القارة الأوروبية تواجه التغير المناخي: أوروبا تشهد صيف ماطر ودور اللانينا في تعزيز الظواهر الجوية المتطرفة والفيضانات
طقس العرب - يتابع المختصون في مركز طقس العرب آخر ما تشهده القارة الأوروبية من تغيرات مناخية في الفترة الماضية حيث تشهد مناطق واسعة من القارة الأوروبية فصل صيف ماطر، لكن طبيعة الحالات الجوية تمتاز بعدم استقرارية عالية للغاية مما تسبب في موجات من الفيضانات في مناطق عدة، لاسيما في ظل استمرار عبور موجات علوية تعمل على نشوء الاضطرابات الجوية. ولكن ما علاقة التغير المناخي وظاهرة اللانينا في ذلك؟
صيف ماطر والقارة الأوروبية تواجه تحدي التغير المناخي.
وبعد إجراء دراسة من قبل المختصين في طقس العرب، لوحظ أن القارة الأوروبية كغيرها من دول العالم تشهد تغيرات مناخية كبيرة في الفترة الأخيرة، حيث تعرضت القارة الأوروبية لموجات حارة وصلت خلالها درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية، وتزامن ذلك مع عبور منخفضات علوية في وقت غير معتاد مما أدى إلى نشوء اضطرابات جوية شديدة تشبه تلك التي تحصل في الفصول الانتقالية مثل الخريف والربيع نتيجة للفروقات الحرارية الكبيرة بين طبقات الغلاف الجوي، مما ينشط التيارات الهوائية الصاعدة ويساهم في بناء سحب ركامية كثيفة تحمل معها أمطار غزيرة وعواصف بَرَدية شديدة بأحجام كبيرة تسبب أضراراً في الممتلكات العامة.
وأكد المختصون في طقس العرب أن القارة الأوروبية بالفعل تواجه تحديات كبيرة نتيجة للتغير المناخي الذي يؤدي إلى زيادة في التقلبات الجوية والظواهر الطبيعية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر. يتطلب هذا التحدي استجابة مشتركة وجهوداً مستدامة من الحكومات والمجتمعات للتكيف مع التأثيرات السلبية للتغير المناخي وللحد من انبعاثات الكربون والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
اللانينا تعزز من الظواهر الجوية المتطرفة في القارة الأوروبية.
وقال المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي، بعد متابعة آخر مخرجات النمذجة الحاسوبية لانحراف درجة حرارة المسطحات المائية عن المعدلات، إن المنطقة الواقعة على خط الاستواء من المحيط الهادئ تشهد تبريداً واضحاً لدرجة حرارة سطح المياه حيث انخفضت عن معدلاتها بمقدار يتراوح بين درجة ودرجتين مئويتين منذ شهر مايو. ويعني ذلك أن هناك دورة مناخية جديدة تسود في مياه المحيط الهادئ، تتمثل في تنامي ظاهرة اللانينا المناخية التي ستستمر خلال الأشهر القادمة بما فيها أشهر الصيف لهذا العام.
وأشار المختصون إلى أن ظاهرة اللانينا تؤثر بشكل مباشر على الظروف الجوية في مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك أوروبا. وتسبب اللانينا أيضًا في تغيرات في أنماط التيارات الجوية والمناخ، مما يزيد من احتمالية حدوث الفيضانات في بعض المناطق الأوروبية.
الأثر الرئيسي للانينا على الفيضانات في أوروبا يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
1. زيادة في الهطول الغزير: اللانينا قد تسفر عن تغيرات في توزيع الأمطار، مما يزيد من كميات الهطول الغزير في بعض المناطق، ويؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والجداول، مما يزيد من احتمالية حدوث الفيضانات.
2. تغيرات في الأنماط الجوية: اللانينا قد تسبب في تغيرات في أنماط الضغط الجوي وتيارات الرياح في منطقة الأطلسي الشمالي، مما يؤثر على تكوين النظم الجوية وقد يزيد من تكرار الفترات الطويلة والمكثفة للأمطار.
3. ارتفاع مستويات المياه الجوفية: يمكن أن تؤدي الأمطار الغزيرة المرتبطة باللانينا إلى زيادة مستويات المياه الجوفية في بعض المناطق، مما يزيد من احتمالية تسرب المياه وحدوث الفيضانات المحلية.
4. التأثيرات الإقليمية: يمكن أن تؤدي الفيضانات التي تحدث نتيجة اللانينا إلى تأثيرات إقليمية واسعة النطاق، بما في ذلك الأضرار البشرية والمادية، والتأثيرات على الزراعة والبنية التحتية.
بالمجمل، فإن اللانينا تشكل تحديًا إضافيًا لإدارة الفيضانات في أوروبا، حيث يتطلب التكيف مع هذه الظواهر الجوية المتطرفة تعزيز الاستعدادات والخطط الطوارئ، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات مثل الرصد الجوي وإدارة المخاطر للتصدي لتأثيراتها بفعالية أكبر.
إقرأ أيضاً :