المرتفع الجوي السيبيري يتعاظم بصورة أعلى من المُعتاد، فكيف يؤثر مُناخياً على شرق المُتوسط؟
طقس العرب - يراقب المختصون في مركز طقس العرب الإقليمي آخر التحديثات الصادرة عن الخرائط الجوية التي تشير إلى تعاظم بناء المرتفع الجوي السيبيري في موطنه، "سيبيريا"، بشكل غير معتاد. وتُظهر البيانات أن الضغط الجوي في المنطقة وصل إلى ما يزيد عن 1042 مليبار، في ظل درجات حرارة تقارب -30 درجة مئوية.
ماذا يعني تعاظم بناء المرتفع الجوي السيبيري؟
وأشار المختصون الجويون في مركز طقس العرب إلى أن تعاظم بناء المرتفع السيبيري يعني زيادة قوة ونطاق تأثير المرتفع الجوي السيبيري عن المعتاد. عندما يتعاظم بناء هذا المرتفع، يزداد الضغط الجوي في مركزه وتغطي تأثيراته مساحة جغرافية أوسع. ويحدث ذلك عادة نتيجة لانخفاض شديد في درجات الحرارة في سيبيريا، ما يؤدي إلى تجمع الهواء البارد الثقيل بالقرب من سطح الأرض، وبالتالي زيادة الضغط الجوي، ويتسبب في موجات برد شديدة ويقلل من فرص تشكل السحب وهطول الأمطار في المناطق التي يسيطر عليها.
علاقة بناء المرتفع السيبيري وتأثيره مُناخياً على شرق المتوسط
تسهم الظروف الجوية في سيبيريا، بما في ذلك التبريد السريع للأرض بفعل قلة الإشعاع الشمسي، في بناء هذا المرتفع الجوي بشكل أكبر. تتسبب الليالي الطويلة والتبريد الإشعاعي في انخفاض درجات حرارة الهواء السطحي وزيادة كثافته، ما يعزز بناء المرتفع السيبيري. يُعتبر المرتفع السيبيري من الأنظمة الجوية الرئيسية التي تؤدي إلى شتاء بارد وجاف في شرق المتوسط، مع تأثيرات ملحوظة على الزراعة خاصة في أواخر الخريف وخلال فصل الشتاء. تتمثل التأثيرات المناخية للمرتفع السيبيري في:
موجات البرد:
يؤدي اندفاع الهواء البارد والجاف من المرتفع السيبيري نحو شرق المتوسط إلى موجات برد مُناخياً، مما يساهم في انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، خاصة خلال الليل، حيث قد تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض المناطق.
ويعزز المرتفع السيبيري استقرار الأجواء ويمنع تكون السحب وهطول الأمطار، ما يؤدي إلى طقس جاف يمتد لفترات طويلة. ويُضعف المرتفع وصول المنخفضات الجوية الممطرة إلى المنطقة، ما يحد من فرص الأمطار.
تكرار تشكل الصقيع:
يتسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة الناجم عن المرتفع السيبيري في احتمالية تشكل الصقيع، خاصة في المناطق المرتفعة والزراعية، مما يشكل خطراً على المحاصيل الزراعية. ويترافق ذلك مع الرياح الشمالية الشرقية الباردة، ما يعزز الشعور بالبرودة الشديدة ويزيد من جفاف الأجواء.
إضعاف المنخفضات الجوية ويقف حاجز صد أمام تقدمها:
يُضعف المرتفع السيبيري المنخفضات القادمة من المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ما يحد من الفعالية الجوية الممطرة ويزيد من استقرار الطقس البارد والجاف.
ما علاقة تنامي ظاهرة اللانينا في تعزيز قوة المرتفع السيبيري؟
تؤثر ظاهرة اللانينا على تعزيز قوة المرتفع السيبيري بعدة طرق تتعلق بتغيرات درجات حرارة المحيطات والأنماط الجوية. عندما تحدث اللانينا، تنخفض درجات حرارة سطح مياه المحيط الهادئ الاستوائي، مما يؤدي إلى تأثيرات واسعة على الغلاف الجوي منها برودة أكبر في مناطق العروض العليا، بما في ذلك سيبيريا. وهذا يعزز من تكوين كتل هوائية باردة وكثيفة، حيث تصبح الظروف الجوية أكثر ملاءمة لتعاظم المرتفع السيبيري.
مع انخفاض درجات الحرارة، يزداد الضغط الجوي في المنطقة نتيجة لتجمع الهواء البارد الثقيل قرب السطح. كلما زاد الضغط، تعزز قوة المرتفع الجوي السيبيري، مما يؤدي إلى قيماً مرتفعة من الضغط الجوي قد تصل إلى أكثر من 1050 مليبار.
وبذلك، تساهم ظاهرة اللانينا في تعزيز قوة المرتفع السيبيري، مما يؤدي إلى تأثيرات مناخية ملحوظة على مستوى العالم، خاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.