر الفيروس على جسم الانسان ويصيبه بالمرض؟
تحتوي جميع الخلايا في الكائنات الحية على جدار يحيط بمكوناتها، والذي يحتوي على مستقبلات موجودة على سطحه.
لذلك تستخدم الفيروسات الزوائد الموجودة على سطح الغلاف الخاص بها للارتباط بالمستقبلات على سطح الخلية المضيفة، لتعمل كبوابة للدخول إليها.
وبمجرد أن يدخل الفيروس خلية ما، فإنه يحاول السيطرة عليها واستخدامها للتكاثر، فيحدث خلل في وظائف الخلية المضيفة، وتقوم بإنتاج المادة الوراثية للفيروس عن طريق الخلية المضيفة عوضًا عن استنساخ المادة الوراثية الخاصة بالجسم.
ومع كل تكاثر جديد، تنتج الخلية المضيفة مادة فيروسية أكثر من المواد الجينية العادية، وإذا تُرك الفيروس دون رادع، فسوف يتسبب في موت الخلية المضيفة.
(رسم توضيحي لمراحل غزو الفيروس للخلية الحية والتكاثر من خلالها)
كما تنتشر الفيروسات في الخلايا القريبة وتبدأ عملية السيطرة والتكاثر مرة أخرى، وهكذا يغزو الفيروس جسم الإنسان ويتسبب في المرض.
كيف يدافع الجسم عن نفسه ضد الفيروس؟
يمتلك جسم الإنسان بعض الدفاعات الطبيعية ضد الفيروس، إذ يمكن للخلية أن تبدأ بتدخل الحمض النووي الريبي (RNA) عندما تكتشف عدوى فيروسية، والتي تعمل عن طريق تقليل تأثير المادة الوراثية للفيروس على مادة الخلية.
ويعمل الجهاز المناعي أيضًا عندما يتعرف على الفيروس عن طريق إنتاج أجسام مضادة ترتبط بالفيروس وتجعله غير قادر على التكاثر. يقوم الجهاز المناعي أيضًا بإطلاق الخلايا التائية التي تعمل على قتل الفيروس.
ويمكن للقاحات المخصصة للفيروسات أن توفر مناعة ضدها، إلا أن المضادات الحيوية ليس لها تأثير على الفيروسات.
خطر الفيروسات
قد تتفوق بعض الالتهابات الفيروسية على جهاز المناعة عند الانسان، ويمكن للفيروسات أن تتطور بسرعة أكبر بكثير من تطور الجهاز المناعي، مما يمنحها قوة في التكاثر المستمر.
وبعض الفيروسات ، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، تعمل بشكل أساسي عن طريق خداع جهاز المناعة.
الأمراض الفيروسية
تسبب الفيروسات العديد من الأمراض الهامة، من بينها:
- الزكام والانفلونزا
- داء الكلب
- الحصبة
- الجدري
- العديد من أشكال الإسهال
- التهاب الكبد B و C
- حمى الضنك
- السارس
- الحمى الصفراء
- شلل الأطفال
- مرض الإيدز
- فيروس الحلأ البسيط (الهربس البسيط) يسبب القروح الباردة والهربس التناسلي (هناك اعتقاد بأنه عامل مؤثر في مرض الزهايمر)
- بعض الفيروسات، المعروفة باسم الفيروس الورمي، تساهم في تطوير أشكال معينة من السرطان، مثل: فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم وسرطان الكبد.
- اعتلالات الدماغ الإسفنجية المعدية، والتي تشمل كورو، مرض كروتزفيلد جاكوب واعتلال الدماغ الإسفنجي البقري (مرض "جنون البقر")، الناجمة عن البريونات
- مرض التهاب الكبد الفيروسي D، الذي يسببه فيروس (satellite)
لتقليل خطر انتشار الفيروسات أو الاتصال بها ، إليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها:
- قم بتغطية فمك وأنفك عند العطس أو السعال باستخدام منديل ثم تخلص منه، أو قم بتغطيتهما بواسطة مرفقك.
- اغسل يديك بشكل متكرر، خاصة بعد الذهاب إلى الحمام أو تحضير الطعام. وإذا لم تكن قادرًا على غسل يديك، فاستخدم معقم اليدين.
- تجنب ملامسة سوائل الجسم عند الآخرين مثل اللعاب، حيث يحتمل تلوثها بالفيروسات.
- ارتداء قناع وجه أو الكمامة في الأماكن العامة خاصة في موسم الأمراض او انتشار الأوبئة.
- لا تلمس وجهك، خاصة الأنف والفم والعين، حيث تعتبر مداخل للفيروسات الى الجسم.