المُنظمة العالمية للأرصاد الجوية تُصدر نشرة جودة الهواء والمُناخ رقم 3 سبتمبر 2023
طقس العرب - أصدرت المُنظمة العالمية للأرصاد الجوية النشرة رقم 3 لجودة الهواء والمُناخ في شهر سبتمبر 2023 ، وجاء فيها ما يلي
- يزيد تغير المناخ من تواتر وشدة موجات الحر ويجب معالجة نوعية الهواء وتغير المناخ معا
- أدت موجة الحر الأوروبية عام 2022 إلى المزيد من تلوث الأوزون
- يضر دخان حرائق الغابات بصحة الإنسان والنظام البيئي والمحاصيل
- يمكن للمتنزهات والأشجار أن تخفف من حدة "جزر الحرارة الحضرية"
يُؤدى تغير المُناخ إلى زيادة شدة وتواتر الموجات الحارة وبالتالي الحرارة الشديدة، إضافةً إلى حرائق الغابات والموجات الغبارية في الصحراء، ما يُؤثر بشكل ملموس على جودة الهواء وصحة الإنسان والبيئة.
وسلطت نشرة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لجودة الهواء والمُناخ لعام 2023 - وهي الثالثة لهذا العام - الضوء على موجات الحر وهذا للفت الانتباه إلى حقيقة أن درجات الحرارة المُرتفعة لا تشكل خطرًا فحسب بل أيضًا آثار التلوث التي غالبًا ما يتم التغاضي عنها ولكنها ضارة بنفس القدر.
كما وأوضحت كيف تتسبب موجات الحر في حرائق الغابات شمال غرب الولايات المُتحدة والموجات الحارة المصحوبة بالموجات الغبارية القادمة من الصحراء لجميع أنحاء أوروبا ما أدى إلى جودة هواء خطيرة في عام 2022 كما تشمل دراسات حالة من البرازيل تبين كيف يمكن للحدائق والمناطق المغطاة بالأشجار داخل المدن تحسين جودة الهواء وامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتقليل درجات الحرارة، مما يعود بالفائدة على سكان المدن.
تفاصيل نشرة جودة الهواء والمُناخ
تغير المناخ المستمر الناجم عن تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي يحدث على مدار عقود إلى قرون، ويؤدي إلى تغيرات بيئية عالمية، على الجانب الآخر فإن تلوث الهواء يحدث قرب سطح الأرض على مدار أيام إلى أسابيع وعلى نطاقات مكانية تتراوح من محلية (مثل المراكز الحضرية ) إلى إقليمية (مثل شرق الولايات المتحدة، شمال الهند، الأمازون).
وعلى الرغم من هذه الاختلافات فإن جودة الهواء وتغير المناخ مرتبطان بشكل كبير. وتقدم نشرة جودة الهواء والمناخ التي تصدرها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO تقريرًا سنويًا عن حالة جودة الهواء وعلاقتها بتغير المناخ وتعكس ذلك على التوزيع الجغرافي للملوثات والتغيرات في مستويات الملوثات التقليدية.
وتشمل الملوثات التقليدية الغازات النشطة ذات العمر القصير مثل الأوزون وهو غاز يُمكن رؤيته بصعوبة في الهواء العادي وغاز دفين يعمل على تسخين الغلاف الجوي ، أما المواد الجسيمة PM فهي مجموعة واسعة من الجسيمات الصغيرة المعلقة في الغلاف الجوي والتي تضر صحة الإنسان ونظرًا لخصائصها المُعقدة يُمكن أن تقوم بتبريد أو تدفئة الجو كذلك.
لاحظ التغيير في عدد أيام السنة التي سجل فيها درجات حرارة عظمى يومية أعلى من 35 درجة مئوية بالنسبة إلى القيم الأساسية للفترة من 1850 إلى 1900، كما توقع 27 نموذجًا عدديًا في عالم سيشهد ارتفاعًا في درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية.
جودة الهواء وتغير المُناخ
جودة الهواء والمناخ مرتبطين لأن الأنواع الكيميائية التي تؤثر على كلاهما مرتبطة، ولأن التغيرات في أحدهما ستتسبب بالضرورة بتغيرات في الآخر. والأنشطة البشرية التي تطلق الغازات الدفينة طويلة العمر في الغلاف الجوي تؤدي أيضًا إلى زيادة تركيز الاوزون والجسيمات الجوية ذات العمر القصير في الغلاف الجوي.
على سبيل المثال فإن احتراق الوقود الأحفوري والذي يعتبر مصدر رئيسي لثاني أكسيد الكربون CO2 يُطلق أيضًا أكسيد النيتروجين NO في الغلاف الجوي والذي يؤدي لتكوين الأوزون وجسيمات النترات، وكذلك بعض الأنشطة الزراعية التي تعتبر مصادر رئيسية لغاز الميثان فهي تطلق الأمونيا التي تصبح بعد ذلك جسيمات أمونيوم.
وجودة الهواء بدورها تؤثر على صحة النظام البيئي من خلال الترسيب الجوي ( العملية التي تترسب فيها ملوثات الهواء من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض). وهذا يرتبط أيضًا بجودة الهواء والمناخ. ترسيب النيتروجين والكبريت والأوزون يمكن أن يؤثر سلبًا على خدمات النظم البيئية مثل المياه النظيفة والتنوع البيولوجي وتخزين الكربون ويمكن أن يؤثر على المحاصيل الزراعية.
النشرة الحالية بجودة الهواء والمُناخ
النسخة الحالية من نشرة جودة الهواء والمناخ التي تصدرها منظمة الأرصاد العالمية تُقدم تحديثًا حول التوزيع العالمي للجسيمات الجوية في عام 2022، وتكشف عن الطرق التي تؤثر بها موجات الحر على الغلاف الجوي، ومن المتوقع أن تزداد حدة الموجات الحارة مع تغير المناخ، وقد لوحظ تأثير العديد من الموجات الحارة في عام 2022
أجريت دراستان أخريتان تفصلان أكثر الروابط المتداخلة بين الجسيمات الجوية والمناخ وجودة الهواء. يمكن أن تؤدي زيادة حدة حرائق المناطق التي تعاني من موجات الحر إلى إنتاج مزيد من التلوث بالجسيمات الجوية، كما حدث في غرب أمريكا الشمالية في أغسطس وسبتمبر عام 2022، بينما جلب تدفق كتلة هوائية صحراوية من شمال إفريقيا إلى أوروبا ظروف موجة حر وغبار صحراوي في أغسطس عام 2022.
وبالإضافة إلى ذلك، تستكشف النسخة الحالية من النشرة كيف أثرت موجة الحر المستمرة التي أثرت على أوروبا في يونيو-أغسطس عام 2022 على تراكيز الأوزون على مستوى الأرض.
تلخص النشرة الحالية الاكتشافات الجديدة التي توضح الدور الذي تلعبه الحرائق في زيادة ترسيب النيتروجين، والذي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على النظم البيئية. وتُسلط الضوء على التفاعلات العديدة والمعقدة بين الزراعة وجودة الهواء. وفي الختام، تستنتج النشرة كيف يمكن تفاقم درجات الحرارة في المدن من خلال تأثير "جزيرة الحرارة الحضرية" وكيف يمكن أن تستفيد المناطق الحضرية من وجود الحدائق عبر تبريد الهواء المحيط وامتصاص ثاني أكسيد الكربون (CO2).
تركيزات الجسيمات الجوية العالمية في عام 2022 التي سجلتها خدمة مراقبة الغلاف الجوي كوبرنيكوس (Copernicus Atmosphere Monitoring Service)
استنشاق جسيمات أصغر من 2.5 ميكرومتر (PM2.5) على مراحل طويلة يشكل خطرًا صحيًا شديدًا بحسب (منظمة الصحة العالمية، 2021). وتساهم المصادر البشرية والطبيعية في تلوث PM2.5 بنسب متفاوتة على المستوى العالمي، وتشمل الانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري وحرائق الغابات والموجات الغبارية التي تحملها الرياح.
الشكل 2 (ب)، المستند إلى بيانات PM2.5 من خدمة مراقبة الغلاف الجوي كوبرنيكوس (Copernicus Atmosphere Monitoring Service)، يُظهر التراكيز السطحية المتوسطة لـ PM2.5 للفترة من 2003 إلى 2022 والانحرافات (الفروق المطلقة) في عام 2022 مقارنةً مع القيم المتوسطة للفترة من 2003 إلى 2022 (الشكل 2 (أ)).
كانت انحرافات PM2.5 في عام 2022 قد تأثرت بشكل أقل بأحداث الحرائق الكبيرة مقارنةً بعام 2021 (بحسب نشرة جودة الهواء والمناخ لمنظمة الأرصاد العالمية، العدد 2). بدلاً من ذلك، لعبت اتجاهات الانبعاثات البشرية والتباين السنوي في انبعاثات الغبار الصحراوي دورًا أكبر في التحكم في تراكيز سطح PM2.5. حدثت زيادات إيجابية في PM2.5 بسبب الحرائق في أجزاء من حوض الأمازون وألاسكا بسبب موسم حرائق نشط في يوليو وأغسطس 2022، وفي جنوب إفريقيا بسبب نشاط الحرائق في يوليو إلى سبتمبر.
وكان نشاط العواصف الغبارية، بشكل عام، أقل من المعتاد في معظم مناطق الصحراء الكبرى ما عدا طرفها الشمالي الغربي، بينما شهدت صحراء تاكليماكان ومعظم شبه الجزيرة العربية كميات أعلى من المعتاد من الغبار مما ساهم في زيادة مستويات PM2.5. كما كان الحال في عام 2021، فإن ازدياد PM2.5 الإيجابي في الهند والانحرافات السلبية في الصين وأوروبا وشرق الولايات المتحدة في عام 2022 كان في الغالب تجسيدًا لزيادة أو انخفاض الانبعاثات البشرية في المناطق المعنية.
الآليات التي تربط بين موجات الحر وجسيمات الهواء: الحرائق والموجات الغبارية القادمة من الصحراء
على الرغم من أن الحرائق الكبيرة ونشاط العواصف الغبارية عمومًا أقل تواترًا في عام 2022 إلا أن أحداث بارزة من هذا النوع لا تزال تحدث، ويتم استكشاف ارتباطها بموجات الحر ومستويات عالية من الجسيمات الجوية وجودة الهواء الضعيفة في الفقرات التالية عبر مثالين من عام 2022: حرائق في شمال غرب الولايات المتحدة والموجات الغبارية القادمة من الصحراء في أوروبا.
الانحراف الشديد في درجة حرارة الهواء لعدة أيام خلال موجة حر يمكن أن يخلق بيئة ملائمة لاندلاع الحرائق
حيث أن البيئة الجافة الناتجة وارتفاع درجات حرارة موجة الحر يزيدان من احتمالية اندلاع الحرائق وبمجرد بدء اشتعالها، تنمو بسرعة نظرًا لوجود للنباتات الجافة سهلة الاشتعال. تلك الحالات يمكن أن ينتج عنها في النهاية كمية أكثر من انبعاثات الجسيمات الجوية بشكل عام مما يحدث في حالة عدم وجود موجات حر.
اقرأ تكملة النشرة الخاصة بجودة الهواء والمناخ من هنا
مُلخص نشرة منظمة الأرصاد الجوية الخاصة بجودة الهواء والمُناخ
تُعنى النسخة الثالثة من نشرة منظمة الأرصاد الجوية لجودة الهواء والمناخ بدراسة العديد من الطرق التي يُمكن ان تؤثر بها موجات الحر على جودة الهواء مع ذكر لبعض الأمثلة من عام 2022، على الرغم من أن حوادث الحرائق الكبيرة والعواصف الرملية الصحراوية كانت أقل انتشارًا بشكل عام مقارنة مع السنوات السابقة إلا أن العديد من الحرائق المحلية والعواصف من هذا النوع ما تزال تحدث ما يؤدي إلى تراكم كميات كبيرة من الجسيمات العقيمة في الهواء في المناطق المكتظة بالسكان.