الليلة هي أفضل فرصة لرؤية الشفق القطبي منذ شهر مايو.. ما هي؟ ومن أين يمكن رؤيتها؟

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2024/10/05

طقس العرب-الأضواء الشمالية، المعروفة أيضًا باسم الشفق القطبي، هي عروض ضوئية مذهلة أبهرت الناس لآلاف السنين. ورغم جمالها، فإن هذه الظاهرة هي في الواقع نتيجة عملية عنيفة تحدث عندما تصطدم الجسيمات المشحونة بالطاقة من الشمس بالغلاف الجوي العلوي للأرض بسرعات تصل إلى 72 مليون كيلومتر في الساعة.

حيث يقوم المجال المغناطيسي للأرض بحمايتنا من هذه الجسيمات عبر إعادة توجيهها نحو القطبين، وهو ما يولد الأضواء الشمالية في نصف الكرة الشمالي، أو الأضواء الجنوبية في النصف الجنوبي.

 

كيف تنشأ الأضواء الشمالية؟

تحدث هذه الظاهرة عندما تطرد الشمس جزيئات مشحونة من غلافها الجوي العلوي، والمعروف باسم الرياح الشمسية. وعند اصطدام الرياح الشمسية بالغلاف الجوي العلوي للأرض، تبدأ عملية توليد الشفق القطبي. وهذه الجسيمات تتفاعل مع الغلاف الجوي للأرض وتُحدث توهجًا بألوان زاهية يمكن رؤيته في سماء الليل.

تختلف ألوان الشفق القطبي بناءً على التركيب الكيميائي للغلاف الجوي. على سبيل المثال، الأحمر ناتج عن جزيئات النيتروجين، بينما الأخضر ينتج عن تفاعل جزيئات الأكسجين ويشبه هذا العملية التي تجعل لكل نوع من الذرات أو الجزيئات بصمة فريدة، تشع ألوانًا مختلفة.

 قد يهمك أيضا:

إلى ماذا تشير ألوان الشفق القطبي Aurora؟

 

يعتمد شكل وحركة الشفق القطبي على عدة عوامل، منها التغيرات في الرياح الشمسية والتفاعلات في الغلاف الجوي للأرض، بالإضافة إلى حركة الكوكب والجسيمات في الفضاء. هذه الحركات يمكن أن تقدم رؤى جديدة حول الفيزياء الفضائية والمجال المغناطيسي للأرض.

 

 

 

ماذا يكشف الشفق القطبي عن الغلاف الجوي؟

يوفر الشفق القطبي معلومات حول كثافة الغلاف الجوي العلوي للأرض، وسرعة التيارات الكهربائية فيه، وكذلك قوة المجال المغناطيسي للأرض. هذه البيانات تساعد العلماء في فهم كيفية حماية الأرض من مخاطر طقس الفضاء، الذي يشمل تأثيرات الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس.

 

الشفق القطبي ليس حكرًا على الأرض؛ بل يظهر أيضًا على الكواكب الأخرى التي تمتلك مجالات مغناطيسية وغلافًا جويًا مشابهًا. تختلف خصائص هذه الظاهرة من كوكب لآخر بناءً على تكوين الكواكب وقوة المجال المغناطيسي.

تحدث الأضواء الشمالية بشكل متكرر، لكن قوتها وظهورها يتأثران بالنشاط الشمسي، الذي يمر بدورة تستمر 11 عامًا. ونحن نقترب الآن من ذروة هذه الدورة، التي يُتوقع أن تحدث بين عامي 2024 و2025، مما يعني أن هذه الفترة ستكون الأنسب لرؤية الشفق القطبي بأقوى حالاته.

قد يهمك أيضا:

الأرض تستعد لتلقي عاصفة شمسية شديدة قد تتسبب في انقطاع الاتصالات هذا الأسبوع

 

إن رؤية الشفق القطبي هي حلم للعديد من محبي الفلك والمسافرين. ومع أن الأضواء تظهر بشكل متكرر، إلا أن مراقبتها تتطلب وجودك في المكان المناسب في الوقت المناسب. المناطق القريبة من القطب الشمالي، مثل النرويج وكندا وآيسلندا، تعتبر من أفضل المواقع لرؤية الأضواء الشمالية.

 

إن رؤية الأضواء الشمالية بشكل مباشر تُعد حلمًا لكل عشاق الفلك والمسافرين ولحسن الحظ، تحدث هذه الظاهرة المذهلة بشكل متكرر، إلا أن مراقبتها تتطلب أن تكون في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.

يقول المصور تشاد بلاكلي، مالك شركة Lights Over Lapland التي تنظم جولات لمشاهدة الأضواء الشمالية:

"تظهر الأضواء الشمالية 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، طوال السنة". ولكن هذا لا يعني أنها سهلة الرصد، إذ يجب التواجد في المواقع المناسبة وفي الأوقات المثالية لرؤيتها.

 

أفضل الأماكن لرؤية الأضواء الشمالية

أفضل المواقع لرؤية الأضواء الشمالية هي المناطق التي تقع ضمن "منطقة الشفق القطبي" وهي منطقة تقع ضمن دائرة نصف قطرها 2500 كيلومتر من القطب الشمالي، وفقًا لمرصد ترومسو الجيوفيزيائي في النرويج. وهنا تحدث ظاهرة الشفق القطبي بشكل متكرر، على الرغم من أنه في أوقات العواصف الشمسية القوية يمكن أن يظهر الشفق في مواقع أكثر جنوبًا.

إذا كنت تخطط لرحلة لرؤية الأضواء الشمالية، ينصح بلاكلي بالابتعاد عن أضواء المدينة للحصول على أفضل رؤية ممكنة. من بين أفضل المواقع التي توفر بنية تحتية قوية لرؤية الأضواء الشمالية:

  1. فيربانكس في ألاسكا
  2. يلونايف في كندا
  3. ترومسو في النرويج
  4. منتزه أبيسكو الوطني في السويد
  5. روفانييمي في فنلندا
  6. وأي مكان تقريبًا في أيسلندا

 

أفضل وقت لرؤية الشفق القطبي

أفضل وقت في السنة لرؤية الأضواء الشمالية هو بين سبتمبر وأبريل، عندما تكون السماء مظلمة بما يكفي لرؤية الشفق بوضوح. المناطق الشمالية البعيدة تشهد شمس منتصف الليل خلال فصل الصيف، وهو ما يمنع رؤية الشفق. ووفقًا للمعهد الجيوفيزيائي بجامعة ألاسكا فيربانكس، يكون معظم نشاط الشفق القطبي بين الساعة 9 مساءً و3 صباحًا.

 

 

 

 

توقعات الأضواء الشمالية الشفق القطبي

من المهم متابعة توقعات الشفق القطبي لتحديد أفضل الأوقات لرصده. يمكن الاعتماد على التوقعات التي يوفرها المعهد الجيوفيزيائي بجامعة ألاسكا فيربانكس والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، والتي توفر توقعات دقيقة لمدة ثلاثة أيام و30 دقيقة.

تم رصد انفجار شمسي هائل، وهو الأكبر منذ عام 2017، اندلع من سطح الشمس مؤخرًا، ما يفتح الباب أمام احتمالية رؤية الأضواء الشمالية في مناطق معينة.

التوهجات الشمسية هي انفجارات ضخمة للإشعاع الكهرومغناطيسي، تنتقل من الشمس بسرعة الضوء وتصل إلى الأرض في غضون ثماني دقائق تقريبًا. عادةً ما تؤثر هذه التوهجات على بعض الاتصالات اللاسلكية والأقمار الصناعية، ولكن بالنسبة لمعظم الناس، لن تكون التأثيرات ملحوظة بشكل مباشر.

ووفقًا لـ كريستا هاموند، مديرة الطقس الفضائي في مكتب الأرصاد الجوية، هناك احتمال لوصول القذف الكتلي الإكليلي إلى الأرض في وقت متأخر من يوم الجمعة أو في وقت مبكر من يوم السبت. وقالت:

قد يؤدي هذا إلى ظهور الشفق القطبي في مناطق مثل

  1. اسكتلندا
  2. أيرلندا الشمالية
  3. وأجزاء من شمال إنجلترا

وتضيف هاموند أن هناك فرصة إضافية لمشاهدة الشفق في مناطق أكثر جنوبًا مثل وسط إنجلترا، على الرغم من أن الظروف الجوية قد تعيق المشاهدة بسبب السحب والأمطار.

وفي الولايات المتحدة، يمكن رؤية الشفق القطبي في الولايات الشمالية، من الغرب الأوسط إلى ولاية أوريغون، وفقًا لمركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

 

 

 

 

أكبر توهج شمسي منذ سنوات

التوهج الشمسي الذي رُصد مؤخرًا صنّف من الفئة X9، وهو أقوى تصنيف لوكالة ناسا للتوهجات الشمسية وتأتي التوهجات الشمسية في تصنيفات تبدأ من الفئة B (الأصغر)، تليها الفئات C، M، وصولاً إلىX. ويتم تصنيف قوة التوهجات داخل كل فئة من 1 إلى 9، مما يجعل التوهج X9 هو الأقوى الذي تم رصده حتى الآن.

فرصة نادرة لمشاهدة الشفق

لأولئك المهتمين بمراقبة الأضواء الشمالية، فإن هذه الفترة تعتبر فرصة نادرة، خاصة مع التوقعات بزيادة نشاط العواصف الشمسية.

تأثير ضوء القمر على رؤية الشفق

يعتقد البعض أن ضوء القمر الساطع يمكن أن يؤثر على رؤية الشفق، لكن بلاكلي ينصح بعدم القلق حيال هذا الأمر. وإذا كان الشفق قويًا بما يكفي، فإن ضوء القمر لن يعيق الرؤية بل قد يُضفي على المشهد جمالًا إضافيًا من خلال إضاءة المناظر الطبيعية المحيطة.

 

 

 

 

 

الشفق القطبي الجنوبي والشفق القطبي الشمالي

الشفق القطبي ليس مقتصرًا على نصف الكرة الشمالي؛ بل هناك أيضًا الأضواء الجنوبية التي تحدث في نصف الكرة الجنوبي. ورغم أنهما ظاهرتان متشابهتان فيزيائيًا، إلا أن توقيتهما وموقع ظهورهما قد يختلف بسبب التفاعلات بين المجال المغناطيسي للشمس والأرض.

وإلى جانب الشفق القطبي، هناك ظاهرة مشابهة تُعرف باسم STEVE (تعزيز سرعة الانبعاث الحراري القوي). تظهر هذه الظاهرة كقوس ضيق ذو لون أرجواني، يرافقه "سياج أخضر" يتحرك ببطء. هذه الظاهرة يمكن رؤيتها من خطوط عرض أقل مقارنة بالشفق القطبي.

دراسة نُشرت في عام 2019 في مجلةGeophysical Research Letters كشفت أن STEVE يحدث نتيجة آليتين: الأولى تتسبب في ظهور الخطوط الأرجوانية، بينما الثانية تُشبه عملية تكوين الشفق القطبي.

 

الأضواء الشمالية هي من أعظم عجائب الطبيعة، تجمع بين جمالها الخلاب والظواهر الفيزيائية المثيرة التي تحدث في الفضاء. مع اقتراب ذروة النشاط الشمسي، ستكون السنوات المقبلة فرصة ذهبية لمشاهدة هذه الظاهرة الرائعة.

 

 

شاهد أيضا:

الأرض شهدت مذنبًا وكسوفًا للشمس وشفقًا قطبيًا وقمرًا صغيرًا هذا الأسبوع

ما هي ظاهرة الشفق القطبي (Aurora)

 


المصادر:

bbc.com

space.com

 



تصفح على الموقع الرسمي



هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟ظاهرة فلكية بديعة في السماء بالتزامن مع بدء فصل الشتاءكتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواءتحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعةتونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطقارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطقاندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهرمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة