الموجة الغبارية الحالية هي الأقوى خلال عشرات السنوات الماضية

كتبها أيمن صوالحة بتاريخ 2015/09/10

موقع ArabiaWeather.com- د. أيمن صوالحة- بدأت قصة "الموجة الغبارية" الحالية يوم الأحد الماضي، حيث تشكّل منخفض جوي حراري في غرب العراق وانخفضت قيم الضغط الجوي في مركزه بشكل كبير وكذلك الحال مُقارنة بالمناطق المحيطة به، مما تتسبب في نشاط الرياح السطحية وفي طبقات الجو المتوسطة من حوله وبحركة دورانية عكس عقارب الساعة.

 

ونتيجةً لذلك، تشكّلت عاصفة رملية قوية صباح الإثنين في بادية الشام ومنطقة الجزيرة السورية وتحركت عصراً لتطال معظم الأراضي السورية واللبنانية بحيث شملت مساءً العاصمة السورية دمشق واللبنانية بيروت، وبدأت تدخل أجواء المملكة مع ساعات مساء الإثنين في المنطقتين الشمالية والشرقية.

 

ومع ساعات فجر الثلاثاء، رصد مطار الملكة علياء الدولي ومطار عمان المدني/ماركا "موجة غبارية كثيفة" تدنى على إثرها مدى الرؤية الأفقية (المسافة الأفقية المرئية بين نقطة ثابتة وأخرى على امتداد البصر) إلى ما دون 500 متر وشمل كذلك بقية أحياء العاصمة عمان والمدن الأردنية الرئيسية، ووصلت كذلك إلى القدس الشريف مع ساعات قبل ظهر الثلاثاء وصولاً إلى الساحل الفلسطيني المحتل، ومع ساعات المساء وصلت مدينة العقبة.

 

ونتيجةً لضعف الأنظمة الجوية السائدة، بمعنى استمرار الضغط الجوي المنخفض فوق المنطقة وعدم وصول كتل هوائية جديدة من البحر الأبيض المتوسط واستمرار تلك القارية الحارة والجافة، وتزامن ذلك مع ضعف في نشاط الرياح السطحية وفي طبقات الجو المتوسطة، نتج عن ذلك استمرار الأجواء المغبرة بشكل متفاوت حتى ساعة إعداد هذا التقرير (ظهيرة الخميس حسب التوقيت المحلي لعمّان).

 

في حين ساهمت الرياح الشمالية النشطة التي تهب عادةً في مثل هذا الوقت من العام، شماليّ الأراضي المصرية، بنقل "موجة الغبار الكثيف" من السواحل الفلسطينية المحتلة كذلك إلى شرق جمهورية مصر العربية يوم الأربعاء وصولاً إلى العاصمة القاهرة، حيث تدنى مدى الرؤية الأفقية فيها هي الاخرى إلى 500 متر فقط ولمدة ساعات.

 

 

وعند الحديث عن الجانب الإحصائي، نجد أن "موجة الغبار الكثيف" قد أثرت فعلاً على خمس عواصم عربية طوال ثلاثة أيام حتى تاريخه، هي دمشق وبيروت ولاحقاً عمان والقدس وأخيراً القاهرة، وطالت في تأثيرها غرب العراق وشمال السعودية في الجانب الشرقي وصولاً إلى قبرص وجنوب الأراضي التركية في الناحية الشمالية الغربية، وبعدد سكان يتجاوز الثلاثين مليون نسمة، أما المساحة الاجمالية التي طالتها قاربت المليون كيلومتر مربع!

 

أما على الصعيد الصّحي، فقد أثرت "الموجة الغبارية" على الآف الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والعيون وحدوث مضاعفات صحية خطيرة في العديد منهم، أدّت إلى وفاة بضعة أشخاص بحسب مصادر رسمية في الدول المذكورة.

 

وقد أثرّت فعلاً على الحياة العامة في المناطق المذكورة، بحيث أعاق مدى الرؤية الأفقية المنخفض الكثير من الرحلات في المطارات الرسمية والمهمة في دول المنطقة وصولاً إلى مطار لارنكا في قبرص، بحيث تأجل بعضها وتم تحويل مسار بعضها الآخر.

 

ولا يتوقع بحسب التحديثات الحالية لدى "طقس العرب" انحسار هذه "الموجة الغبارية" عن المنطقة بشكل كامل، وانما بشكل بطيء وتدريجي وعن مناطق معينة دون الأخرى، وذلك للأسباب التي تم ذكرها سابقاً.

 

في حين، من المنتظر نشوء أحوال جوية غير مستقرة بدءاً من الأحد على مناطق عديدة من المملكة تمتد خلال الأسبوع الجديد، وقد تطال فرص الأمطار المحلية الرعدية العاصمة عمان والمدن الأردنية.

 



تصفح على الموقع الرسمي



ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطقالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةاندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهرمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةبالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟أسباب تأخر الأمطار وتفاصيل توقعات نشرة فصل الشتاء 2024/2025الأردن | في ثالث أيام مربعانية الشتاء… كيف هي الأجواء المتوقعة في المملكة يوم غد الإثنين 23-12-2024