المرتفع الجوي السيبيري يتربع فوق المنطقة ويفرض أجواء قارسة البرودة في مناطق من أوروبا وآسيا
طقس العرب - قال المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن القراءات الواردة من ما يُسمى بالمحاكاة الحاسوبية تشير إلى توضع المرتفع الجوي السيبري فوق المنطقة، تحديداً فوق شرق الأراضي التركية والدول المجاورة، مما يفرض أجواء أكثر استقراراً لكنها قارسة البرودة في عدة مناطق من أوروبا وآسيا نتيجة البرودة الشديدة المصاحبة للمرتفع الجوي، والتي تسمى علمياً "Continental Polar Air Mass".
طقس قارس البرودة وسيبيري يسود مناطق عدة من أوروبا وآسيا وانخفاض الحرارة في تركيا ليلاً لنحو 14 درجة تحت الصفر
وتتعرض العديد من دول آسيا وأوروبا لأجواء سيبيرية قارسة البرودة مبكرة وغير معتادة في مثل هذا الوقت من العام، مع حدوث الانجماد والجليد في عدة مناطق نتيجة للتدني الكبير في درجات الحرارة لما دون الصفر المئوي. وإذا أخذنا على سبيل المثال تركيا، فيتوقع أن تستمر في تسجيل درجات حرارة سالبة، حيث تتراوح الصغرى بين 13-15 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق وسط أجواء قارسة البرودة.
آثار ظاهرة "النينيا" تظهر جليًا على تعاظم تأثير المرتفع السيبري والموجات الباردة المبكرة في المنطقة
ووفقًا لآخر التقارير الصادرة عن وكالة "نوا" للمحيطات والغلاف الجوي، فإن المُخرجات الواردة من النماذج الجوية المناخية تشير إلى استمرار التطور البطيء للنينيا الضعيفة في المحيط الهادئ الاستوائي خلال الأشهر القادمة بنسبة تصل إلى 60%. ومن المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة حتى الفترة بين يناير ومارس 2025، مما قد يؤثر على الأنماط المناخية العالمية.
ومع تعرض المنطقة لموجة باردة قارسة البرودة والتوضع المبكر للمرتفع الجوي السيبري فوق جنوب آسيا وشرق أوروبا، تكون تأثيرات ظاهرة النينيا قد ظهرت جليًا على الأجواء. ومن الناحية الإحصائية، فإن تنامي ظاهرة النينيا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتكرار موجات البرد، حيث ترتبط باشتداد تأثير المرتفع السيبيري على الجزيرة العربية وبلاد الشام خلال فصل الشتاء. وتؤثر ظاهرة النينيا على المنطقة العربية غالبًا بقلة الأمطار في مناطق المشرق العربي، ما يعني إمكانية تعرض المنطقة إحصائيًا للمزيد من الموجات الباردة مستقبلاً.
والله أعلم.