المناخ يضع إمدادات القمح في خطر... وباء خفي يهدد سلة غذاء العالم

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2024/02/08

طقس العرب - أظهرت دراسة حديثة تحذيرات بشأن احتمال انخفاض إنتاج القمح العالمي في السنوات القادمة بسبب تغير المناخ، مما يعتبر تهديدًا جديًا للأمن الغذائي العالمي.

ويُعتبر تغير المناخ تهديدًا شاملاً على المحاصيل والأمن الغذائي على الصعيد العالمي، حيث تُعتبر الأمراض النباتية أحد أهم المخاطر المترتبة على هذا التغير، وأشار فريق دولي من الباحثين، بمشاركة الأستاذ سينتهولد أسينج من جامعة ميونخ التقنية (TUM)، إلى أن زيادة انتشار مرض الفطري "انفجار القمح" أو "عصف القمح"، وهو مرض فطري يصيب القمح، قد يقلل من إنتاجية القمح العالمية بنسبة تصل إلى 13% بحلول عام 2050.

 

القمح... محصول غذائي أساسي على الصعيد العالمي

مع مساحة زراعية عالمية تصل إلى 222 مليون هكتار وحجم حصاد يبلغ 779 مليون طن سنويًا، ويعد القمح من النباتات الغذائية الرئيسية في أغلب مناطق العالم، ويتصدر قائمة الأطعمة الأساسية على الصعيد العالمي.

 

 

لماذا ينخفض إنتاج القمح؟

مثل باقي النباتات، يواجه القمح تحديات بسبب تغير المناخ، حيث تنتشر الأمراض بشكل أسرع مما كانت عليه في السنوات السابقة، ويشكل فطر "Magnaporthe oryzae" تهديدًا كبيرًا لمحاصيل القمح، خاصة في المناطق الدافئة والرطبة، منذ اكتشافه لأول مرة في عام 1985.

بدأ انتشار هذا الفطر من البرازيل وصولاً إلى بلدان أخرى، حيث ظهرت الحالات الأولى خارج أمريكا الجنوبية في بنغلاديش عام 2016 وزامبيا عام 2018، ويشعر مزارعو القمح حول العالم بالقلق بشأن تدمير محاصيلهم؛ بسبب هذا المرض النباتي، الذي أدى إلى خسائر كبيرة في البرازيل عام 2009، وينتشر الآن مجددًا.

ويؤكد الخبراء على أن "وباء عصف القمح" يشكل تهديدًا كبيرًا لإنتاجية القمح على النطاق العالمي، بحسب الدكتورة تفيد باربارا فالنت من جامعة ولاية كنساس، وقد قام باحثون من ألمانيا والمكسيك وبنغلاديش والولايات المتحدة والبرازيل بتطوير نموذج لتوقع انتشار "انفجار القمح" في المستقبل للمساعدة على مكافحته.

 

المناطق الأكثر تضررًا بانتشار مرض "انفجار القمح"

وفقًا للباحثين، يتوقع أن تكون أمريكا الجنوبية، والجنوب الأفريقي، وآسيا هي المناطق الأكثر تأثرًا بانتشار مرض "انفجار القمح" في المستقبل، وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 75% من مساحة الأراضي المزروعة بالقمح في أفريقيا وأمريكا الجنوبية قد تتعرض لخطر هذا المرض في المستقبل.

أجرت دراسة منظمة "CIMMYT" غير الربحية، بالتعاون مع باحثين من جامعات عالمية، توقعات بشأن انتشار مرض "انفجار القمح" في المستقبل، ووجدت الدراسة أن هذا المرض يتسبب في خسائر هائلة في محاصيل القمح في البرازيل وزامبيا وبنجلاديش، ومن المتوقع أن يستمر انتشاره في هذه البلدان وينتقل إلى مناطق جديدة.

ومن الجدير بالذكر أن المناطق المعرضة لخطر انتشار المرض تشمل أوروغواي وأمريكا الوسطى وجنوب شرق الولايات المتحدة وشرق أفريقيا والهند وشرق أستراليا ومع ذلك، يتوقع أن يكون الخطر منخفضًا في أوروبا وشرق آسيا، باستثناء بعض المناطق مثل إيطاليا وجنوب فرنسا وإسبانيا.

وعلى الرغم من ذلك، قد تؤدي تغيرات المناخ إلى زيادة خطر انتشار المرض في بعض المناطق، بينما قد ينخفض في مناطق أخرى، وعلى سبيل المثال، قد تزيد الظروف الجافة وارتفاع درجات الحرارة من انتشار المرض، لكنها قد تقلل من إمكانية الإنتاجية للمحاصيل.

وتستهدف جهود مكافحة المرض تطوير أصناف جديدة من القمح تكون مقاومة للمرض، بالإضافة إلى توعية المزارعين بالتدابير الوقائية للحد من انتشار المرض، ويعمل الباحثون حاليًا على تطوير طرق مبتكرة للكشف عن المرض ومنع انتشاره، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الزراعة المتقدمة لتحسين إنتاجية المحاصيل المقاومة.

وتشير الدراسات إلى أن انعدام الأمن الغذائي في هذه المناطق قد يزداد بسبب انتشار المرض، حيث تحتاج هذه المناطق إلى تحسين الزراعة وتبني محاصيل أكثر مقاومة للظروف البيئية المتغيرة.

 

 

اقرأ أيضا:

ذهب الصحراء في خطر... ما القصة؟

ماذا لو انقرضت الأسماك؟ النتائج الكارثية لسيناريو انقراض الأسماك

 

 

 


المصادر:

al-ain

alhurra

 

 

 

 



تصفح على الموقع الرسمي



مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاقالسعودية تطلق مبادرة رائدة لمكافحة الجفاف في "كوب 16" الرياض لتسريع وتيرة العمل العالميمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟