المركز الوطني للأرصاد | الإمارات في مأمن من الزلازل وأبراجها مقاومة للزلازل
طقس العرب - أكد المركز الوطني للأرصاد أن دولة الإمارات بعيدة عن منطقة التصادم بين الصفيحتين العربية والأورآسية ذات النشاط الزلزالي المستمر في جبال زاجروس ومكران، وأن الهزات الأرضية التي وقعت أمس وتوابعها التي وصلت حتى الآن إلى 102 تابعا، لم يكن لها تأثير يذكر على أي منطقة من مناطق الدولة، مؤكدا أن المعطيات التاريخية والعلمية تشير إلى بعد الإمارات عن متناول الهزات الأرضية العنيفة.
وقال خليفة العبري رئيس مركز الإنذار المبكر من تسونامي في المركز الوطني للارصاد في تصريحات خاصة لـ «البيان» إن مبان دولة الإمارات بفضل الله محصنة وقوية من تأثير مثل هذه الهزات، وذلك لاعتماد أكواد بناء مستدامة بمعايير عالمية تتحمل و تراعي أعلى درجات الزلازل.
وكانت محطات الشبكة الوطنية الإماراتية لرصد الزلازل التابعة للمركز الوطني للأرصاد قد سجلت أمس 3 هزات أرضية تراوحت قوتها ما بين 4.1 إلى 6.3 درجة ـ ريختر، كانت الهزة الأولى بقوة 4.7 درجة على مقياس ريختر في جنوب إيران في الخليج العربي عند الساعة 18:04 مساء يوم الجمعة بالتوقيت المحلي للدولة، تلتها هزة أخرى عند الساعة 23:28 بقوة 4.1 درجة ـ ريختر، ثم أعقبها هزة ثالثة قوية عند الساعة الواحدة و32 دقيقة صباح السبت بقوة 6.3 درجة ونتج عنها أكثر من 102 تابعا من الساعة الساعة الثامنة والنصف صباح الجمعة وحتى الثامنة والنصف من صباح اليوم “السبت” وكانت محسوسة بشكل خفيف إلى متوسط في دبي وابوظبي والإمارات الشمالية، وكانت الشدة من 3 إلى 5 على مقياس ميركالي.
يشار إلى أن مقياس «ميركاري» هو مقياس لوصف ما تحدثه الزلازل من تأثيرات مختلفة في الأماكن المختلفة حول مركز حدوث الزلازل على الإنسان والمنشآت والبيئة وهذا المقياس يعتمد على مقدار الخراب والدمار الذي يحدثه الزلزال ومدى إحساس الناس به ولا يعبر عن قوة الزلزال نفسه، ويُقسم هذا المقياس إلى اثنتي عشر درجة بدءاً من اهتزاز غير محسوس وانتهاءً بدمار شامل ويرمز لهذه الدرجات بأرقام رومانية وقد وضعه العالم الإيطالي ميركالي عام 1902 وتم تطويره فيما بعد، وهو يختلف عن مقياس ريختر الذي يقيس مقدار الطاقة المتحررة من الزلزال والتي تسمى بقوة الزلزال.
وأضاف خليفة العبري أن الاحساس بقوة الزلزال من عدمه يعتمد على مجموعة من العوامل مثل قوة الزلزال وعمقه وبعد المكان الجغرافي وكذلك مكان تواجد الشخص، فعلى سبيل المثال يختلف الإحساس بالزلزال من شخص يسكن في الأدوار العليا لآخر يقطن في الأدوار السفلية، كما قد لا يشعر الإنسان النائم بنفس القدر من الهزة مثل الشخص المستيقظ، مشيرا إلى أن الاحساس العالي بقوة الزلزال هذه المرة كان بسبب قوة الموجات الزلزالية المتتابعة واندماجها مع بعضها البعض.
وأوضح العبري أن موقع دولة الإمارات بعيد نسبيا عن المنطقتين النشطتين زلزاليا في المنطقة وهما: منطقة جبال زاجروس جنوب شرق إيران وحدود الصفيحتين العربية والأوراسية وهي التي لم يزد فيها قوة أي زلزال أكثر من 6.5 درجات بمقياس ريختر، والمنطقة الثانية صدع مكران في بحر العرب والذي يبعد عن الإمارات بنحو 600 كيلومترا ومعظم الزلازل القوية التي وقعت في المنطقتين كانت في الجانب الآخر من اليابسة في إيران وباكستان ويقتصر التأثر بها في دولة الإمارات بالإحساس بها.
وأشار إلى أن المركز يسجل النشاط الزلزالي بصورة يومية تقريبا، وأن غالبية هذه الهزات الأرضية تكون غير محسوسة للسكان داخل الدولة، نظرا لضعفها وبعد مناطق الدولة عن مراكزها، لافتا إلى أن دولا كثيرة تتعرض لمثل هذه الزلازل بصورة اعتيادية حتى لو زادت قوة الهزة الأرضية عن 6 درجات ـ ريختر.
وتشير الدراسات التاريخية إلى أنه تم رصد ما مجموعه 83 زلزالا تمركزت بمنطقتي الخليج العربي وخليج عمان، تراوحت قوتها ما بين (3.1ــ 5.8) درجات حسب مقياس ريختر، باستثناء اثنين منهما بلغت قوتهما (6.4 درجات و6.3 درجات) وقعتا في 1902 و1949 وتمركزا بنفس الموقع داخل إيران بالقرب من منطقة مضيق هرمز (خط عرض 27 درجة شمالا، خط طول 56.4 درجة شرقا). ويتمركز ما لا يقل عن نصف عدد هذه الزلازل في منطقة جنوب الخليج العربي حول منطقة خط عرض 25 درجة شمالا وخط طول 55 درجة شرقا.